الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ترك أمازون ليغزو الفضاء.. كيف صار جيف بيزوس أغنى إنسان في العالم؟

ترك أمازون ليغزو الفضاء.. كيف صار جيف بيزوس أغنى إنسان في العالم؟
الثلاثاء 9 مارس 2021

شارك القصة

من هو جيف بيزوس؟

يتنحى جيف بيزوس عن منصبه كمدير عام لشركة "امازون" اليوم الإثنين، ليكرس جّل وقته لمشاريع جديد، أبرزها السفر إلى الفضاء.

ويخوض جيف بيزوس أولى "مغامرات" الفضاء، في 20 يوليو/ تموز الجاري، في أول رحلة لشركته "بلو أوريجين" التي ستطلق أول رحلة سياحة فضائية.

ويتنافس مع الملياردير إيلون ماسك وريتشارد برانسون على من يصبح أول شخص يسافر للفضاء على صاروخ طوّرته شركة خاصة.

وسيحتفظ الملياردير الذي أسس "أمازون" قبل 27 عامًا، بدور رئيسي في الشركة، من خلال احتفاظه بمنصب الرئيس التنفيذي لمجلس الإدارة.

ومن متجر إلكتروني لبيع الكتب تحوّل إلى واحدة من أكبر الشركات في العالم، إلى الفضاء، رحلة صعود إلى القمة خاضها جيف بيزوس.  


نشر النص بتاريخ 9 مارس/ آذار 2021. بعنوان: جيف بيزوس وأمازون.. كيف تصبح أغنى إنسان في العالم؟ تم تحديث النص بتاريخ 5 يوليو/ تموز 2021. 

كيف تصبح أغنى رجل في العالم؟

قد لا تكون هناك وصفة جاهزة للنجاح، لكن قصة جيف بيزوس مؤسس موقع "أمازون"، وعدا كونها ملهمة للبعض، فهي ترسم طريقًا واضحًا للنجاح، يجيب على السؤال الشهير وبعيد المنال في آن: كيف تصير أغنى إنسان في العالم؟.

ففي رحلة صعود بيزوس إلى القمة التي انطلقت في العام 1994، كانت الموارد التي اعتمد عليها والمحطات الرئيسية التي طبعت مسيرته تُشكل أساسيات ما بلغه من مكانة مالية واقتصادية، وهي متاحة للعلن.

المكتبة الأكبر في التاريخ 

رجوعًا نحو البدايات، احتاج بيزوس في العام 1994 لمبلغ 10 آلاف دولار أميركي ومرآب بيت يتسع لسيارتين وبضع طاولات مصنوعة من أبواب، واختراع لم يكن عالم الأعمال قد عرف جوهره في ذلك الحين بعد وهو الإنترنت.. ليؤسس موقعًا يحمل اسم أحد أطول أنهار العالم: "أمازون"، ويبيع عبره الكتب.    

ولا يمكن الركون إلى العناصر المادية وحدها لتفسير تراكم 200 مليار دولار بعد 25 سنة في جيب بيزوس، ففكرة المشروع التي لمعت في رأسه تساوي الآن أكثر من واحد ونصف ترليون دولار، أي 1500 مليار دولار. وللمهتمين بمنافسة الرجل هنا يكمن مربض الفرس.

تشكُل هذه الفكرة في ذهن بيزوس وتبلورها ثم وضعها على سكة التنفيذ؛ يحوّل الأنظار إلى كواليس الإنجاز الكبير، لا سيما المرحلة التي قرر فيها الشاب ذو الثلاثين عامًا حينها؛ الاستقالة من منصبه كأصغر نائب رئيس لشركة استثمارات في نيويورك. 

وربما يجوز اعتبار نقطة التحوّل في حياة بيزوس الذي تخرج من جامعة برنستون المرموقة، كانت لدى قراءته تقريرًا يفيد بأن استخدام الإنترنت يزداد بنسبة 2300٪ في السنة. الرقم المذهل دفعه إلى التفكير بما يمكن بيعه عبر هذا العالم الافتراضي الجديد، ووجد ضالته في بضاعة لا تاريخ انتهاء صلاحية لها، ويوجد منها ملايين السلع المختلفة، وهي الكتب. 

وفكر بيزوس حينها أن بامتلاكه أضخم متجر لبيع الكتب - نحو 150 ألف عنوان كحد أقصى- تكون "أمازون" تملك نظريًا كل الكتب الموجودة، أي أكبر متجر لبيع الكتب في التاريخ.

على هذا الأساس، ومنذ العام 1995، بات كل من بيزوس وزوجته ماكنزي بالإضافة إلى عشرة موظفين معظمهم من المبرمجين الإلكترونيين، يمضون معظم ساعاتهم في توضيب الكتب التي كان يحملها بيزوس بسيارته إلى مركز البريد لترسل إلى أصحابها.

وثمن هذا المجهود سرعان ما قُرّش بملايين الدولارات. ففي العام 1997 طُرحت أسهم الشركة للبيع، وبلغت قيمة "أمازون" 300 مليون دولار. 

وبينما كان البعض يتوقع أنها لن تصمد أمام عمالقة في سوق الكتب مثل "بوردرز" و"بارنز آند نوبل"، فإن الأولى أعلنت إفلاسها بعد 14 سنة من ذلك التاريخ، وتُحارب الثانية ما استطاعت من أجل الصمود.

