دعا رئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوري، أمس الأحد، المعارضة والمجتمع المدني إلى "تأجيل المسيرات والتجمّعات المقرّرة"، ضد انعدام الأمن في بلاده التي تتعرّض لهجمات دامية.
وقال الرئيس كابوري، في خطاب إلى الشعب بثّه التلفزيون الوطني: "أطلب بإلحاح، لا سيما من الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني، تأجيل المسيرات والتجمّعات المقررة، بهدف عدم تسهيل انشقاقنا في مواجهة العدو المشترك".
وأكد كابوري أن "الشكّ في قدرتنا على هزيمة العدو غير مسموح"، متمنيًا "تعزيز التنسيق بين الشعوب وقوات الدفاع والأمن والمتطوّعين لدفاع شعبي أفضل عن بلدنا".
واعتبر أن المسيرات "لن تسمح بإنهاء الإرهاب في بلدنا".
J'appelle tous les patriotes Burkinabè à se donner la main dans l'union et la détermination.#BurkinaFaso #lwili pic.twitter.com/cY0dCtNMvp
— Roch KABORE (@rochkaborepf) June 27, 2021
مطالبة بتدابير صارمة
ودعت المعارضة إلى "مسيرات" في كافة أنحاء البلاد في الثالث والرابع من يوليو/ تموز المقبل، "للاحتجاج على تدهور الوضع الأمني والمطالبة بتدابير صارمة" في مواجهة تصاعد أعمال العنف.
وتظاهر آلاف الأشخاص، السبت الماضي، في شمال ووسط البلاد، ضد "انعدام الأمن المتزايد"، داعين السلطات إلى اتخاذ تدابير ضد "هجمات المتطرفين" المتكرّرة.
وسبق أن تظاهر الآلاف في منطقة دوري في شمال بوركينا فاسو في 12 يونيو/ حزيران الجاري؛ للتنديد بـ"تقاعس" السلطات، بعد مجزرة وقعت في قرية صلحان شمال شرق البلاد.
وأكد رئيس وزراء بوركينا فاسو كريستوف دابيري حينها، بعد لقاء مع سكان صلحان اللاجئين في سيبا كبرى مدن إقليم ياغا، أن "هذا الهجوم الدموي لن يمر من دون عقاب".
وكان مسلحون بينهم مراهقون "تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا" بحسب الحكومة، قد هاجموا القرية، ليل الرابع من يونيو، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 132 شخصًا وفق الحكومة و160 وفق مصادر محلية.
وقال الرئيس كابوري في خطابه: "أتفهّم التنديدات الشرعية والتوقعات الكبيرة في مجال الأمن لدى مواطنينا، الذين تضرروا كثيرًا من خطورة هذه الأحداث".
واعتبر أن "المأساة ذات القسوة المدهشة التي ارتُكبت في صلحان، جاءت لتؤكد اقتناعنا بأن المعركة ضد الإرهاب اتخذت منحى جديدًا".
وتواجه الدولة الفقيرة في منطقة الساحل منذ عام 2015 هجمات متكررة ودامية بشكل متزايد تشنّها جماعات متطرفة تابعة لتنظيمي "داعش" والقاعدة. وأسفرت هذه الهجمات عن حوالى 1500 قتيل وأرغمت 1,5 مليون شخص على مغادرة منازلهم.