الخميس 21 نوفمبر / November 2024

مهرجانات بعلبك تغيب هذا العام.. والبديل حدث موسيقي مزدوج

مهرجانات بعلبك تغيب هذا العام.. والبديل حدث موسيقي مزدوج

شارك القصة

لطالما شكلت مهرجانات بعلبك الحدث الأبرز فنيًا وثقافيًا في لبنان
لطالما شكلت مهرجانات بعلبك الحدث الأبرز فنيًا وثقافيًا في لبنان- غيتي
سيحيي موسيقيون لبنانيون وفلسطينيون حفلًا في إحدى ضواحي بيروت كبديل رمزي عن مهرجانات بعلبك الدولية العريقة التي تغيب بسبب الأوضاع.

دفعت الأوضاع الأمنية في جنوب لبنان، منظمي مهرجانات بعلبك الدولية، للاستعاضة عن المهرجان الدولي بحفلة موسيقية واحدة لفنانين لبنانيين وفلسطينيين خلال أغسطس/ آب المقبل في ضواحي بيروت. 

وتأتي هذه الخطوة كبديل رمزي من إقامة المهرجانات الأعرق في البلاد ببرنامجها المعتاد، وفي موقعها المألوف شرق لبنان، على ما أعلن المنظّمون يوم الإثنين في ظل استمرار المواجهات في جنوب لبنان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي طالت العمق اللبناني في بعض الأحيان. 

وأوضحت إدارة مهرجانات بعلبك في بيان، أن حفلة عزف على العود بعنوان "أوتار بعلبك" ستقام يوم 29 أغسطس/ آب المقبل في سن الفيل، إحدى ضواحي بيروت، على خشبة مسرح فرقة كركلا الراقصة التي يتحدر مؤسسوها من بعلبك، وشاركت أكثر من مرة في مهرجانات المدينة.

ويحيي هذه الحفلة في قسمها الأول الفنان اللبناني شربل روحانا ترافقه فرقته السداسية، وفي قسمها الثاني فرقة "الثلاثي جبران" الفلسطينية، في صالة تتسع لـ450 شخصًا.

 رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج قالت لوكالة فرانس برس: "كنا نحضّر في الأساس منذ ثلاثة أشهر لحفلة تقام بين أعمدة معبد باخوس في قلعة بعلبك، وكان أملنا أن الوضع الأمني سيسمح لنا بتقديم حفلة واحدة على الأقل، لا تكون عادية بل رمزية تحمل رسالة مرتبطة بالأوضاع التي نمر فيها" .

وتابعت: "من هنا انطلقت فكرة إقامة حفلة عزف على العود مع فنانين لبنانيين وفلسطينيين، نجمعهم في عمل واحد لإبراز قوة لغة الحوار بالموسيقى كحافز للسلام والوحدة والأمل".

وأشار بيان إدارة المهرجان إلى أن "هذا الحدث الموسيقي المزدوج الفريد يهدف الى الإضاءة على أهميّة الحوار والتناغم الثقافي ردًّا على العنف المحيط بنا"، مشددًا على أن التزام المهرجان "ثابت ولا يتزعزع برسالته الثقافية".

وأعربت دو فريج عن تفهّمها للمواقف المعترضة عبر شبكات التواصل الاجتماعي على عدم إقامة المهرجان في بعلبك "وخصوصًا أن أهالي بعلبك ينتظرون المهرجان من سنة الى أخرى"، لكنها أكدت أن "الخيار كان بين توقّف المهرجانات هذه السنة، أو إقامتها في بيروت".

هجمات إسرائيلية

ودعت دو فريج أهالي بعلبك إلى أن "يتفهّموا أيضًا قرار إدارة المهرجانات إذ أنها لا يمكن أن تتحمل مسؤولية ترك الناس يخاطرون، نظرًا إلى احتمال حصول تطور أمني"، وذلك بسبب المواجهات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله منذ نحو عشرة أشهر، حيث تعرّضت بعض المناطق في شرق لبنان بينها في محافظة بعلبك، لضربات جوية إسرائيلية.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على قطاع غزة، يتبادل حزب الله مدعومًا بفصائل لبنانية وفلسطينية، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.

وسبق لمهرجانات بعلبك أن نقلت حفلاتها في العام 2013 من "مدينة الشمس" الى خان الحرير في منطقة جديدة المتن بضواحي بيروت، بسبب مخاوف أمنية مرتبطة بارتدادات الحرب في سوريا المجاورة، وفي 2014 استطاعت أن تقيم حفلة الافتتاح في بعلبك فيما توزعت حفلاتها الثلاث الأخرى على موقعين مختلفين.

ويعود تاريخ هذه المهرجانات الدولية التي اشتهر بها لبنان، إلى عام 1955، حيث استطاعت البلاد جمع أشهر وأعرق الفنانين في العالم والدول العربية وفي مقدمتهم السيدة أم كلثوم والأخوين رحباني وفيروز وغيرهم، داخل "الأكروبول" الروماني أشهر آثار قلعة بعلبك، وقد وقفت الدولة اللبنانية خلف دعم تلك المهرجانات منذ انطلاقتها بقرار من الرئيس الراحل كميل شمعون حينها. 

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close