مهرجان المدينة يتصدى لمحاولات طمس الثقافة الفلسطينية في حيفا وعكا
انطلق هذا الأسبوع "مهرجان المدينة" السنوي الذي تستضيفه هذا العام مدينتا حيفا وعكا داخل أراضي الـ48.
ويعمل هذا المهرجان على التصدي لمحاولات محو الوجود والثقافة الفلسطينيين من الحيّز العام، كما يقول المشرفون على المهرجان.
حيّز بديل
ويقول مدير جمعية الثقافة العربية التي تنظم المهرجان، مصطفى ريناوي في حديث إلى "العربي": "إن مهرجان المدينة هو الحيز البديل الذي يبني الهوية الوطنية من خلال النشاطات وبرنامج المهرجان الضخم".
يرسم الفنان توفيق عبر العال ما يتذكره من عكا لأنه هُجّر منها وعائلته عام النكبة. وتحضر أعمال عبد العال في عكا وتحضر هواجسه وآماله دون أن يتمكن من المشاركة بشخصه في معرض ضمن فعاليات عديدة على هامش المهرجان.
وفي المهرجان أيضًا متسع للموسيقى تكريمًا للفنان الراحل مؤخرًا ألبير مرعب، وعرض لفرق تفتقر لأي دعم مؤسساتي.
ففرقة "ضربة شمس" بموسيقاها الشبابية ونقدها السياسي اللاذع وحماسة الجمهور الشاب لها كانت إحدى الفعاليات الأساسية في حيفا. ويقول مؤسس الفرقة سامر عساقة: "نقدم الأغنية الفلسطينية بالمضمون السياسي الذي نريده، ونحن سعداء بوجود مهرجانات تتيح الفرصة للفرق الفلسطينية دون أن تملي علينا ما نغني".
استقطاب الشباب
ويستقطب المهرجان الشباب ولا سيما من لم يشهدوا المدينة الفلسطينية وما حل بها في النكبة ولكنهم يشهدون ضيق المدينة الإسرائيلية عن طموحاتهم وعدم اتساعها لهم.
ويعتبر ريناوي أن المهرجان نجح في استقطاب الفلسطينيين في الداخل وشرائح جديدة متنوعة ثقافيًا وأدبيًا.
ويشير إلى أن فكرة المهرجان تتمحور حول المدن التي فُقدت جغرافيًا في عام 48 مثل عكا وحيفا ويافا، ولكن سكانها فقدوا حالة التطور الثقافي والسياسي والاقتصادي الطبيعي التي عاشتها شعوب أخرى ولم يعشها الفلسطينيون بسبب النكبة.
ويرى ريناوي أن المدينة الفلسطينية فقدت الحيز الذي يقدم الموروث الثقافي الفلسطيني على أساس مشروع سياسي. ويشير إلى أن إسرائيل تحاول سلب هذا الموروث لكن جمعية الثقافة العربية تحاول التذكير به.