تحوّل معمل ذوق مكايل شمالي العاصمة اللبنانية بيروت إلى مصدر للقلق لدى سكان المنطقة، الذين باتوا يربطون تزايد الوفيات بالأمراض الرئوية بانبعاثات المنشأة، حيث يتصاعد دخان المعمل بكثافة فوق المنطقة رغم أنه لا يزوّدها سوى بساعة كهرباء يوميًا.
ويحذر الأطباء من جهتهم من تأثيرات هذه الانبعاثات لخطورتها على الجهاز التنفسي، حيث أكد طبيب الرئة بمستشفى سيدة لبنان بول مخلوف أن الفيول المستخدم يعد غنيًا بالكبريت والمواد المسرطنة.
أما مختصون بيئيون، فيقولون إن زيت الوقود الثقيل الذي تستخدمه المحطة يطلق مواد كيميائية ضارة للصحة. لكن المسؤولين في لبنان يبررون استعماله بضرورة مواصلة إمداد المطار والمستشفيات والمؤسسات الحيوية الأخرى بالكهرباء.
ووفق دراسة أجريت في الجامعة الأميركية في بيروت عام 2018، فإن سكان ذوق مكايل هو أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بسبع مرات على الأقل من سكان بيروت.
ضرورة توفير التمويل
وشدد المستشار البيئي مازن عبود على ضرورة أن يستعمل المعمل الغاز أو مواد أخرى أقل تلوثًا للبيئة من زيت الوقود الثقيل لتوليد الطاقة.
وأشار عبود في حديث إلى "العربي" من بيروت إلى أن البلاد لا تملك خيارات كثيرة في هذا الصدد، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وتراجع العملة المحلية.
واعتبر أن طرح الحلول يتطلب وجود سلطة مركزية قادرة على تنفيذها، مشددًا على أن الانهيار المالي الحاصل يترافق مع انهيارات أخرى.
وقال عبود إن الحل المؤقت يكمن في استخدام المعمل لفلاتر تخفّض من نسبة التلوث والانبعاثات، لكن تكلفته عالية، مطالبًا بضرورة توفير التمويل اللازم للحد من الأضرار البيئية والصحية.