كتب وأكثر

في السنة التالية لما يمكن اعتباره الخطوات الأولى للنجاح، بدأت "أمازون" تبيع أقراص الموسيقى والأفلام المدمجة.

ثم أتت الخطوة التالية الكبيرة في العام 1999، حين أطلقت "أمازون" خدمة البيع عبر طرف ثالث، وصار بإمكان من يشاء أن يطرح بضاعته في "أمازون" ويبيع عبرها. واشترى في الأشهر الأربعة الأولى نحو 250 ألف زبون بضائع عبر هذه الخدمة. 

مسار التطوير شهد في العام 2005 إطلاق "أمازون" خدمة برايم، التي تمكن الزبون لقاء اشتراك سنوي من الحصول على تخفيضات خاصة وخدمة التوصيل السريع المجانية. 

ورغم أن فكرة التوصيل المجاني بدت مجنونة في البداية، إلا أنها جلبت للشركة مدخولًا سنويًا وصل إلى أكثر من 19 مليار دولار في العام 2019، مع 150 مليون مشترك في أميركا والعالم.

وفي العام 2007 دخلت "أمازون" باكرًا عالم البث عبر الإنترنت عبر "برايم فيديو" المُتاح للمشتركين في خدمة "برايم"، وهو اليوم المنافس الرئيسي لنتفلكس، مع محتوى مجاني وآخر يُشترى أو يؤجر إضافة إلى الإنتاج الأصلي من amazon studios.

وفي العام 2017 نالت "أمازون ستديوز" 7 ترشيحات للأوسكار، بعد أن اتبعت استراتيجية تمكنها من المنافسة في المهرجانات، عبر عرض إنتاجها في دور السينما أيضًا وليس فقط على المنصات الرقمية. 

كما تملك "أمازون" منصة للموسيقى وأخرى للكتب المسموعة، اشترتها في العام 2008، إضافة إلى منصة للألعاب الإلكترونية.

استحواذ أيضًا

وخلال 25 سنة استحوذت "أمازون" على الكثير. ففي لائحة ويكبيديا، هناك 112 شركة اشترتها "أمازون"، من شركات الدواء إلى متجر "هول فودز" للسلع العضوية، مرورًا بصحيفة "واشنطن بوست" العريقة التي ابتاعها بيزوس في ضائقتها المالية، من دون حتى أن يفاوض على السعر الذي طلبه مالكوها، وهو 250 مليون دولار. وهي الآن تحقق أرباحًا.

وحري بالقول في هذا المجال أن بيزوس يستحوذ في العادة على نوعين من الشركات، الأولى تلك المنافسة له، مثل "سوق دوت كوم" الإماراتية، أو "زابوس" المتجر الإلكتروني لبيع الأحذية. 

أما الثانية فتلك التي يحتاج إليها، مثل شركة "كيفا" التي تصنع روبوتات خاصة بمراكز تخزين البضائع، واشترتها أمازون في العام 2012، وكذلك "تويتش" لألعاب الفيديو أونلاين التي استحوذت عليها "أمازون" في وقت لاحق.

إلى جانب ذلك، كان عملاق آخر بدأ منذ العام 2003 بالنمو هو amazon web services ، وباتت خدمة استضافة المواقع والتخزين عبر السحابة الأقوى باستحواذها على ثلث السوق، متفوقة على منافستيها "مايكروسوفت آزور" و"غوغل كلاود بلاتفورم". حتى إن "نتفلكس" منافسة "أمازون برايم" تستخدم خدمة التخزين السحابي لـ "أمازون".

ولم ينس بيزوس في خضم توسع استثماراته صنعته الأولى بيع الكتب، ففي العام 2007 أطلق "كيندل" ليغيّر عبره مفهوم الكتاب إلى الأبد، فلا شيء هنا إلا الكتاب مقروءًا أو مسموعًا.

أما "ألكسا"، المساعد الرقمي الصوتي الجاهز لتلبية طلبات المرء، فهو برنامج بات موجودًا في جهاز "إكو" الذكي وفي أجهزة "كيندل فاير" اللوحية، ويُمكنه القيام بالكثير بما في ذلك التذكير بالمواعيد، وابتياع لائحة المأكولات من "هول فودز"، وتجديد وصفات الأدوية، وابتياع مسحوق الغسيل ومعجون الأسنان. 

وإذا كان بيت المستهلك ذكيًا بما يكفي، فسيتحكم بدرجة حرارته والإضاءة وكاميرات المراقبة.

يُذكر أنه بينما بدت "ألكسا" أشبه بفانوس "أمازون" السحري، كانت الشركة أشبه بحوت أسطوري يبتلع كل السمك الذي يأتي في طريقه كبيرًا أو صغيرًا؛ متاجر ألعاب وإلكترونيات وملابس ومواد غذائية اختفت أو في طريقها إلى الاختفاء بسبب "أمازون"، ومعظم الشركات الأخرى باتت تبيع عبر المتجر الإلكتروني، مساهمة في نموه غير المسبوق.

وتقول بعض التوقعات إن بيزوس إذا ما استمر في رحلة الصعود، فقد يكون أول صاحب ترليون دولار في التاريخ. أي ترليونير. فهو يكسب 2219 دولارًا في الثانية، بمعنى آخر أنه يجمع المبلغ الذي استثمر فيه في البداية كل أربع ثوان تقريبًا.


القصة الكاملة: كيف تصبح أغنى رجل في العالم؟

للمزيد من القصص، تابعوا قناة أنا العربي على يوتيوب
المصادر:
العربي
Close