Skip to main content

من أصل التسمية إلى حجر الأساس.. كل ما ترغب بمعرفته عن البيت الأبيض

الثلاثاء 22 أغسطس 2023
يمثّل "البيت الأبيض" مركز قرارات وأحداث السياسة الدولية، ويعبّر كذلك عن رمزية وقوة السلطة - غيتي

يعد البيت الأبيض المقر الرسمي الأشهر في الولايات المتحدة وربما في العالم،  وهو مكان عمل الرئيس الأميركي ومقرّه الرسمي

للبيت الأبيض رمزيته لدى الكثيرين، فهو يحمل بين طيّاته تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، كما يمثّل مركز قرارات وأحداث السياسة الدولية، ويعبّر كذلك عن رمزية وقوة السلطة.

لكنّ ما لا يعرفه كثيرون ربما هو أن هذا المبنى في قلب واشنطن والذي اختاره الرئيس جورج واشنطن، لم يتم بناؤه في الأصل مع وضع هذا الاسم واللون في الحسبان.

حجر الأساس 

تصميم جيمس هوبان للقسم الشمالي، 1793 – "وايت هاوس هيستوري"

تم وضع حجر الأساس للمقر الرئاسي الأميركي عام 1792، في موقع اختاره جورج واشنطن بنفسه، ويقع في شارع بنسلفانيا 1600 شمال شرق واشنطن العاصمة.

وكان جون آدامز وعائلته أول من سكن المبنى عام 1800، ولم يكن قد اكتمل بعد.

صُمم المبنى الرسمي على النمط الكلاسيكي المعاصر، من قبل المهندس المعماري الأيرلندي الأصل جيمس هوبان.

وبحسب موقع "هاوس دايجست"، طلب الرئيس توماس جيفرسون بعد انتقاله إلى المقر عام 1801، من المهندس المعماري بنيامين هنري لاتروب إضافة بعض الأعمدة، بهدف إخفاء الاسطبلات والمخازن.

حريق المبنى الرئاسي 

آثار الحريق على جدران البيت الأبيض – "وايت هاوس هيستوري"

وخلال حرب عام 1812 بين أميركا وبريطانيا، أضرم الجنود البريطانيون النار فيما كان يُعرف آنذاك باسم منزل الرئيس أو القصر التنفيذي، ما أدى إلى تدميره من الداخل بالكامل. 

ومنذ ذلك الحين، يقال إن المبنى طلي باللون الأبيض لتغطية آثار الحريق الذي اندلع عام 1814، ثم راح الناس يطلقون عليه بشكل غير رسمي اسم البيت الأبيض.

تبييض لحماية المقر

لكن هذا اللون الأبيض الشهير، يسبق بحسب "موقع ريدرز داجست" آثار الحريق، إذ يقال إنه بعد 6 سنوات من بداية بنائه وتحديدًا عندما تم الانتهاء من الجدران الخارجية، وضعت مادة تبييض من الجير في الخارج لحماية المنزل من العوامل الجوية.

كما أن الجدران مصنوعة من الحجر الرملي البيرجيني الناعم المطلي باللون الأبيض، بحيث يمنع التبييض امتصاص الحجر للماء.

وبحلول الوقت الذي انتقل فيه الرئيس آدامز، كان البيت الأبيض يُشار إليه بين بعض العامة على هذا النحو. 

والدليل على ذلك كان أنه في وقت مبكر من عام 1812، كتب عضو الكونغرس آنذاك أبيجاه بيجلو رسالة لزميل له، جاء فيها "هناك الكثير من المشاكل في البيت الأبيض، كما نسميه، أعني مشاكل مع الرئيس". 

أما المشكلة التي كان يشير إليها بيجلو فهي الحرب الوشيكة مع بريطانيا العظمى.

ولذلك ليس من المستغرب أن يكون المبنى قد حصل على هذا اللقب، لأسباب ليس أقلها التجديد المستمر للتبييض من أجل الحفاظ على المنزل محميًا من عوامل الطقس. 

واستمر منزل الرئيس في التطور على مر السنين، حيث أعاد المهندس المعماري، جيمس هوبان إعماره بعد الحريق وتمت إعادة تبييضه وتجهيزه خلال ولاية الرئيس جيمس مونرو عام 1817. 

وفي العام التالي، كان منزل الرئيس مغطى بطلاء أبيض يصمد لفترة أطول من التبييض، ثم تم إجراء العديد من التجديدات الأخرى في المبنى منذ ذلك الحين.

اعتماد تسمية "البيت الأبيض" رسميًا

الرئيس روزفلت في البيت الأبيض - غيتي

ومع ذلك، جاءت التغييرات الأكبر بعهد الرئيس ثيودور روزفلت، فعندما أصبح روزفلت رئيسًا عام 1901، قام بتركيب مصابيح كهربائية، وأعاد بناء الشرفة الشرقية، ودشّن المبنى الذي أصبح فيما بعد يعرف باسم الجناح الغربي. 

كما جعل روزفلت من وصف البيت الأبيض تسمية رسمية للمقر الرئاسي الأميركي، حيث اعتقد أنه بهذا اللقب سيعرف على الفور أن المبنى هو مقر إقامة رئيس الولايات المتحدة. 

فقد كانت كل ولاية تمتلك مقرًا رسميًا للحاكم وكان يعرف أيضًا باسم القصر التنفيذي، وأراد الرئيس الأميركي حينها أن يميز البيت الأبيض عن غيره من المقرات المشابهة.

وفي يومنا الحالي، يحصل البيت الأبيض على تحسينات وترميمات كل بضعة سنوات، وآخر إعادة طلاء كاملة له كانت عام 2019. 

وعادة ما يتم طلي البيت الأبيض كل 4-6 سنوات، ويتطلب حوالي 570 غالونًا من طلاء ألماني خاص مصمم للحفاظ على المباني التاريخية، ويمكن أن يكلف ما يصل إلى 150 دولارًا للغالون.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة