تُعتبر صناعة الفخار رمزًا لمدينة غريان الواقعة في شمال غرب ليبيا، ومهنة قديمة عمل بها أهالي البلدة في الماضي. لكنها اليوم، أصبحت مهنة مهددة بالاندثار، بعد أن كانت مصدر فخر للمنطقة.
ومراحل العمل في صناعة الفخار بسيطة، تبدأ بجمع التربة من جبل موسى المجاور، ثم تُخلط لتتحول إلى طين يُعطي بعدها أشكالًا متعددة.
ويقول مؤيد الشيباني وهو رائد أعمال فخار على الإنترنت لـ"العربي": إن صناعة الفخار جزء من الهوية، وجزء من ارتباط الناس بها وتمثل هوية ليبيا.
ولكن منذ ثمانينيات القرن الماضي، بدأت هذه الحرفة تتدهور بعد أن فاتها قطار التحديث، إضافة لوجود نقص حاد في القوى العاملة.
رمز الأصالة والهوية.. فخار مدينة #غريان الليبية مهدد بالاندثار#ليبيا تقرير: هيثم الغربي pic.twitter.com/NciTsXlTzV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 27, 2022
وهنا يقول على الزرقاني وهو خزّاف من غريان لـ"العربي": لا توجد مدارس لتعليم هذه المهنة، وبالتالي لا توجد أجيال جديدة، ويجري الاعتماد فقط على الحرفيين القدامى الذين بدأوا يتناقصون بسبب التقدم في العمر.
ومع نقص الأيدي العاملة وتزايد المواد المستوردة وبتكلفة أقل، وخاصة تلك القادمة من تركيا والصين، يُصبح من الصعب أن يتمكن الصانع المحلي من المنافسة، في بلد يعاني الكثير منذ سقوط حكم معمر القذافي عام 2011.
ويوضح مؤيد الشيباني أنه حاول تصدير الفخار إلى الخارج، وكانت تجربة جيدة للغاية، لكن كانت هناك عيوب في عملية الشحن مع صعوبة الحصول على مواد تغليف جيدة، ولهذا اعتمدوا على جزء من ميزانية المشروع لاستيراد مواد للتغليف.