Skip to main content

هل تختفي سيارات الأجرة الصفراء من شوارع نيويورك؟

الثلاثاء 16 فبراير 2021
يعيش السائقون في نيويورك ظروفاً صعبة للغاية

شكّلت سيارات الأجرة الصفراء لعقود طويلة أحد رموز نيويورك بعدما كانت منتشرة في كل مكان على مدار الساعة، لكن بعد عام على بدء الجائحة، باتت هذه السيارات نادرة ومستقبلها يبدو غامضا. فهذه السيارات التي كانت تشاهد في كل مكان ليل نهار في شوارع مدينة الأعمال الأميركية كانت توازي برمزيتها أهمية مبنى إمباير ستايت أو قبعات البيسبول.

صباح أحد أيام فبراير/ شباط  كانت تصطف في ساحة انتظار بالقرب من مطار لاغوارديا في نيويورك نحو خمسين سيارة أجرة صفراء بصبر رغم البرد القارس، قبل تحميل زبون من إحدى بوابات الوصول. يقول جوي أوليفو الذي يعمل منذ 30 عامًا سائق أجرة، قبل الوباء، "كانت تصطف مئات سيارات الأجرة الصفراء في موقف السيارات هذا. كنا نصطف في خط طويل وننتظر نحو 20 دقيقة. أما اليوم، فنحن نحو 50 سيارة، وننتظر ساعتين".

وبسبب العمل عن بعد في الأحياء التجارية وإغلاق المدارس وتوقف حركة السياحة، تراجع العمل كثيرا بالنسبة له كما هي الحال بالنسبة لجميع سائقي نيويورك. يقول أوليفو بأن الوضع صعب وانخفض دخله بنسبة 80%، "كنت أكسب ربما ألف دولار في الأسبوع، أما اليوم فلا يتجاوز ما أجنيه 200-300 دولار".

ويضيف الرجل البالغ من العمر 60 عامًا من بروكلين الذي احتفظ بمزاجه المرح رغم كل شيء وراء الكمامة، إنه لولا زوجته الممرضة التي تواصل "كسب عيشها على نحو جيد ... لكنت سألف حبل مشنقة حول رقبتي".

لكن معظم سائقي سيارات الأجرة في نيويورك، وهم في غالبيتهم من المهاجرين من الجيل الأول، لا يحالفهم الحظ مثله ولا يحتفظون بروح الدعابة في مواجهة تبخر سبل عيشهم. لقد أثرت منافسة أوبر وليفت وغيرهما من تطبيقات طلب سيارات الأجرة بشكل كبير على دخلهم الذي كان يمكن أن يتجاوز قبل ذلك 7000 دولار شهريًا إذا عملوا لساعات طويلة سبعة أيام في الأسبوع.

وأدى نجاح أوبر وغيرها إلى انفجار تلك "الفقاعة" وتحول آلاف السائقين الذين اشتروا رخصهم عن طريق قرض بسعر مرتفع إلى الإفلاس أو باتوا مدينين مدى الحياة. وانتحر كيني تشاو في عام 2018 مثل سبعة سائقين آخرين على الأقل في ذلك العام، وكان انتحارهم تأكيداً على الوضع المأسوي لغالبية هؤلاء السائقين.

في هذا السياق، ظهر الوباء و"آثاره المدمرة"، كما تقول بايرافي ديساي مديرة تحالف عمال سيارات الأجرة، وهو اتحاد لسائقي نيويورك. وتضيف "قبل الوباء، انخفضت الطلبات بنسبة 50%. ومنذ الوباء، اقتربنا من 90%"، وعلى غرار المطارات، فإن "أكثر مناطق المدينة المقفرة هي أحياء مانهاتن التي يعتمد عليها السائقون في دخلهم". والحال هذه لم يعد حوالي 7000 سائق يخرجون سياراتهم من المرآب، إذ لم يعد ذلك مربحًا، كما يوضح ويليام بيار، وهو سائق من هايتي.

ويواصل بيار قيادة سيارته، على الرغم من أن أرباحه اليومية بالكاد تتجاوز 100 إلى 150 دولارًا يتقاسمها مناصفة مع الشركة التي تؤجر السيارة له. ويقول "لا أريد البقاء في المنزل. أريد أن أخرج وأطعم أسرتي". فهل إن سيارات الأجرة الصفراء التي حلت محل سيارات الأجرة التي كان يزينها شريط من المربعات البيضاء والسوداء في الستينيات، محكوم عليها بالزوال؟

يعتقد جوي أوليفو مثل ويليام بيار أن الأمور ستتحسن في النهاية، حتى لو اتفقا على أن الأمر "لن يعود كما كان من قبل". لكن بايرافي ديساي تخشى أن "تختفي تدريجياً" إذا لم يشطب مجلس المدينة ديون السائقين. وتعمل نقابة ديساي على الضغط في سبيل ذلك من خلال التظاهرات. فقد قطع عشرات السائقين حركة السير لفترة وجيزة على جسر بروكلين الشهير الأسبوع الماضي. وتقول "تعرف أنك في نيويورك عندما ترى سيارة الأجرة الصفراء"، فهذه السيارات معروفة في كل أنحاء العالم. وهي كما تقول "رمز ثقافي ... وخدمة على مدار 24 ساعة وجزء لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لهذه المدينة الرائعة".

ووعد رئيس بلدية نيويورك الديموقراطي بيل دي بلازيو بمساعدة سائقي سيارات الأجرة بشرط أن تدعم الحكومة الفدرالية مالية المدينة التي استنزفها الوباء. وقال "إذا تمكنا من الحصول على الدعم التحفيزي الذي نستحقه. أعتقد أنه سيفتح الباب أمام الخروج بحل لمساعدة سائقي سيارات الأجرة والعائلات التي عانت كثيرا".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة