الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

وثيقة مسرّبة تكشف مدى شراسة "دلتا".. الحرب ضد كورونا باتت أصعب

وثيقة مسرّبة تكشف مدى شراسة "دلتا".. الحرب ضد كورونا باتت أصعب

شارك القصة

حملات التلقيح في الولايات المتحدة ضدّ كورونا (غيتي)
حملات التلقيح في الولايات المتحدة ضدّ كورونا (غيتي)
قد تصل شراسة هذه السلالة إلى درجة أنها تُشكّل تقريبًا فيروسًا جديدًا مختلفًا؛ ويزداد انتقالها بسرعة أكبر من فيروس "إيبولا" أو نزلة برد.

خلصت وثيقة داخلية للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية، حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إلى أن "سلالة دلتا المتحوّرة من فيروس كورونا قد تُسبّب مرضًا أكثر خطورة من السلالات السابقة، كما أنها تنتشر بسهولة مثل جدري الماء".

ووفقًا للصحيفة، تُجسّد هذه الوثيقة الصحية، وهي عبارة عن عرض تقديمي داخلي لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كفاح أكبر وكالة للصحة العامّة في أميركا لإقناع الجمهور بتبنّي إجراءات التلقيح والوقاية، بما في ذلك ارتداء الكمامات؛ بينما تزداد الحالات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تُشير الأبحاث الجديدة إلى أن الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم يُمكن أن ينشروا الفيروس.

وهذه الوثيقة قد تدفع المراكز لتجديد تحذيراتها العامّة للتأكيد على أهمية التطعيم كأفضل رادع لهذه السلالة شديدة العدوى. وقد تصل شراسة هذه السلالة إلى درجة أنها تُشكّل تقريبًا فيروسًا جديدًا مختلفًا؛ ويزداد انتقالها بسرعة أكبر من فيروس "إيبولا" أو نزلة برد.

وتستشهد الوثيقة بمجموعة من البيانات غير المنشورة التي تمّ الحصول عليها مؤخرًا، من تحقيقات التفشّي والدراسات الخارجية، والتي تُظهر أن الأفراد المُحصّنين المُصابين بدلتا قد يكونون قادرين على نقل الفيروس بسهولة مثل أولئك الذين لم يتمّ تلقيحهم.

وقال مسؤول صحي فيدرالي: إن البيانات والدراسات المذكورة في الوثيقة لعبت دورًا رئيسيًا في التوصيات الجديدة التي تدعو الجميع إلى ارتداء أقنعة في الأماكن العامة في ظروف معينة.

الإصابات تطال الأكبر سنًا

وتُشير الوثيقة إلى أن خطر الدخول إلى المستشفى أو الموت أكبر بكثير بين الفئات العمرية الأكبر سنًا مقارنة بالأشخاص الأصغر سنًا، بغضّ النظر عن حالة التلقيح. وتشير تقديرات أخرى إلى وجود 35 ألف إصابة مصحوبة بأعراض أسبوعيًا بين 162 مليون أميركي تم تطعيمهم.

وتتناول الوثيقة مخاوف إدارات الصحة المحلية حول ما إذا كانت لقاحات فيروس كورونا لا تزال فعالة، وما إذا "لم تعد اللقاحات فعّالة، أو أن الجرعات المنشّطة مطلوبة."

ووفقًا لمسؤول الصحة الفدرالي، الذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرّح له بالتحدّث: "على الرغم من ندرة ذلك، إلا أننا نعتقد أنه على المستوى الفردي، قد ينشر الأشخاص الملقّحون الفيروس، ولهذا السبب قمنا بتحديث توصيتنا علانية".

ووفقًا للوثيقة، قد "تتقوّض ثقة الجمهور في اللقاحات، عندما يسمعون عن حالات إصابات بمتحور دلتا بعد التلقيح، خاصّة بعد أن وصفها مسؤولو الصحة العامة بأنها نادرة".

وفي هذا الإطار، قال ماثيو سيجر، خبير اتصالات المخاطر في جامعة واين ستيت في ديترويت: "بما أن مسؤولي الصحة العامة قد أكدوا على الفعالية الكبيرة للقاحات، فإن إدراك الناس أنها ليست مثالية قد يبدو وكأنه خيانة. يبدو أننا وقعنا في فخّ الإفراط بالطمأنينة بإخبار الجمهور أن هذه اللقاحات معجزة".

جرعة لقاح إضافية؟

وتتضمن الوثيقة بيانات من دراسات تظهر أن اللقاحات ليست فعالة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة وسكان دار رعاية المسنين، ما يزيد من احتمال أن يحتاج بعض الأفراد المعرّضين للخطر إلى جرعة لقاح إضافية.

ووفقًا لإفادة مركز السيطرة على الأمراض، من المحتمل أن ترتفع نسبة الإصابة بالمتحور من جميع الحالات، نظرًا لأن الكثير من الأشخاص تمّ تطعيمهم الآن. (سجّلت سنغافورة 75% من الإصابات الجديدة للأشخاص الذين تمّ تطعيمهم جزئيًا وكاملًا).

وذكر شخص يعمل بالشراكة مع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في التحقيقات في متغيّر الدلتا، والذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن التحليل الجيني لتفشّي المرض في 4 يوليو/تموز في بروفينستاون، أظهرت أن الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم كانوا ينقلون الفيروس إلى أشخاص آخرين تمّ تطعيمهم.

مناعة القطيع هدف أكثر صعوبة

وقال خبراء الأمراض المعدية: "إنه إذا كانت الحرب قد تغيّرت، كما تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد تغيّرت حسابات النجاح والفشل أيضًا. وتجعل العدوى الشديدة من دلتا مناعة القطيع هدفًا أكثر صعوبة".

وكتب جيفري شامان، عالم الأوبئة بجامعة كولومبيا، في رسالة بريد إلكتروني بعد مراجعة شرائح مركز السيطرة على الأمراض: "أعتقد أن القضية المركزية هي أن الأشخاص الملقّحين ربما يكونون متورطين إلى حد كبير في انتقال متحور دلتا. التطعيم يتعلّق الآن بالحماية الشخصية. مناعة القطيع ليست ذات صلة، لأننا نرى الكثير من الأدلة على تكرار العدوى واختراقها ".

ووفقًا للصحيفة، تؤكد الوثيقة ما قاله العلماء والخبراء منذ شهور: "لقد حان الوقت لتغيير طريقة تفكير الناس بشأن الوباء".

وقالت كاثلين نوزيل، خبيرة اللقاحات في كلية الطب بجامعة ميريلاند، إن تلقيح المزيد من الأشخاص لا يزال يمثل الأولوية، ونحتاج حقًا إلى التحوّل نحو هدف منع الأمراض الخطيرة والعواقب الطبية، ولا نقلق بشأن كل فيروس يتمّ اكتشافه في أنف شخص ما".

تابع القراءة
المصادر:
واشنطن بوست
تغطية خاصة
Close