سيكون استاد المدينة التعليمية، غدًا الجمعة، مسرحًا لافتتاح مباريات دور ربع النهائي لكأس العالم قطر 2022، بلقاء يجمع منتخبي البرازيل وكرواتيا في ثالث مباراة بينهما خلال نسخات البطولة.
وأرسل منتخب "السيليساو" رسالة قوية إلى المنتخبات المنافسة، يوم الإثنين، حين سحق المنتخب الكوري الجنوبي برباعية مقابل هدف، سجلها جميعها خلال 36 دقيقة من الشوط الأول.
في المقابل، احتاج المنتخب الكرواتي لوقت إضافي وضربات الترجيح، ليقصي اليابان من الدور الثاني، ويعبر إلى دور الثمانية من البطولة.
"لنواجه الواقع"
يدرك الكرواتيون صعوبة المهمة، هذا ما أقر به مدربهم زلاتكو داليتش الذي وصف تشكيلة البرازيل بأنها "مرعبة"، مضيفًا في تصريح صحافي: "البرازيل هي المرشحة، دعونا نواجه الواقع، فهي أقوى وأفضل منتخب في كأس العالم".
وأضاف المدرب: "ما تابعته حتى الآن، عند النظر إلى تشكيلة لاعبيها وإمكاناتهم ومواهبهم وقيمتها، أرى أنها مرعبة حقًا".
بالمقابل، ينتظر نجم "السيليساو" فينيسيوس جونيور، مواجهة خاصة جدًا مع زميله في ريال مدريد، لوكا مودريتش الأيقونة الكرواتية الكروية، والذي قاد بلاده لمركز الوصيف في مونديال روسيا 2018.
وقال الجناح البرزيلي أمس في مؤتمر صحافي عن هذه المواجهة: "لقد علمني مودريتش الكثير، داخل وخارج الملعب. وعلمني كذلك التمرير بالقدم الخارجية".
وأضاف: "هو لا يزال يدعمني كل يوم ويفعل كل ما في وسعه كي أستمر في التحسن. إنه نموذج يحتذى به بالنسبة لي. من النادر وجود لاعب يبلغ من العمر 37 عامًا ولا يزال يقدم أداءً بمستواه. مسرور باللعب ضده".
بين أسلوبين
ولم تخسر كرواتيا في آخر 10 مباريات دولية لها، وتلقت هزيمة واحدة فقط في آخر 20 مباراة منذ بطولة يورو 2020، فيما أودت التبديلات التي قام بها المدرب البرازيلي تيتي إلى هزيمة في الدور الأول أمام الكاميرون (1-0).
ومر الأداء البرازيلي بفترات متفاوتة خلال الدور الأول، لا سيما في شوط المباراة الأول أمام صربيا، ومباراة الكاميرون، لكن هذا ما اختلف كليًا مع عودة نجم المنتخب نيمار من الإصابة، والاستعراض الهجومي القوي أمام كوريا الجنوبية.
من جانبه، يتمتع المنتخب الكرواتي بدفاع قوي، حيث تلقى هدفين فقط في البطولة، مع قدرة مدربه على إدارة المباريات وفق المعطيات أمامه، وهذا ما برهن عنه حين احتاج الفوز أمام كندا ليتأهل عن مجموعته، فسحقها برباعية مقابل هدف وحيد.
ويمكن القول إن البرازيل لم تستقبل أي هدف مهم حقَا في نهائيات كأس العالم. ورغم أداء الفريق المخيب أمام الكاميرون، حيث بدا ضعيفًا أمام التمريرات العرضية على وجه الخصوص، لكن مقعدها في دور الـ16 كان محجوزًا بالفعل، وأراح تيتي أول خيار له في الرباعي الخلفي.
في دور الـ16، هزت شباك "السيليساو" فقط عندما كانوا متقدمين (4-0)، ومن الصعب للغاية إلقاء اللوم على تياغو سيلفا وزملائه في تسديدة من 30 ياردة.
التاريخ لصالح "السيليساو"
وأشار مدرب كرواتيا إلى أن منتخبه يحتاج إلى دخول المباراة بإيمان وثقة في النفس، والتطلع إلى استغلال فرصه، والاستمتاع بمواجهة البرازيل.
ووصف "السيليساو" بأنه "منافس رائع، لكنّه أعرب عن اعتقاده أن بوسع الكرواتيين خوض التحدي، مضيفًا: "نحتاج إلى التحلي بالذكاء، وفرصة كل فريق ليست 50%، لكن نحن أيضًا لسنا خارج الترشيحات".
ويحمل تاريخ مواجهات المنتخبين أفضلية واضحة للبرازيل، التي أنهت المواجهة الأولى في نهائيات كأس العالم بينهما عام 2006، بالفوز بنتيجة (1-0)، بهدف من توقيع النجم كاكا حينها.
أما المواجهة الثانية، فكانت على أرض البرازيل التي استضافت نسخة 2014، وانتهى كذلك لصالح السيليساو (3-1)، كان للنجم نيمار هدفان منها في منافسات المجموعة الأولى.