أطلقت فرنسا على شاب كاثوليكي كان يقوم برحلة حجّ بين الكاتدرائيات سيرًا على الأقدام، لقب "بطل حقيبة الظهر" بعد تصديّه بشجاعة للمهاجم الذي طعن عدة أطفال في متنزه آنسي الفرنسية، يوم أمس الخميس.
وتعرض 4 أطفال وبالغان للطعن في هجوم بسكين وقع ببلدة آنسي الجبلية الفرنسية الهادئة القريبة من الحدود السويسرية، من قبل مشتبه به ألقي القبض عليه على الفور وتبين أنه طالب لجوء سوري.
وتداولت وسائل الإعلام الفرنسية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصوّرة تظهر شابًا يطارد منفّذ الهجوم، وكان يحاول إبعاده عن المنطقة التي يتجمع فيها الأطفال باستخدام حقيبة الظهر الخاصة به.
من هو "بطل حقيبة الظهر"؟
ونجحت الصحافة في التعرف على "بطل حقيبة الظهر" كما يطلق عليه، وهو شاب فرنسي يبلغ من العمر 24 عامًا يدعى هنري، حسبما أفادت قناة BFMTV.
وعند وقوع الهجوم، كان هنري قريبًا من ساحة للعب الأطفال في متنزه لو باكييه، عندما رأى شخصًا يهاجم أطفالًا بينما كانت أمهم تحاول باستماتة حمايتهم، فلم يتردد الشاب في محاولة منع المهاجم عبر إلقاء الحقيبة على الجاني وملاحقته في الساحة.
وحتى الآن لا يعرف سوى اسم "البطل" الأول، إذ هذا فقط ما تظهره حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن الشرطة لم تتطرق إلى مزيد من التفاصيل.
ولكن في تقرير سابق لصحيفة "لو دوفينيه ليبيري" المحلية، ظهر هنري في مقالة مؤرخة يوم 26 مايو/ أيار الماضي حيث كانت الصحيفة تلقي الضوء على رحلة الحج التي يقوم بها حول فرنسا.
وذكر التقرير أن هنري، تخرج مؤخرًا في إدارة الأعمال الدولية، ويقوم حاليًا برحلة تستغرق 9 أشهر عبر فرنسا سيرًا على الأقدام، لزيارة الكنائس.
وروى الشاب عن تجربته حينها قائلًا: "قررت الإقامة في منازل السكان المحليين خلال رحلتي، عن طريق طرق أبواب الأماكن التي أكون فيها. إنها فرصة لعيش مغامرة كاملة. وهذا النهج يحمل تحديًا، حيث يجبرك على التخلي عن بعض الأمور ويجبرك على فتح قلبك للجميع".
"صلوا من أجل الأطفال"
وبعد حادثة آنسي، كتب ابن الـ 24 عامًا تعليقًا على صفحته على فيسبوك وهو "صلوا من أجل الأطفال، أنا بخير".
أما على صفحته في إنستغرام، فنقلت مواقع فرنسية أن "البطل" شكر متابعيه على رسائل الدعم التي تلقاها، وكتب أنه "يفكر بشكل خاص في الضحايا وأهاليهم"، مضيفًا: "آمل أن يتجاوزوا هذه المحنة"، ومشيرًا إلى أنه يعتزم مواصلة رحلته.
في السياق، كشفت إذاعة "أوروبا 1" أن هنري سيلتقي بالرئيس إيمانويل ماكرون، في وقت لاحق من اليوم الجمعة.
يذكر أن المصابين بالهجوم الذي نفذّه طالب اللجوء بسكين بالقرب من بحيرة آنسي، وأسفر عن إصابة ستة أشخاص، ما زال اثنان منهم في حالة حرجة، بحسب التقارير التي صدرت صباح يوم الجمعة.