حقق الفيلم الجديد الذي يروج لنظريات المؤامرة المشكوك فيها التي تدعم ادعاء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أنه "سُلب" من الولاية الثانية، نجاحًا مفاجئًا في شباك التذاكر بالولايات المتحدة.
فرغم تحذيرات خبراء، جمع فيلم "2000 ميولز" للمخرج دينيش ديسوزا والذي أدين بانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية قبل أن يعفو عنه الرئيس السابق، أكثر من 1,2 مليون دولار في شباك التذاكر منذ بدء عرضه في أواخر مايو/ أيار.
على سبيل المثال، احتشدت مجموعة من كبار السن من محبي السينما معظمهم من البيض، لمشاهدة عرض للفيلم في صالة في الحي التجاري في فرجينيا، حيث بيعت جميع التذاكر.
"أدلة" على حصول تزوير
ويدعي الفيلم أنه تحقيق في تزوير منسق من الناخبين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ويزعم أنه يظهر أن بعض الديمقراطيين دُفع لهم مقابل جمع وإسقاط بطاقات الاقتراع البريدية بشكل غير قانوني في أريزونا وجورجيا وميتشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، مما أدى إلى قلب موازين الولايات المتأرجحة لصالح جو بايدن ضد ترمب.
ويبدأ الفيلم بمشاهد تظهر "ناخبين مجهولين" يسقطون بحماسة أوراق الاقتراع في صناديق دمغت بالعلم الأميركي، فيما يقول ديسوزا للمشاهدين إن "الانتخابات هي شريان الحياة لديموقراطيتنا"، مضيفًا أن انتخابات 2020 "تؤنب الضمير الأميركي".
يذكر أنّ ترمب وأنصاره ومنهم ديسوزا، يدعمون نظريات المؤامرة التي تقول إن الديمقراطيين زوروا الانتخابات الرئاسية الأخيرة، معتمدين على الاستخدام الواسع النطاق للاقتراع البريدي خلال جائحة كوفيد-19.
ويمضي الفيلم ليظهر شخصان يقولان إن لديهما أدلة على وجود عملية خُطط لها بشكل جيد، وتثبت وجود ما يشبه "كارتيل" يوظف "مهربين" لحشو صناديق الاقتراع بالأصوات، في الولايات التي كانت حاسمة في فوز جو بايدن.
ولتأكيد فرضيتهما يعتمدان على كمية كبيرة من بيانات تحديد المواقع المجهولة من تطبيقات هواتف ذكية، يقولان إنها تظهر حركة هؤلاء "المهربين" ذهابًا وإيابًا بين مقرات مختلف المنظمات غير الحكومية وصناديق الاقتراع.
ويقول ديسوزا بغضب "إنها عملية سلب" و"جريمة".
تشكيك المختصين
إلا أن "الفيلم الوثائقي" تم التشكيك به بشكل كبير من قبل خبراء التضليل الإعلامي الذين أشاروا إلى أن بيانات تحديد الموقع الجغرافي للهاتف المحمول التي يُزعم أنها تتعقب تزوير الصناديق، "تستند إلى افتراضات خاطئة حول دقة هذه التكنولوجيا".
كما شرحوا أن عامل توصيل أو سائق سيارة أجرة أو ساعي بريد يعملون في الحي يمكن أن يُعتقد خطأ أنهم أشخاص يقومون بمثل تلك الرحلات الشائنة.
وتم إطلاق 2000 Mules في أكثر من 270 دار سينما في جميع أنحاء الولايات المتحدة من قبل Cinemark، وهي ثالث أكبر سلسلة توزيع أفلام في أميركا وأشار موقع Popular Information على الإنترنت إلى أن مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها لي روي ميتشل، "هو داعم مالي رئيس لترمب ومنصات المعلومات المضللة اليمينية".