حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الإثنين، في مناشدة من أجل تقديم المزيد من الدعم للعمليات في أفغانستان، من أن "أزمة كبرى في بدايتها" هناك تحدق بالبلاد وبسكانها البالغ عددهم 39 مليون نسمة، بينما من المتوقع أن تتوقف عمليات الإجلاء من كابُل خلال اليومين المقبلين.
وكرّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي دعوة لإبقاء الحدود مفتوحة ولإسهام المزيد من الدول في "تلك المسؤولية الإنسانية" مع إيران وباكستان اللتين تستضيفان بالفعل نحو 2.2 مليون لاجئ أفغاني.
الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الأوضاع الإنسانية للأطفال في #أفغانستان pic.twitter.com/WFMq2BS3oV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 30, 2021
وكانت المفوضية قد توقّعت الجمعة الماضية أن يفرّ ما يصل إلى 500 ألف أفغاني بحلول نهاية العام من بلادهم.
وتابع غراندي قائلًا في بيان: "سينتهي الإجلاء الجوي من كابُل في غضون أيام، والمأساة التي تكشّفت لن تكون ملحوظة مثل السابق. لكنها ستكون واقعًا معاشًا يوميًا لملايين الأفغان. يجب أن لا ندير لهم ظهورنا. أزمة إنسانية أكبر بكثير ما زالت في بدايتها".
صواريخ باتجاه المطار
وفي آخر التطورات الميدانية، أطلقت اليوم الاثنين صواريخ باتجاه مطار كابُل، حيث تسابق القوات الأميركية الزمن لإنجاز انسحابها من أفغانستان وإجلاء حلفاء لها على وقع احتمال شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات جديدة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حدّد مهلة تنتهي الثلاثاء لسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان، لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة وبدأت ردًا على هجمات الحادي عشر من سبتبمر/ أيلول 2001.
وأكد البيت الأبيض فجر الإثنين الهجوم بالصواريخ على المطار، لكنه شدّد على أن عمليات الإجلاء "متواصلة".
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان: "أبلغ الرئيس جو بايدن بأن العمليات تتواصل دونما انقطاع في مطار حميد كرزاي في كابُل، وجدّد تعليماته إلى مسؤولين لمضاعفة الجهود للقيام بكل ما يلزم لحماية قواتنا على الأرض".
ورجح مسؤول في حركة طالبان في المكان إطلاق خمسة صواريخ، لكن الدفاعات الجوية الخاصة بالمطار اعترضتها ودمرتها.
ولم تصدر أي تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار لحقت بالمطار، إلا أن هذا الحادث زاد من القلق الذي يعتري السكان الذين يرزحون تحت صدمة سنوات الحرب الطويلة.
وقالت الولايات المتحدة إن الغارة الجوية الأحد على السيارة المفخخة قضت على تهديد جديد من تنظيم الدولة الإسلامية. إلا أنها قد تكون تسببت بمقتل مدنيين.
تدريبات روسية
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الإثنين أن نحو 500 من قوات المشاة الآلية الروسية يجرون تدريبات في جبال طاجيكستان، وسط حالة عدم الاستقرار في أفغانستان المجاورة.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن قيادة المنطقة العسكرية المركزية قولها: إن جميع الجنود المشاركين في التدريبات جاؤوا من القاعدة العسكرية الروسية في طاجيكستان.
والمجموعة الحالية من التدريبات هي الثالثة التي تجريها موسكو بالقرب من الحدود الأفغانية هذا الشهر.
وفي الشهر المقبل، ستجري كتلة أمنية بقيادة روسيا تدريبات أخرى في قرغيزستان، التي تستضيف قاعدة جوية عسكرية روسية.
"قوة رد سريع أوروبية"
من ناحيته، أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن حكومات الاتحاد يجب أن تمضي قدمًا في تشكيل قوة رد سريع أوروبية لتعزّز استعداداتها لمواجهة أزمات مستقبلية، كما حدث في أفغانستان.
وقال بوريل في مقابلة نُشرت اليوم مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية: إن نشر القوات الأميركية في أفغانستان في وقت قصير مع تدهور الأوضاع الأمنية هناك، يُظهر حاجة الاتحاد الأوروبي لتسريع جهوده لبناء سياسة دفاع مشترك.
وأضاف: "يجب الاستفادة من دروس هذه التجربة.. لم نتمكن، كأوروبيين، من إرسال ستة آلاف جندي للتمركز حول مطار كابُل لتأمين المنطقة. تمكّنت الولايات المتحدة من ذلك، ولم نتمكن نحن".
وأكد بوريل أن دول الاتحاد وعددها 27 دولة يجب أن يكون لديها "قوة تدخل أولية" قوامها خمسة آلاف جندي. وأضاف: "نريد أن نكون قادرين على التدخل السريع".
وفي مايو/ أيار الماضي، اقترحت 14 دولة أوروبية منها ألمانيا وفرنسا تشكيل مثل هذه القوة، التي يمكن أن تزوّد بالسفن والطائرات، لدعم الحكومات الأجنبية الديموقراطية التي قد تحتاج لمساعدة عاجلة.
وجرى بحث الأمر لأول مرة عام 1999 في ما يتعلق بحرب كوسوفو، وجرى تشكيل نظام مشترك يضم مجموعات مقاتلة قوام كل منها 1500 جندي عام 2007 للاستجابة للأزمات، لكنها لم تُستخدم بسبب خلافات بين حكومات دول الاتحاد الأوروبي على كيفية نشرها ومقتضيات ذلك.
وقال بوريل: إن الوقت حان للتحلي بالمرونة مضيفًا: "يمكننا العمل بالعديد من الأشكال المختلفة".