نتنياهو يتحدث عن حرب "طويلة".. حماس "جاهزة" لصفقة تبادل أسرى

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ22، بعد ليلة شهدت القصف الأعنف منذ بداية الحرب، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء إلى 7703، منهم 3595 طفلاً.

ومع دخول العدوان على غزة أسبوعه الرابع، جدد جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع، في حين سمعت أصوات انفجارات وسط غزة.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر في مدينة خانيونس أن أعمال الإسعاف شلت تمامًا بسبب القصف، بعد قطع قوات الاحتلال الاتصالات عن القطاع.

وبالتوازي مع القصف الإسرائيلي المتواصل، ردّت المقاومة الفلسطينية برشقات صاروخية نحو مناطق متعددة، تزامنًا مع صد تقدّم لقوات الاحتلال شمالي القطاع.

نتنياهو يتحدث عن حرب "طويلة وصعبة"

على المستوى السياسي، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤتمرًا صحافيًا مع أعضاء المجلس المصغر للحرب، ادعى فيه أن "الحرب على غزة ستكون طويلة وصعبة".

وزعم نتنياهو أن "قرار توسيع النشاط البري في غزة تم بموافقة جماعية لأعضاء المجلس الوزاري الحربي"، مضيفًا: "نحن فقط في بداية الرحلة، ستكون الحرب صعبة وطويلة، ونحن مستعدون لها".

وردًا على سؤال أحد الصحفيين بشأن المسؤول عن أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قال نتنياهو: "بعد الحرب، يتعين علينا جميعًا تقديم إجابات عن الأسئلة الصعبة، لقد كان هناك تقصير كبير، وسيتم التحقيق فيه بدقة".

بدوره، قال وزير الأمن يوآف غالانت: "الضغط العسكري هو الحل لإجبار حركة حماس على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لديها".

أما الوزير في حكومة الطوارئ بيني غانتس فقال في المؤتمر المشترك: "من المهم أن يعرف العالم أنه في هذه الحرب لا توجد ساعة رملية سياسية، بل ساعة عملياتية والتزام إنساني بإعادة المختطفين".

حماس: جاهزون لصفقة تبادل أسرى مع إسرائيل

إلى ذلك، أعلن رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، السبت، أنهم جاهزون "فورًا لعقد صفقة تبادل" تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.

وقال السنوار: "جاهزون فورًا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة"، حسب ما أفادت منصة قناة الأقصى على تلغرام.

وكان أبو عبيدة متحدث "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، أشار مساء السبت، إلى "استعداد كتائب القسام لإنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين، مقابل تبييض كافة سجون إسرائيل من الأسرى الفلسطينيين".

وتزامنت هذه التصريحات مع ضغوطات داخل تل أبيب على حكومة الاحتلال للقبول بصفقة التبادل، وتقديم إجابات عن مصير الأسرى بيد المقاومة الفلسطينية.

فقد أبلغت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في غزة، السبت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأييدهم لصفقة مبادلة تشمل كافة الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وفق إعلام عبري.

وطالب ممثلو عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بـ"التوصل إلى اتفاق الآن"، شريطة عدم تعريض أبنائهم "للخطر".

الرئيس الفلسطيني يطالب بقمة عربية طارئة

من جهة أخرى، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء السبت، الزعماء العرب إلى عقد قمة طارئة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال عباس خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "أدعو الإخوة والأشقاء قادة الدول العربية لعقد قمة عربية طارئة لوقف هذا العدوان الوحشي على شعبنا الفلسطيني وقضيتنا ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية وعمل كل ما من شأنه تمكين أهلنا من البقاء في أرضهم وإنهاء الاحتلال لأرض دولتنا بعاصمتها القدس".

وعبّر الرئيس الفلسطيني عن تقديره لوقفات التضامن مع فلسطين، وتقدم بالتحية لشعبها "القابض على الجمر في فلسطين وفي المنافي والشتات وفي المخيمات، إلى جانب أحرار العالم الذين نقدر لهم وقفتهم بكل إخلاص تضامنا مع حقوق شعبنا الوطنية والمشروعة".

وأضاف عباس: "تمر قضيتنا اليوم بظروف غاية في الدقة والصعوبة، حيث يتعرض أبناء شعبنا في قطاع غزة لحرب إبادة جماعية، ومذابح ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مرأى ومسمع من العالم أجمع".

وأردف عباس: "قمنا منذ اللحظة الأولى، ببذل كل جهودنا، وأجرينا اتصالات واسعة مع العديد من زعماء العالم، من أجل وقف هذا العدوان".

هل بدأت العملية البرية في غزة؟

في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده يواصلون ما وصفه بـ"عملياتهم البرية" في غزة مساء السبت، بعد قيامهم بعدة توغلات في القطاع الجمعة.

وجاء في بيان للجيش أنه "منذ ساعة مبكرة من مساء الجمعة، تعمل قوة مشتركة من الدبابات والمهندسين والمشاة على الأرض في شمال قطاع غزة".

وزعم قائد الجيش الجنرال هرتسي هليفي أن قواته تنفذ "عمليات برية في قطاع غزة" بغطاء مدفعي "قوي ودقيق".

وقامت القوات الإسرائيلية بعدة توغلات برية محدودة النطاق داخل غزة، لكن العملية الحالية تمثل أطول وجود لها في القطاع.

وفي وقت سابق السبت، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: إن الحرب "دخلت مرحلة جديدة" مع حملة القصف المكثف في الليلة السابقة.

وقال غالانت في كلمة بالفيديو: "الليلة الماضية اهتزت الأرض في غزة. هاجمنا فوق الأرض وتحت الأرض" في إشارة إلى شبكة الأنفاق العسكرية التي تتهم إسرائيل حماس ببنائها تحت غزة.

وأضاف أن "التعليمات للقوات واضحة: العمل سيستمر حتى إشعار آخر".

استمرار القصف على غزة وارتفاع عدد الشهداء

واستمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار اليوم في قصف مختلف المناطق في قطاع غزة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء.

وفي آخر حصيلة لعدد الشهداء والإصابات بحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى 7703، بينهم أكثر من 3595 طفلا و1709 سيدات و397 مسنًّا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 18484 شخصًا، إضافة إلى نحو ألفي مفقود تحت الأنقاض.

وذكر تقرير سابق لوزارة الصحة الفلسطينية أنه تم تدمير حوالي 177781 وحدة سكنية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

كما أشار التقرير إلى أنّ ثلث مستشفيات غزة وما يقرب من ثلثي مراكز الرعاية الصحية لا تزال مغلقة بسبب الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الذي أدى أيضًا إلى قطع الخطوط الأرضية وخدمات الهواتف المحمولة والإنترنت في جميع أنحاء القطاع منذ أمس الجمعة.