بات تأخر سن الزواج في العالم العربي ظاهرة اجتماعية مقلقة، ومهما تكن الأسباب وراء ذلك فإن النظرة المجتمعية التي تلاحق المرأة العزباء ربما تختلف عن التي تلاحق الرجل الأعزب.
وبحسب دراسة صادرة عن معهد الدوحة الدولي للأسرة عام 2019، فإن سن الزواج تأخر لمدة عامين أو ثلاثة أعوام عما كان عليه في السابق، إلا أن هناك اختلافات في ظروف كل دولة وفي سن الزواج نفسه بين المرأة والرجل.
وتشير الدراسة نفسها إلى أن لبنان يشكل علامة فارقة ضمن هذه الدول حيث نسبة عزوبة النساء في الفئة العمرية بين الخامس والعشرين والتاسع والعشرين تشكل 51%، أما النسبة عند الرجال في هذه الفئة العمرية فهي 81%.
وتعود أسباب ذلك إلى الأسباب الاقتصادية الصعبة التي ترزح تحتها عدد من المجتمعات العربية وما تنتجه من ارتفاع تكلفة العيش والبطالة والهجرة. وقد يكون السبب ببساطة عدم رغبة الأفراد في الزواج.
عزوبة اختيارية وأخرى إجبارية
وفي هذا الإطار، تقول الباحثة والاختصاصية في علم الاجتماع فاديا إبراهيم: إن المرأة العزباء في المجتمعات العربية تواجه نظرة سلبية أقوى وأكبر من الرجل وذلك بسبب ثلاثة محددات قيمية.
وتعدد الباحثة تلك المحددات في حديثها لـ"العربي" من عمان، فأولها "محدد السترة والإنجاب والجسد، والسترة بمعنى سعي العائلة وخصوصًا في البيئات الفقيرة دائمًا لتزويج بناتها في سن صغيرة من باب السترة لأن مفهوم الشرف لديها ارتبط بالمرأة أكثر من الرجل فأفضل شيء بالنسبة لبعض العائلات للحفاظ على شرف الفتاة هو تزويجها".
وتشير الباحثة إلى أنه يفضل زواج الفتاة في سن صغيرة حتى يمكنها من إنجاب أكبر عدد من الأولاد في وقت مبكر. أما بالنسبة للجسد فتقول: إن الكثير يرى أن الزواج المبكر للفتاة في وقت يكون جسدها فيه جميلًا ومناسبًا للزوج الراغب في الارتباط بفتاة جميلة.
وتوضح الباحثة أن العنوسة لدى المرأة ينقسم إلى شقين، اختياري من الفتاة نفسها لأن لديها اهتمامات خاصة غير الاهتمامات التقليدية المرتبطة بإنجاب الأطفال وتكوين عائلة. أما الشق الإجباري فهو عدم قدرة الفتاة على اختيار زوجها وتبقى منتظرة في البيت حتى يجيء نصيبها، وفق قولها.
