عاشت الأحياء في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا أمس الجمعة، أجواء حرب بعد هجوم نفذه تنظيم "الدولة" على سجن غويران، أسفر عن هروب عدد من السجناء التابعين له وسقوط قتلى.
وانفجرت سيارة قرب مدخل السجن، في هجوم تلاه انفجار آخر على مسافة قريبة، قبل أن يقوم مسلحو التنظيم بمهاجمة عناصر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الكردية المكلفة بحراسة السجن.
"مصلحة مشتركة"
وفي هذا الإطار،، قال الكاتب الصحافي سامر الأحمد: إن الاشتباكات المستمرة في الحسكة تعيد الذاكرة إلى ما حصل في العراق عام 2013 في عمليتي سجني أبو غريب والتاجي، حيث تمّ تفجير عبوات ثم مهاجمة السجنين وإخراج مقاتلين وقادة من تنظيمي "القاعدة" و"الدولة".
وأكد في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن هذا ما حاول "داعش" القيام به مؤخرًا في سوريا، وذلك بعد محاولات عدة سابقة لتحرير السجناء، فيما أعلنت "قسد" مقتل نحو 20 من عناصرها، كما أن هناك أنباء عن مقتل 6 مدنيين وسقوط عشرات الجرحى.
ويضم سجن غويران نحو 5000 سجين، وهو يقع بالقرب من الأحياء المدنية التي تسيطر عليها "قسد".
وتقول المعلومات، بحسب الأحمد: إن السجناء استولوا على السلاح داخل السجن ويشاركون في الاشتباكات الحاصلة ضد قوات "قسد"، إضافة إلى انتشار بعض الفارين والعناصر التي هاجمت السجن في نقاط عدة داخل المنطقة.
وأشار إلى أن طيران التحالف قصف عدة مواقع منذ يوم أمس، منها معهد الإداريين وكلية الاقتصاد.
لكن السؤال الأهم بحسب الأحمد، هو كيفية وصول سيارة مفخخة للتنظيم إلى محيط سجن بهذه الأهمية، قائلًا: "الأكيد أن هناك تعاونًا من قبل بعض العناصر من قسد مع تنظيم "الدولة" من أجل تسهيل مرور السيارة.
وعدا عن إخراج مقاتليها، رأى الأحمد أن لدى التنظيم مصلحة ما أخرى من هذا الهجوم، كما اعتبر أن "قسد" استفادت منه أيضًا من خلال إعادة صناعة بروباغندا إعلامية والقول إنها تحارب التنظيم والإرهاب.