الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

موسكو تضيق الخناق على كييف.. هل اقتربت ساعة الحسم؟

موسكو تضيق الخناق على كييف.. هل اقتربت ساعة الحسم؟

شارك القصة

الخبير العسكري هشام خريسات يشرح لـ"العربي" تطورات العملية العسكرية الروسية وتداعياتها (الصورة: غيتي)
من المقرر عقد جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، لكن الأمل بنجاحها ضئيل، فيما أعلن الجيش الروسي عن فتح ممرات إنسانية في مدن أوكرانية عدة.

دخل الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا يومه الـ12 وسط اتساع دائرة المعارك مع مواصلة موسكو عمليتها العسكرية الشاملة، حيث قصفت قواتها خاركيف ثاني كبرى المدن الأوكرانية وتحاول تطويق العاصمة كييف.

ويتزامن ذلك مع توقعات بعقد جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، لكن الأمل بنجاحها ضئيل، فيما أعلن الجيش الروسي عن فتح ممرات إنسانية في مدن أوكرانية عدة بما في ذلك العاصمة كييف.

تضييق الخناق على كييف

ميدانيًا، لم يتوقف الهجوم العسكري الروسي، فقد استهدف قصف جوي مكثف مساء الأحد مدينة خاركيف شمالي شرق أوكرانيا، مستهدفًا خصوصًا مجمعًا رياضيًا تابعًا لجامعة محلية ومبانيَ مدنية، وفق وكالة "فرانس برس".

ووفقًا لهيئة أركان الجيش الأوكراني، تركز القوات الروسية جهودها على خاركيف، وتشيرنيغوف (شمال) وسومي (شمال شرق) وميكولاييف (جنوب) و"تحشد مواردها لشن هجوم" على كييف.

ودارت معارك عنيفة طوال يوم أمس الأحد في ضواحي العاصمة وفقًا للإدارة الإقليمية الأوكرانية ولا سيّما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كيلومترًا غرب كييف) وكذلك في تشيرنيغيف (150 كيلومتر شمال العاصمة).

وفي العاصمة، يقف الجيش على أهبة الاستعداد لتدمير الجسر الأخير الذي يربط المدينة ببقية المناطق غربًا لوقف تقدم الدبابات الروسية. وفي إربين، في ضاحية كييف الغربية، تعرضت مناطق إلى قصف عنيف من قبل الجيش الروسي.

كذلك واصل الجيش الروسي حصاره لمدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية على بحر آزوف جنوبي شرق البلاد حيث فشلت أمس الأحد محاولة ثانية للقيام بعملية إجلاء إنساني. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالاستعداد لقصف مدينة أوديسا على البحر الأسود.

وقال المتحدث العسكري الإقليمي سيرغي براتشوك إن صواريخ روسية أطلقت من البحر سقطت اليوم الإثنين على قرية توزلي في منطقة أوديسا، مشيرًا إلى أنها استهدفت "منشآت حيوية"، لكنها لم تسفر عن إصابات.

المدن الأوكرانية "ستسقط" بيد الجيش الروسي

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير العسكري هشام خريسات في حديث إلى "العربي"، من العاصمة الأردنية عمّان، أنّ 40% من الأراضي الأوكرانية هي بيد روسيا.

وأشار إلى أنّ القوات الروسية عملت منذ بدء هجومها العسكري على عزل المدن الأوكرانية عن بعضها البعض، وفق خطة روسية معروفة في هذا السياق وذلك عبر حرمان تلك المدن من الإمدادات والمساعدات.

لكنه لفت إلى أنّ الروس يخشون دخول المدن الأوكرانية باعتبار أن الأوكرانيين "يحصنونها بالمفخخات"، إضافة إلى خشية المواجهة المباشرة مع القوات المتحصنة بالأماكن العالية، مؤكدًا أن هناك نحو 125 ألف مقاتل دخلوا من دول الجوار إلى أوكرانيا.

واعتبر أنّ المدن الأوكرانية "قريبًا" ستسقط بيد الجيش الروسي وأن الجيش الأوكراني سيتحوّل إلى "مقاومة أوكرانية".

ورأى الخبير العسكري هشام خريسات أنّ المعركة الدائرة حاليًا بين الجيشين الروسي والأوكراني ستنتهي بـ"سقوط كييف"، متوقعًا اجتياحها في غضون يومين أو أقل من ذلك مع مواصلة عمليات القصف والتحضيرات – على ما يبدو – لهجوم وشيك على العاصمة الأوكرانية من جهات عدة.

وتوقع كذلك دخول القوات الروسية إلى العاصمة الأوكرانية، لكن بـ"خسائر عالية جدًا"، لافتًا إلى أنّ الجيش الأوكراني "ينقصه الكثير من القوة والتدريب" مع خروج الطيران الأوكراني عن العمل منذ بداية الهجوم وعدم عمله على تحصين الحدود منذ البداية.

الولايات المتحدة "ورطت" الرئيس الأوكراني

أما الخبير في الشؤون الأميركية خالد صفوري فرأى في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، أنّ الموقف الأميركي "لم يتغير" منذ البداية في دعمه للحكومة الأوكرانية سياسيًا وعسكريًا وماليًا، إضافة إلى محاولة "محاصرة" روسيا اقتصاديًا وسياسيًا.

واعتبر أنّ الموقف الأميركي يهدف إلى جعل روسيا "تعجز" عن تمويل الحملة العسكرية ضد أوكرانيا خلال شهر أو شهرين، معربًا عن اعتقاده بأن على روسيا أن أرادت تخفيف الأعباء الاقتصادية عنها "عليها وقف حملتها العسكرية".

ورأى أن وتيرة تسليح الجيش الأوكراني من قبل الولايات المتحدة بدأت قبيل بداية الحرب، لكنها ازدادت وأصبحت أسرع بكثير بعد اندلاعها.

ولفت إلى أنه لولا الدعم الأميركي لسقطت مدن أوكرانية عدة بيد الروس وأنه لا يمكن أن يستمر "الصمود الأوكراني" لأسابيع لولا هذا الدعم اللوجستي والعسكري الأميركي.

وأشار كذلك إلى أنّ "الخيارات محدودة" أمام الولايات المتحدة في الذهاب إلى المواجهة مع روسيا في أوكرانيا خاصة في ظل تصريحات المسؤولين الأميركيين عن رفضهم تنفيذ منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا وأنهم لا يريدون الدخول في "حرب عالمية ثالثة".

وأوضح أنّ الولايات المتحدة تخشى المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا، رغم تفوقها العسكري الكبير، لكن موسكو تخشى ذلك أيضًا.

واعتبر الخبير في الشؤون الأميركية أنّ الولايات المتحدة "ورطت" الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى أن استمراره في الدعوة إلى انضمام بلاده لحلف شمال الأطلسي تمت بناء على تشجيع أميركي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close