استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في قصر الرئاسة بالقاهرة لاجراء مباحثات ثنائية، وذلك وسط استمرار المعارك في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان الفائت.
ونشرت الرئاسة المصرية مقطع فيديو يظهر استقبال السيسي للبرهان بمطار القاهرة، فيما أشار مراسل الرئاسة إلى أن هذه الزيارة "تتناول أبعادًا سياسية واقتصادية".
وأضاف بحسب مقطع الفيديو، أن الزيارة ستشمل "الحديث عن تهدئة ووضع بعض التفاهمات بين المختلفين في السودان"، في إشارة إلى المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة حميدتي، حربًا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
البرهان في مصر
ومن جهته أفاد مجلس السيادة السوداني بتوجه البرهان إلى مصر من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر من أجل "مباحثات ثنائية مشتركة بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
وقال السفير محمد التوم القائم بأعمال سفارة السودان في القاهرة في تصريح صحفي، إن "زيارة البرهان اليوم لمصر تأتي تأكيدًا على ما يوليه السودان من أهمية لعلاقاته مع الشقيقة مصر والحرص على تطويرها في كافة مجالات التعاون الثنائي"، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وأشار إلى أن "مباحثات الرئيسين ستركز على تطورات الأوضاع الداخلية في السودان في ضوء تمرد ميليشيا الدعم السريع وجهود الدولة في التصدي له وما تشنه من حرب على الدولة وما ترتكبه من جرائم وفظائع ضد المدنيين والمواطنين".
وأردف التوم، أنه "من المعلوم أن الشقيقة مصر، انطلاقًا من خصوصية العلاقة بين البلدين وأهميتها قد قادت ورتبت واستضافت القمة الأولى لدول الجوار في يوليو/ تموز الماضي لحل المشكلة السودانية وما نتج عنها من آليات معنية بمخاطبة الأزمة في السودان".
حرب مستعرة
وأدى القتال إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين سوداني داخل البلاد وإلى دول الجوار، حيث دخل مصر منذ بدء الحرب في السودان 460 ألف شخص، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وكانت مصر أولى محطات البرهان الخارجية عندما غادر السودان للمرة الأولى في أغسطس/ آب الماضي، منذ بداية الحرب وبعد أربعة أشهر من ملازمته مقرّ قيادته في الخرطوم والذي كان يتعرّض لحصار وهجمات متتالية من قوات الدعم السريع.
والإثنين الفائت قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة قلقة من "القرار الأخير للجيش حظر المساعدة الإنسانية عبر الحدود من تشاد والتقارير التي تفيد بأن القوات المسلحة السودانية تعيق وصول المساعدة إلى المجتمعات في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع".
وعبرت وزارة الخارجية السودانية الموالية للجيش عن "رفضها" لما وصفته بـ"الاتهامات الباطلة" التي وجهتها واشنطن.
وقالت الوزارة إن الحدود السودانية التشادية "هي نقطة العبور الرئيسية للأسلحة والمعدات" المستخدمة لارتكاب "فظائع" ضد السودانيين.