أعلن الرئيس النيجيري محمد بخاري الثلاثاء؛ استبدال أربعة مسؤولين كبار في الجيش بعد أشهر من تدهور خطير للوضع الأمني في البلد الإفريقي الأكثر اكتظاظا. وقبل بخاري، الجنرال الانقلابي السابق في الثمانينات والذي وصل إلى السلطة في انتخابات في 2015، "الاستقالة الفورية" لقادة سلاح الجو والبر والبحرية ورئيس الأركان وعيّن على الفور مسؤولين بدلا منهم.
وقال بيان صادر عن الرئاسة إن "الرئيس بخاري قبل الاستقالة الفورية لقادة الجيش"، في إشارة إلى رئيس الأركان وقادة سلاح الجو والبر والبحرية. وهذا القرار مفاجىء رغم اأنه جاء بعد ضغوط من الرئيس على الجيش لأشهر، وكان بخاري قد دافع على نحو رسمي عن الجنرالات واستراتيجياتهم العسكرية.
وفي البيان الرئاسي رحب بخاري ب" نجاحاتهم في جهودهم لإرساء السلام في بلدنا العزيز"، وذلك بعد تعرضه لانتقادات بسبب الوضع الأمني في البلاد. ولم يوضع البيان أسباب هذا التدبير، لكنه جاء بعد أن تلقى الجيش النيجيري سلسلة من الضربات الموجعة.
ويحارب هذا الجيش منذ نحو عقد تمردا تشنه جماعة بوكو حرام الإسلامية أسفر عن مقتل 36 ألف شخص على الأقل وتشريد أكثر من مليونين، إضافة إلى الدمار الكبير الذي ألحقه في مناطق عديدة في شمال شرق البلاد. كما كثف "تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا" الذي انشق عن بوكو حرام عام 2016 هجماته الدامية على قواعد عسكرية في السنوات الأخيرة.
وتشهد البلاد أيضا نزاعا آخر آخذا في التوسع بين مزارعين مسيحيين ورعاة رحّل معظمهم من المسلمين أسفر عن مقتل الآلاف. وكان قادة المعارضة وحتى بعض حلفاء بخاري يضغطون على حكومته من أجل تجديد القيادة العسكرية. ورئيس الأركان الجديد هو الجنرال ليو ايرابور وقائد سلاح البر إبراهيم اتاهيرو وسلاح البحرية الأميرال أي زي غامبو وسلاح الجو الجنرال اسياكا اولادايو اماو.
وتواجه نيجيريا -ذات ال 200 مليون نسمة- اضطرابات خطيرة لا سيما في شمال شرق البلاد التي لا تزال تشهد هجمات جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا، وأيضا في شمال غرب البلاد حيث تقوم عصابات إجرامية بترهيب السكان وترتكب عمليات خطف على نطاق واسع.
وأصبح خليج غينيا المحاذي لنيجيريا، أخطر منطقة بحرية في العالم اذ تتعرض فيه السفن بانتظام لهجمات قراصنة. وتبقى مناطق أخرى غير مستقرة وقد تشتعل في أي لحظة كما هو الحال في جنوب شرق البلاد حيث تهدد حركة "شعوب بيافرا الأصلية" بحمل السلاح.
والإثنين، وقعت مواجهات عنيفة بين ميليشيا تعلن ولاءها لحركة "شعوب بيافرا الأصلية" والجيش النيجيري، أوقعت قتيلا مدنيا على الأقل. وأدى انعدام الأمن إلى تهجير الملايين في البلاد.