أكدت شركة أسترازينيكا، اليوم الإثنين، أن لقاحها فعّال بنسبة 79% في منع حالات كوفيد التي تظهر عليها أعراض في أوساط السكان عمومًا، بينما تبلغ نسبة فعاليته 100% لجهة منع الإصابة بدرجة خطيرة وتطور الحالة لدرجة تستدعي إدخال المريض إلى المستشفى.
وأشارت إلى أن اللقاح فعال بنسبة 80% لجهة منع إصابة المسنّين بالوباء، وأنه لا يزيد من خطر تجلّط الدم، وذلك بعدما أجرت المرحلة الثالثة من اختبارات الفعالية في الولايات المتحدة.
يذكر أن دولًا عدة نصحت بعدم استخدام اللقاح في تطعيم المسنّين نظرًا لغياب البيانات المرتبطة بتأثيره على هذه الفئة في التجارب السابقة.
كما علّقت دول عدة استخدامه في وقت سابق من هذا الشهر على خلفية المخاوف من احتمال تسببه بجلطات.
وشملت المرحلة الثالثة من التجارب في الولايات المتحدة على اللقاح الذي طورته شركة أسترازينيكا بالاشتراك مع جامعة أكسفورد 32 ألفًا و449 مشاركًا، أعطي اللقاح لثلثيهم، بحسب بيان لشركة الأدوية.
وبلغت أعمار نحو 20% منهم 65 فما فوق، وكان نحو 60% منهم يعانون من مشكلات صحية مرتبطة بزيادة المخاطر عليهم حال إصابتهم بكوفيد-19 مثل السكري والسمنة المفرطة أو أمراض القلب.
انتكاسات أسترازينيكا تعقّد الوضع الوبائي
وتعقّد الانتكاسات التي مُني بها لقاح أسترازينيكا مع رفض قسم كبير من الأوروبيين تلقيه، الوضع الوبائي في وقت يجعل تسارع تفشي الموجة الثالثة من وباء كوفيد-19 لا سيَّما في أوروبا، التطعيم ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.
وقال المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بروتون، أمس الأحد: "إنه الطريق المستقيم الأخير لأننا نعلم أنه للتغلب على هذا الوباء، لا يوجد سوى حل واحد: التطعيم. اللقاحات قادمة، ستكون هنا".
وينبغي أن تتوفر جرعات تكفي للجميع وأن تكون اللقاحات بحدّ ذاتها مقبولة من الجميع.
وبات يُنظر إلى أن مخاطر لقاح أسترازينيكا، الذي تعتمد عليه أوروبا لتحقيق أهدافها من حيث التطعيم، تفوق فوائده في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا، بحسب استطلاع للرأي أُجري بين 12 و18 مارس/ آذار.
وتم تعليق استخدامه في دول عدة خشية تسببه بتجلّطات دموية، قد تكون أحيانًا قاتلة، فيما اعتبرت الوكالة الأوروبية للأدوية، الخميس الماضي، أنه "آمن وفعّال".
واستؤنف استخدامه في دول عدة إلا أنه كان بالإمكان ملاحظة تأثير ذلك على الرأي العام، بحسب معهد "يوغوف".
وقال مات سميث وهو صحافي متخصص في البيانات في معهد "يوغوف" في بيان: "لم نلاحظ فقط ارتفاعًا كبيرًا لعدد الأشخاص الذين يعتبرونه خطيرًا في الأسبوعين الأخيرين في أوروبا، إنما لا يزال لقاح أسترايزينيكا يُعتبر أقل أمانًا بكثير من لقاحي فايزر وموديرنا".
أزمة أوروبية بخصوص اللقاح
ويحتاج الاتحاد الأوروبي بدرجة ملحّة إلى اللقاح إذا كان ينوي تسريع حملات التطعيم، بهدف بلوغ المناعة الجماعية بحلول الصيف، وفق ما أكد بروتون.
وتصاعدت حدة النبرة، أمس الأحد، بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حيث يتمّ تصنيع بعض جرعات لقاح أسترازينيكا.
وحذّر وزير الدفاع البريطاني بن والاس، بعد تهديد المفوضية الأوروبية بوقف صادرات لقاحات أسترازينيكا إذا لم يتلقَ الاتحاد الأوروبي شحناته أولًا، من أن ذلك سيكون له "نتائج عكسية".