تعرضت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس لهجوم إسرائيلي حاد، بعدما اتفقت مع طالب أميركي على أن ما يجري في غزة إبادة جماعية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
"إبادة جماعية"
وجاء اعتراف هاريس للمرة الأولى بأن ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة إبادة جماعية خلال لقائها طلبة في جامعة ويسكونسن-ميلووكي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
وخلال اللقاء، قاطع طالب أميركي كلمة هاريس، وتساءل عن موقفها من الحرب على قطاع غزة، وخلال سحبه إلى خارج القاعة تحدث عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لتتفق هاريس معه، وتؤكد على أن ما يجري هو إبادة جماعية.
وفيما سأل الطالب هاريس: ماذا عن الإبادة الجماعية؟، أجابته هاريس: "أنا أتحدث الآن"، ليكرر الطالب سؤاله: "ماذا عن الإبادة الجماعية؟".
وقال الطالب: "تستثمرون ملايين الدولارات فيها، 40 ألف شخص قتلوا، 19 ألف طفل قتلوا، 19 ألف طفل قتلوا ألا تسمونها إبادة جماعية".
لترد نائبة الرئيس الأميركي على الطالب بالقول: "حسنًا، اسمعوا، ما يتحدث عنه.. حقيقي، وليس هذا هو الموضوع الذي جئت لنقاشه اليوم، لكن ما قاله حقيقي، وأنا أحترم صوته".
هجوم إسرائيلي على هاريس
وعلى الأثر، هاجمت الأوساط اليمينية في الولايات المتحدة رد هاريس على الطالب، إذ قال ديفيد فريدمان السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل: "كثيرون، وأنا منهم، كانوا يشتبهون دائمًا في أنها (هاريس) كانت تتبنى هذه النظرة المشوهة والمعادية للسامية لدفاع إسرائيل عن نفسها ضد همجية حماس. لكن القطة خرجت من الحقيبة الآن".
من جهته، اعتبر الإعلام الإسرائيلي أنها كشفت عن وجهها الحقيقي، إذ قال الكاتب والصحافي الإسرائيلي نداف إيال: "لقد ارتكبت هاريس خطأ جوهريًا وسياسيًا سيكلفها كثيرًا - وليس اليهود فقط".
وكتب يانيف تورغمان على إكس: "لا يمكن أن أصدق أن هناك صهاينة إسرائيليين بيننا يدعمون هاريس! إنه عار لا مثيل له!".
في المقابل، قال مسؤول في حملة هاريس الانتخابية: إن "كلام هاريس.. لا يعبر عن موقفها أو عن موقف الإدارة الأميركية، فهي أعربت عن تعاطفها مع الحقيقة، لكنها اختلفت مع تعريف الحرب بأنها إبادة جماعية، ولم تعبر عن مثل هذا الموقف في الماضي، لأن هذا ليس موقفها".
وفي وقت سابق، دعت هاريس في لقاء تلفزيوني إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة للتوصل إلى اتفاق بشأن المختطفين، ووقف إطلاق النار في غزة".
وأكدت على وجوب إنهاء الحرب، معربة عن تعاطفها الكامل مع أهالي المختطفين الإسرائيليين في غزة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها هاريس لهجوم إسرائيلي، ففي يوليو/ تموز الماضي، انتقد مسؤولون إسرائيليون المرشحة الديمقراطية، بعدما صرحت بأن الوقت قد حان لإنهاء حرب غزة بالنظر إلى المعاناة التي يسببها القتال.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية حينها عن هاريس قولها بعد لقائها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض: "لقد حان الوقت لأن تنتهي هذه الحرب، وأن تنتهي بطريقة تضمن أمن إسرائيل، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتنتهي معاناة الفلسطينيين في غزة، ويتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير".
وقالت هاريس: "كان هناك حراك يبعث على الأمل في المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق، وكما قلت للتو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حان الوقت لإبرام الاتفاق".