Skip to main content

وباء غامض يفتك بالدلافين وأسود البحر.. أي فرضيات يقدمها العلماء بشأنه؟

الثلاثاء 25 يوليو 2023
لا يقدّم العلماء توضيحات فعلية عن الوباء الجديد الذي يؤدي إلى نفوق أسود البحر والدلافين - رويترز

رُصد عدد غير مسبوق لأسود البحر والدلافين النافقة على طول ساحل كاليفورنيا خلال الأسابيع الماضية، في واقعة مثيرة للقلق نتجت عن وباء جديد لا يقدّم العلماء توضيحات فعلية له.

وعلّقت دينيس كريست، المنسقة المتخصصة في عمليات الجنوح في فينتورا جنوب كاليفورنيا، على الأمر بأن "أقل ما يُقال إنها مسألة مفجعة".

بدوره، يتحدث كين هيوز الذي يعمل في منطقة سانتا باربرا عن الذهول الذي انتابه من عدد الحيوانات النافقة، التي رُصدت على الشاطئ والبالغ نحو 300 أسد بحر". وقال: "إنه لأمر محزن جدًا".

ويعود تسمم الحيوانات إلى حمض الدومويك، الذي يعمل كسمّ يطال أعصاب الحيوانات، وهو موجود في الطحالب التي تتغذى عليها الأسماك التي تشكل بدورها غذاءً لأسود البحر والدلافين.

وليست بؤر وباء من هذا النوع بجديدة خلال الصيف، إلا أنّ أزمتين متتاليتين خلال أقل من سنة واحدة دفعتا فريق معهد "تشانل آيلندز مارين أند وايلدلايف" لدق ناقوس الخطر.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المدير التنفيذي والمشارك في تأسيس المعهد سام دوفر قوله: "لقد شهدنا بؤرة وبائية حادة في العام الفائت، لكن ما يحصل هذا العام هو أسوأ من أي شيء شهدتُه في هذا المجال منذ 35 عامًا".

نظريات عدة بشأن الوباء

ولا يقدّم العلماء توضيحات فعلية عن هذا الوباء الجديد، لكنّهم يطرحون نظريات عدة في شأنه.

تطال العدوى الدلافين إلى جانب أسود البحر وغالبًا ما يكون حمض الدومويك قاتلًا لها - رويترز

ويشير دوفر إلى أن "الأعشاب البحرية تأتي عادة من المناطق التي تنتشر فيها مخلفات زراعية"، مبيّنًا أن كاليفورنيا شهدت هذا العام أمطارًا كثيرة، مما زاد من كمية النفايات الزراعية المتأتية من مختلف أنحاء الولاية ليس فقط من المناطق المحلية.

من جانبه، يشير كين هيوز إلى أن تكاثر الطحالب يتزايد مع ارتفاع درجات الحرارة والتغيّر المناخي.

وعندما تتناول أسود البحر هذه الأعشاب البحرية، تُصاب بتلف عصبي ويصبح سلوكها غير طبيعي وعدوانيًا.

ما هو العلاج المتاح؟

وبحسب دوفر، فقد بدأ تفشي عدوى حمض الدومويك في منتصف أغسطس/ آب من العام الماضي. لكن هذا العام، بدأ المعهد يتلقى منذ أواخر مايو/ أيار تقارير عن إصابة حيوانات.

وبينما تتم معالجة حيوان واحد في اليوم بصورة عامة. يقول دوفر: "بدأنا في الثامن من يونيو/ حزيران، نراها في كل مكان، ومن الواضح أن حمض الدومويك هو أسوأ وباء شهدته".

وتطال هذه العدوى الدلافين أيضًا، والتي غالبًا ما يكون حمض الدومويك قاتلًا لها. وقد أحصى المعهد خلال الأسابيع الأخيرة ما لا يقل عن 110 دلافين نفقت متسممةً ضمن النطاق الذي يتولى الإشراف عليه.

ونظرًا لعدم وجود أي علاج لهذه العدوى، يشير المتخصصون إلى أنّ الطريقة الوحيدة لمعالجة الحيوانات تتمثل في إعطائها سوائل وأطعمة وأدوية لوقف النوبات التي تصيبها.

ويتمثل التحدي بالنسبة إلى متطوعي المركز، الذي يعتمد بشكل أساسي على المساعدات الحكومية والتبرعات والعمل التطوعي، بتوفير أمور لوجستية على غرار دفع ثمن الأدوية وإطعام هذه الحيوانات ونقلها، فضلًا عن الأثر العاطفي الناجم عن النفوق الكبير للحيوانات.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة