نفى الانقلابيون في النيجر إصدار بيان يدعو سفراء الولايات المتحدة وألمانيا ونيجيريا إلى مغادرة البلاد بعد قرار مماثل أمهل السفير الفرنسي 48 ساعة لمغادرة نيامي على خلفية التوتر المتصاعد منذ إزاحة الرئيس محمد بازوم عن السلطة.
وجاءت هذه التطورات فيما قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" إنه "لم يفت الأوان" لقادة الانقلاب في النيجر كي يعيدوا النظر بموقفهم وسط تواصل الجدل بشأن عودة الحكم المدني في هذا البلد الإفريقي.
"رسائل غير صحيحة"
وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بأنّ وزارة خارجية النيجر أبلغت الحكومة الأميركية بأن صور الرسائل المتداولة عبر الإنترنت والتي تدعو إلى مغادرة بعض الدبلوماسيين الأميركيين، لم تصدرها الوزارة.
وأضاف المتحدث بعد أن ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن النيجر أمهلت السفيرة الأميركية 48 ساعة لمغادرة الدولة الإفريقية "لم يتم تقديم مثل هذا الطلب إلى الحكومة الأميركية".
ويأتي هذا التطور فيما تبذل الولايات المتحدة جهودًا للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة التي اندلعت في 26 يوليو/ تموز، عندما استولى ضباط من جيش النيجر على السلطة، وأطاحوا بالرئيس محمد بازوم ووضعوه قيد الإقامة الجبرية.
وكانت السفيرة الأميركية الجديدة إلى النيجر كاثلين فيتزجيبونس قد وصلت إلى العاصمة نيامي في وقت سابق هذا الشهر لتولي منصبها.
وبعد الإعلان الأميركي، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنها حذفت منشورًا ذكر أن المجلس العسكري الحاكم في النيجر أمهل السفير الألماني 48 ساعة لمغادرة البلاد، بعد أن أعلنت السلطات أنه استند إلى معلومات "غير صحيحة".
وأضافت الوكالة أنها حذفت أيضًا منشورًا مماثلًا يتعلق بالسفيرة الأميركية.
وكان المجلس العسكري في النيجر قد أمر في وقت سابق السفير الفرنسي سيلفان إيته بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، مع تدهور العلاقات بين الدولة الواقعة في غرب إفريقيا والقوة الاستعمارية السابقة.
انقلابيو النيجر "ليست لهم أهلية"
من جهتها، رفضت فرنسا مساء الجمعة مطالبة السلطات العسكرية في النيجر بمغادرة سفيرها، معتبرة أن "الانقلابيين ليست لهم أهلية" لتقديم مثل هذا الطلب.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة "فرانس برس": إن "فرنسا تبلغت بطلب الانقلابيين"، مضيفة أن "الانقلابيين ليست لهم أهلية لتقديم هذا الطلب، واعتماد السفير لا يأتي إلا من السلطات النيجرية الشرعية المنتخبة".
وأضافت الوزارة: "نقوم باستمرار بتقييم الظروف الأمنية والتشغيلية لسفارتنا".
#فرنسا.. ترفض قرار المجلس العسكري الحاكم في #النيجر طرد سفيرها بـنيامي pic.twitter.com/Zv7MdhcqjO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 26, 2023
وكان النظام العسكري الذي تولى السلطة في 26 يوليو في نيامي قد أعلن في وقت سابق أنه يمهل السفير سيلفان إيت 48 ساعة لمغادرة أراضي النيجر، بحجة أنه رفض "الاستجابة لدعوة (...) لإجراء مقابلة" الجمعة.
كما بررت الطلب بصدور "تصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر".
ومنذ الانقلاب، تعتبر فرنسا أن السلطة الشرعية الوحيدة في النيجر تظل سلطة الرئيس المنتخب ديمقراطيًا محمد بازوم المحتجز حاليًا في القصر الرئاسي.
وسبق أن رفضت فرنسا في مطلع أغسطس/ آب، إعلان الانقلابيين إلغاء الاتفاقيات العسكرية الثنائية.
وتنشر فرنسا 1500 عسكري في النيجر للمساعدة في مكافحة الجماعات المتطرفة التي تنشط منذ سنوات في هذا البلد وقسم كبير من منطقة الساحل الإفريقي.