تختلف عادات تناول الطعام في العائلة الملكية البريطانية عن تلك الموجودة في العائلات العادية، حيث تظهر تفاصيل غريبة ومثيرة للاهتمام تختص بهم بالذات.
ولكن هذا ليس كل شيء، فمن المثير للدهشة معرفة أن بعض أفراد العائلة الملكية في بريطانيا يفضلون الوجبات السريعة مثل البرغر على الأصناف الفاخرة التي تقدم لهم، على الرغم من الموقع الملكي الذي يشغلانه.
ولا يقتصر الأمر على تفاصيل الطعام فقط، بل تشمل أيضًا عادات اللباس حول المائدة، حتى في المناسبات الخاصة في منزلهم الصيفي في إسكتلندا.
وباختصار، تمتزج غرائب العائلة الملكية البريطانية، بين الرقي والفخامة مع الطرافة والبساطة في آن واحد.
هاري وويليام يفضلان الوجبات السريعة
يبدو أن النظام الغذائي للأمراء لا يدور فقط حول أطباق المأكولات البحرية الفاخرة وشرائح اللحم المعدة بدقة، إذ يعتبر الأميران البريطانيان هاري وويليام من الملكيين المعروفين بذوقمها "العادي" أكثر من غيرهما فيما يتعلق بالطعام.
فقد قال الطاهي الشخصي السابق للعائلة الملكية دارين ماكغرادي لمجلة "ماري كلير": "أتذكر أن الأميرة ديانا دخلت إلى المطبخ يومًا ما وقالت ألغوا غداء الصبيّين لأنني سأخرجهما، سنذهب إلى ماكدونالدز".
وتابع الطاهي مشيرًا إلى أنه قال للأميرة إنّ بإمكانه تحضير طبق البرغر في القصر الملكي، لترد عليه: "لا، يريدان الحصول على الوجبة التي تتضمن الألعاب".
ويردف ماكغرادي شارحًا: "نعم، كان الصبيان يحبّان ماكدونالدز، والخروج لتناول البيتزا، وتناول البطاطس، ويميلان نوعًا ما إلى الأطعمة الأميركية السريعة.. لا سيما الأمير هاري".
الأميرة ديانا كانت تتبع نظامًا غذائيًا صارمًا جدًا
على الرغم من أن معظمنا يعلم اليوم عن إصابة الأميرة ديانا باضطراب الأكل البوليميا الذي يتمثل في تناول الطعام بكميات كبيرة ثم التخلص منه عن طريق التقيؤ أو تناول جرعات عالية من الأدوية الملينة، إلا أن ذلك كان مفاجئًا للطهاة الملكيين الذين يخبرون عن مدى صرامة نظامها الغذائي.
حول هذا الأمر يقول ماكغرادي إنه كان يقوم بتحضير نسخ خالية من الدهون من الأطباق لها، وكانت تقوم بـ"خداع" الضيوف على الطاولة كي يظنوا أنها تتناول نفس الطعام مثلهم.
بالإضافة إلى ذلك، كانت الأميرة الراحلة تحظر اللحوم الحمراء تمامًا، وكانت كل وجبة تقتصر على الأطعمة الصحية.
ويقول ماكغرادي: "عندما كانت في قصر بكنغهام، كان مرضها بالتأكيد شيئًا مخفيًا. لم نكن نعلم عنه.. كانت تحب الأطباق مثل الفلفل المحشو والباذنجان المحشو كما كانت تحب الأسماك".
الأمير فيليب بدل طعامه مع الموظفين
ووفق موقع "ريديرز دايجست"، طلب الأمير الراحل فيليب في إحدى المرات من طاقم الموظفين أن يحصل على الطبق المعد لهم مكان العشاء الملكي الفاخر الذي يقدم عادةً أجزاءً أصغر.
ويشارك ماكغرادي هذه القصة راويًا: "دخل الأمير فيليب إلى المطبخ وسأل ما هو العشاء الليلة؟ فقلت له قطع صغيرة بحجم بوصة واحدة من لحم الخروف لسموكم الملكي".
فنظر الأمير ليجد شرائح لحم مقطعة كبيرة على طاولة المطبخ فسأل "لمن هذه؟"، ليرد عليه الطاهي "هذه شرائح لحم للطاقم"، فقال الأمير فيليب: "ألا يمكننا الحصول عليها"، لينتهي به المطاف بإعطائه تلك القطع الكبيرة من اللحم، بينما تناول الطاقم الوجبة التي كانت محضرة له وفق ماكغرادي.
الملكة إليزابيث كانت تختار وجباتها من قائمة طعام
وبالنسبة للعائلة الملكية، لا تقتصر قوائم الطعام على رحلات الدرجة الأولى فقط، فقد كانت الملكة دائمًا تختار وجباتها المفضلة من تشكيلة مقدمة مسبقًا لها.
ويشرح ماكغرادي أنه "في قصر بكنغهام، كنا نقوم بإعداد قائمة طعام على شكل كتيب نرسله إلى الملكة كي تقوم باختيار الأطباق التي ترغب فيها".
بعدها يعود الكتيب إلى المطبخ ويقوم الطهاة بتحضير الوجبات التي اختارتها الملكة، وتُعد قوائم طعام الملكة لثلاثة أيام أو أكثر بشكل مسبق وكانت تلتزم بها بكل دقة، بحسب ما يؤكد الطاهي الملكي السابق.
طعام الملكة إليزابيث المفضل هو الشوكولاتة الداكنة
هذا ويكشف الطاهي الملكي أن الملكة الراحة إليزابيث كانت تحبّ تناول اللحوم كثيرًا لا سيما الطيور البرية، وتحب أن تكون هذه الأطباق على القائمة.
ولكنها أيضًا كانت تحب الشوكولاتة كثيرًا إذ كان هذا خيارها المفضل وفق الطاهي الذي يلفت إلى أنه يجب أن تكون شوكولاتة داكنة.
ويضيف: "كلما كانت الشوكولاتة داكنة، كلما كانت أفضل وتفضلها الملكة أكثر".
ارتداء الملابس الرسمية لتناول العشاء
على الرغم من أن قصر بالمورال وهو منزل العائلة الملكية في إسكتلندا لقضاء العطلات، هو المكان الذي تعيش فيه العائلة بحرية أكثر، إلا أن وجبة العشاء كانت تتطلب مستوى عاليًا من الرسمية.
ويلفت الطاهي البريطاني إلى أنه "كان أفراد العائلة المالكة يجلسون معًا على طاولة العشاء وهم يرتدون بذات وفساتين سهرة راقية.. وكانت توضع لهم كل الأواني الفاخرة".
في المقابل، يكشف الطاهي أن الأمير فيليب كان الوحيد من العائلة الملكية البريطانية الذي يخرج عن هذه القاعدة إذ كان يحضر في بعض الأحيان بملابس يومية عادية جدًا "لدرجة أنه أخطأ في إحدى المرات وظن أنه البستاني".
