Skip to main content

هل يؤثر النظام الغذائي ونمط الحياة على فعالية لقاح كوفيد-19؟

السبت 20 مارس 2021
لا تتوفر دراسات حول علاقة النظام الغذائي ونمط الحياة بفاعلية اللقاح المضاد لكوفيد-19

تقود الحكومات حول العالم حملات التلقيح ضد فيروس كوفيد-19، فيما تنشغل شركات صناعة اللقاحات بتطوير فعالية منتجاتها ضد الأنواع المتحوّرة التي تشكل مصدر القلق الأكبر للقطاع الصحي.

في المقابل، يطرح الناس تساؤلات أبرزها حول المناعة، ومدى قدرة اللقاح على حماية الأشخاص من الإصابة بالفيروس التاجي.

كما تظهر تساؤلات أخرى حول مدى تأثير نمط الحياة على فاعلية اللقاحات، وفقاً لموقع "إفري داي هيلث"، الذي نشر مقالاً مفصلاً حول هذا الجدل.

حاليًا، هناك نوعان من اللقاحات، "أم آر أن آي" الذي استُخدم في تطوير لقاحي "فايزر وموديرنا" وناقل الفيروس المستخدم في لقاح "جونسون آند جونسون".

ورغم التفاوت في معدلات فعالية اللقاحات المختلفة، تشدد السلطات على أهمية الحصول على أول لقاح متاح من أجل تحقيق مناعة مجتمعية.

هل يؤثر نمط الحياة على فعالية لقاحات كوفيد-19؟

تشير شركة "فايزر" إلى أن فعالية اللقاح تعتمد على عوامل مختلفة، بما في ذلك العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم والسّمنة والأمراض المصاحبة الأساسية.

ولا يوجد دليل على أن عوامل نمط الحياة تؤثر على استجابة اللقاح. ويقول دايفيد ستوكوس، المتخصص في المناعة، وعضو فرقة العمل المعنية بالاستجابة لـكوفيد- 19، التابعة للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة: "كل هذا جديد للغاية، وموجود حيث يسود العلم الزائف".

ويحذر ستوكوس من المنتجات الموجهة نحو تحسين استجابة اللقاح أو تعزيز جهاز المناعة. ويقول: "تعزيز جهاز المناعة مصطلح تسويقي، وليس مصطلحًا يستخدمه علماء المناعة".

ويضيف: "بشكل عام، أنظمتنا المناعية قوية ومعقدة للغاية ويجب ألَّا يكون لدى الغالبية العظمى من الناس أي مخاوف من أن أجهزتهم المناعية لن تستجيب بشكل جيد لهذه اللقاحات".

تشمل الاستثناءات الحرمان الشديد من النوم، وسوء التغذية، وإدمان الكحول، أو مرض مزمن حاد، وكلها "قد تؤثر على استجابتك"، وفقًا لستوكوس.

ويؤكد المتخصص بالمناعة أن الطريقة الوحيدة القائمة على الأدلة لتعزيز نظام المناعة ضد كوفيد-19 هي من خلال اللقاح.

كيف يمكن للإجهاد والنظام الغذائي أن يؤثرا على المناعة؟

هناك فرق بين الأشياء التي يمكن أن "تعزز" المناعة، والعوامل التي قد تقلل من وظيفة الجهاز المناعي واستجابته.

وتقترح دراسة أجريت في يناير/ كانون الثاني 2021 ونُشرت في مجلة "بيرسبكتفز أُن سايكولوجيكال ساينس" اتخاذ خطوات للتصدي للعوامل التي تقلل من المناعة.

وحللت الدراسة 30 عامًا من البيانات و49 دراسة لقاح على البشر لا تتضمن لقاحات كوفيد-19. وأظهرت الدراسات السابقة أن ضغوطات الحياة الكبيرة قد تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

وأراد الباحثون في هذه الدراسة النظر فيما إذا كانت الضغوطات اليومية لها تأثير مماثل، والأهمية السريرية عندما يتعلق الأمر باللقاحات.

وتقول أنيليس ماديسون، طالبة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي بجامعة ولاية أوهايو في كولومبوس والمؤلفة الأولى للدراسة: "وجدنا أن الأشخاص الذين كانوا أكثر توترًا وقلقًا لفترة قصيرة من الوقت قبل اللقاح استغرقوا وقتًا أطول لتطوير أجسام مضادة للقاح، وهذا ينطبق على الطلاب الشباب الأصحّاء".

كما وجد معدّو الدراسة أيضًا دليلًا على أن الطلاب المجهَدين قد لاحظوا المزيد من الآثار الجانبية (مثل التعب) للقاح.

وقد يتم أيضًا تقليل مدة المناعة بعد اللقاح؛ الأمر الذي قد يتطلب تطعيمًا معززًا أكثر تواترًا، كما تشير ماديسون.

ويورد التقرير بعض العادات الصحية التي ينبغي التنبّه لها، وهي التي تؤثر على عمل الجهاز المناعي للإنسان، وهي:

  • اعتماد عادات غذائية صحية

يرتبط التدخين وتعاطي الكحول بضعف المناعة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والأبحاث السابقة، على التوالي.

وتشير ورقة وجهات نظر حول العلوم النفسية إلى أن أحد العناصر الغذائية أو نقص المغذيات قد يكون له تأثير ضئيل على استجابة اللقاح، إلا أن النظام الغذائي الكلي قد يكون اعتبارًا مهمًا.

وقد يعني ذلك الابتعاد عن النظام الغذائي الذي يعتمد على الأطعمة المصنعة والسكر وحتى المكملات الغذائية، واتباع نهج أكثر نضارة يعتمد على الأطعمة الكاملة والفاكهة.

وبحسب المقال، ليس من الواضح ما إذا كان تناول الطعام بهذه الطريقة قبل أو بعد تلقي لقاح كوفيد-19 سيكون له تأثير كلي، إلا أنه لا يضر اتخاذ خيارات النظام الغذائي الصحي هذه.

  • إعطاء الأولوية لجودة النوم ومدته

يعد الأشخاص المحرومون من النوم أكثر عرضة للإصابة بالمرض عند تعرضهم لفيروسات أخرى، مثل فيروس الأنف، الذي يسبب نزلات البرد، بجسب ريبيكا روبينز، باحثة النوم ومدربة الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد في كامبريدج، ماساتشوستس.

وتقول روبين: "نعتقد أن الجمع بين موعد التطعيم الخاص بك والنوم الجيد في الأسبوع الذي يسبقه وبعده قد يساعد في إعدادك للنجاح". وتعد الساعات الكافية للنوم سبع إلى تسع ساعات كل ليلة.

  •  السيطرة على مستويات التوتر

كما يورد المقال أهمية السيطرة على التوتر من خلال ممارسة الرياضة، أو الحصول على مزيد من النوم، أو التواصل مع الأحباب، أو أي استراتيجيات أخرى.

ويشير المقال إلى أهمية طلب المساعدة في حالات الصحة العقلية الحالية، مثل الاكتئاب أو القلق، وتمتد الفوائد إلى ما هو أبعد من الموضوع المطروح.

ويختم المقال بضرورة التركيز على الحاجة لمزيد من الدراسات حول علاقة النظام الغذائي ونمط الحياة ولقاح كوفيد-19 بشكل عام، في حين أن العوامل النفسية أو السلوكية قد تؤثر على مقدار الوقت المستغرق لتطوير استجابة مناعية للقاح.

المصادر:
إفري داي هيلث
شارك القصة