أعلنت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، تعيين مبعوثة خاصة للمرأة الأفغانية، وهي مسألة قالت الإدارة الأميركية إنها تمثل أولوية منذ سيطرة طالبان على البلاد.
وستصبح رينا أميري، وهي أميركية ولدت في أفغانستان وعملت في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، المبعوثة الخاصة للرئيس جو بايدن لحقوق النساء والفتيات الأفغانيات، وحقوق الإنسان في أفغانستان، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن.
وأشار بلينكن في بيان إلى أن أميري "بصفتها مبعوثة خاصة، ستعمل على سلسلة من القضايا الحساسة بالنسبة إلى الإدارة الأميركية والأمن القومي الأميركي، وهي حقوق الإنسان، والحريات الأساسية للنساء والفتيات، والسكان الآخرين المعرضين للخطر على اختلافهم".
بعد نحو ستة أشهر من الانسحاب الأميركي من أفغانستان، لفت بلينكن إلى أن الولايات المتحدة تريد "أفغانستان سلمية ومستقرة وآمنة، حيث يمكن لجميع الأفغان العيش برخاء".
حوار دون اعتراف
وأميري البالغة من العمر 53 عامًا، عملت مستشارة للأمم المتحدة لما يقرب من عشرين عامًا. وفي إحدى مقالاتها التي نُشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على موقع السياسة الخارجية الأميركية، دعت أميري المجتمع الدولي إلى استئناف الحوار الدبلوماسي مع طالبان من دون الاعتراف بنظامهم.
وفي أول تعليق لها على قرار تكليفها، كتبت أميري على حسابها الخاص في منصة تويتر: "تشرفت بفرصة دعم النساء والفتيات وسأفعل كل ما في وسعي، لتحسين الوضع الرهيب للنساء والضعفاء في أفغانستان بشكل هادف".
https://t.co/50Jdo7yVIC Honored to have the opportunity to support the courageous women, girls & people of Afg. I will do everything in my power, in coop. w/ SRAWest @US4AfghanPeace, SA Foster & others, to meaningfully improve the dire sit. of women and vulnerable people of Afg.
— RinaAmiri (@rina_amiri) December 29, 2021
وفي إطار سعيها للحصول على اعتراف دولي، تعهدت طالبان بأن تحكم بطريقة أقل قمعية مما كانت عليه خلال فترة حكمها الأولى (1996-2001). لكن النساء ما زلن مستبعدات إلى حد كبير من الخدمة العامة ومحرومات من التعليم الثانوي.
كما أصدرت طالبان توصيات تطالب السائقين بعدم السماح للنساء بركوب سيارتهم لمسافات طويلة إذا لم يكن برفقة ذكر.
وعبرت رينا أميري عن استيائها من هذا القرار. وكتبت في تغريدة على موقع تويتر: "أتساءل كيف يمكن للذين أعطوا الشرعية لطالبان بتأكيدهم أنهم تطوروا، من أجل طمأنة للعالم، أن يفسروا عودة السياسات الوحشية والرجعية ضد المرأة"، على حدّ قولها.
"الغرباء لن يشفوا جراح شعبنا"
وردًا على سؤال حول تعيين أميري، قال الناطق الرسمي باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم لوكالة فرانس برس: "لن نسمح لأي كان بتمثيل شعبنا أو أحد شرائحه"، مؤكدًا أن "النظام الإسلامي الحاكم وحده يمثل الأمة الأفغانية".
وشدّد على أنه "لا يمكن لغرباء شفاء جروح شعبنا"، مضيفًا: "لو كان باستطاعتهم ذلك لفعلوه في السنوات العشرين الماضية"، أي عندما كان الغربيون يسيطرون على كابل.
ورفض نعيم ربط المساعدات بحقوق الإنسان. وقال: "نريد مساعدات غير مشروطة لشعبنا في ضوء قيمنا الإسلامية ومصالحنا الوطنية".
ولطالما أشارت أبرز الجهات المانحة في العالم إلى أن احترام حقوق النساء شرط لإعادة تقديم المساعدات.
وتظاهرت عشرات الأفغانيات أول من أمس الثلاثاء في كابل، للمطالبة باحترام حقوقهن ووضع حد لعمليات "القتل" التي يرتكبها عناصر طالبان ضد أعضاء النظام السابق، قبل أن يفرقهن عناصر الحركة بسرعة.
احتجاجات نسائية في #أفغانستان ضد قوانين تقيد حقوق المرأة pic.twitter.com/VdjsqdwjoI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 28, 2021