أعربت فصائل فلسطينية عن رفضها القاطع لقرار قيادة السلطة الفلسطينية المشاركة في اجتماع أمني خماسي في الأردن الأسبوع المقبل، والذي تشارك فيه الولايات المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل.
وكان مراسل "العربي"، أفاد بأن الأردن سيستضيف اجتماعًا الأحد هو الأول من نوعه منذ عدة سنوات للتوصل إلى اتفاق أمني بين الطرفين يقضي بإنهاء التوتر قبيل شهر رمضان.
وسيحضر الاجتماع ممثلون عن مصر والولايات المتحدة، إضافة إلى الأردن، في سياق جهود لوقف الإجراءات الأحادية من جانب الحكومة الإسرائيلية، والوصول إلى فترة تهدئة والمساعدة على إعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات السياسية.
"صك براءة لدولة الاحتلال"
فقد حذرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من خطورة مشاركة وفد قيادي فلسطيني في الاجتماع الخماسي.
وقالت الجبهة في بيان: إن "المشاركة بمثابة صك براءة لدولة الاحتلال عن جرائمها ضد أبناء شعبنا وآخرها المجزرة النكراء بدمٍ بارد في نابلس".
والأربعاء، استشهد 11 فلسطينيًا بينهم 3 مسنين وقاصر، وأصيب 102 بالرصاص الحي بينهم 7 بحالة خطيرة، و297 بحالات اختناق، في اقتحام للجيش الإسرائيلي مدينة نابلس.
وأضافت أن "شعبنا يدفع غاليًا ثمن الاستجابة للضغوط الأميركية كما حدث بمجلس الأمن عندما انخرطت القيادة السياسية للسلطة بصفقة مهينة وافقت فيها على وقف التصويت على مشروع قرار يدين الاستيطان، ويدعو لوقفه ويعترف بأن الضفة والقدس أرضٌ محتلة لصالح بيان هزيل شكل غطاء سياسيًا لارتكاب مجزرة نابلس والتي دفع فيها شعبنا دماءه الغالية".
بدوره، قال أمين عام حزب الشعب بسام الصالحي إنه لم يعد هناك أي معنى للمشاركة الفلسطينية في الاجتماع الخماسي.
وأضاف الصالحي في تصريح مقتضب أن "مجزرة إسرائيل في نابلس ومواصلة اعتداءاتها في الخليل وكل مكان، نسفت مبررات الاجتماع المرتقب".
واشنطن تحث إسرائيل على تهدئة التوتر بالضفة
في غضون ذلك، حث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في اتصال هاتفي أمس الجمعة وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت على تهدئة التوتر القائم بالضفة الغربية.
وقال "البنتاغون" في بيان له: إن "الوزير أوستن تحدث هاتفيًا مع نظيره الإسرائيلي وحثه على تهدئة التوتر في الضفة الغربية بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في مدينة نابلس".
وأضاف أن "أوستن أكد التزامه الراسخ بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن مواطنيها".
وفي هذا الإطار، أشارت مراسلة "العربي" من القدس المحتلة إلى أن هذه التصريحات الأميركية ليست جديدة، مشيرة إلى أن المسؤولين الأميركيين يحاولون في الآونة الأخيرة حث الجانب الإسرائيلي على وقف التصعيد.
وذكرت بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كانت قد حذرت من أن كل الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة من اقتحام المدن الفلسطينية في الضفة وتكثيف هدم منازل الفلسطينيين والإجراءات التي دفع بها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير في السجون، وفي شرق القدس، سوف تشعل الأوضاع.
ولفتت مراسلتنا إلى أن الاتصال جاء قبل القمة المقررة يوم غد الأحد في العقبة جنوبي الأردن، مشيرة إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد كشفت بأن السلطة الفلسطينية قد هددت بإلغاء مشاركتها في القمة في أعقاب المجزرة التي نفذت في نابلس وأسفرت عن استشهاد أحد عشر فلسطينيًا.
11 شهيدا وأكثر من 100 جريح بعد اقتحام قوات الاحتلال لـ #نابلس#شبابيك #فلسطين pic.twitter.com/zj1fax6fNv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 23, 2023
وتابعت أن قناة "كان" هيئة البث الإسرائيلية تحدثت عن أن الفلسطينيين سوف يشاركون في هذه القمة، بعد طلب ضمانات تتمثل بوقف الإجراءات التي يصفها الفلسطينيون بأحادية الجانب والمتمثلة بوقف البناء الاستيطاني، ووقف مداهمة المدن الفلسطينية ووقف هدم منازل الفلسطينيين.
اجتماع أمني خماسي في الأردن
من جهته، قال مراسل "العربي" من الأردن: إن "المملكة هي من دعت إلى هذا الاجتماع، والتي قالت إنه أن يأتي لوضع الجميع على طاولة المفاوضات، وتحديدًا قبيل رمضان، وبعد التصعيد الأخير الذي حدث في الضفة الغربية.
وأضاف أن المملكة ومن خلال التصريحات الرسمية تؤكد على أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بالنسبة لها، وأنها لن تقبل الوقوف والنظر إلى ما يحدث داخل الضفة الغربية من التغول الإسرائيلي داخل المدن والأراضي الفلسطينية وقتل الأبرياء، حسب بيان وزارة الخارجية الأردنية.
دانت #وزارة_الخارجية_وشؤون_المغتربين استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة #نابلس اليوم. pic.twitter.com/KxrbOvwqC9
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) February 22, 2023
وتابع مراسلنا من الأردن، أن القمة جاءت من أجل أن وضع الجميع على طاولة الحوار من أجل أن تكون هناك تأكيدات وضمانات إسرائيلية، بأن توقف بناء المستوطنات، والاقتحامات والتصعيد الذي أسماه الأردن أحادي الجانب، والذي من شأنه أن يقوض فرص السلام أو يقوض الحديث عن حل الدولتين.