وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم.. هل تم الاتفاق على تطبيع العلاقات؟
أعلن مجلس السيادة السوداني رسميًا أن رئيسه عبد الفتاح البرهان التقى في مكتبه اليوم في الخرطوم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.
وأوضح المجلس أن لقاء البرهان بإيلي كوهين "تطرق إلى سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية".
وأشار البيان إلى أن "الجانب السوداني حث الجانب الإسرائيلي على تحقيق الاستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطيني".
وفي وقت سابق قال مصدر في الحكومة السودانية لوكالة "رويترز": "إن وفدًا إسرائيليًا وصل إلى الخرطوم لبحث تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل".
وكانت الخارجية الإسرائيلية قالت إنها ستكشف اليوم عن "زيارة تاريخية" أجراها إيلي كوهين من دون أن تحدد وجهة هذه الزيارة.
انضمام السودان لاتفاقية التطبيع
وأفاد تقرير لهيئة البث الإسرائيلية أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ناقش مع النخبة السياسية في إسرائيل خلال زيارته الأخيرة انضمام السودان إلى اتفاقية تطبيع مع تل أبيب.
ويلفت مراسل "العربي" في القدس أحمد جرادات إلى أن يوم غد يصادف الذكرى السنوية الثالثة لأول لقاء بين بنيامين نتنياهو وعبد الفتاح البرهان في العاصمة الأوغندية في عام 2020.
وعقب ذلك بنصف عام بدأت محاولة إدخال السودان إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل التي سميّت بالاتفاقيات الإبراهيمية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وأوضح مراسلنا أن المحادثات بين السودان وإسرائيل توقفت عقب فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة ونجاح يائير لابيد ونفتالي بينيت في تشكيل حكومة إسرائيلية.
مسار التطبيع
وبحسب مراسل "العربي"، فهذه الزيارة ليست الأولى لمسؤول إسرائيلي إلى السودان، ولكن عادة ما كانت هذه الزيارات تتم بسرية. ففي يناير/ كانون الثاني 2021 زار وفد إسرائيلي يترأسه مستشار الأمن القومي الخرطوم بشكل سريّ.
ويوضح جرادات أن الزيارة تحمل طابعًا سياسيًا هذه المرة، مشيرًا إلى أن نتنياهو قال إنه سيوسع معاهدات السلام مع دول عربية وهو يتبع إستراتيجية السلام مقابل السلام وليس الأرض مقابل السلام.
من جهتها، تلفت مراسلة "العربي" في السودان درّة غامبو إلى أن اللقاء تم في بيت الضيافة وهو جزء من القيادة العامة للجيش السوداني. وتشير إلى أن اللقاء تم بعلم وزارة الخارجية السودانية على عكس زيارات سابقة لمسؤوليين إسرائيليين.
وتوضح أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بدأ عند شطبت عبارة "يسمح لحامل هذا الجواز زيارة جميع البلدان عدا إسرائيل" من جواز السفر السوداني.
وتلحظ مراسلتنا انقسام الشارع السوداني حول قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فالبعض يراه ضروريًا، فيما يعارضه آخرون بشدة.