قدّم الرئيس الفيتنامي نغوين شوان فوك استقالته بشكل مفاجئ، اليوم الثلاثاء، بعد أيام على انتشار شائعات تحدثت عن إقالته قريبًا في إطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد في البلاد.
فقد نقلت وسائل إعلام رسمية من بينها وكالة "في أن أي" الرسمية، إن فوك "قدم استقالته من المناصب التي شغلها وترك وظيفته وتقاعد".
وأكدت الوكالة أنّ فوك "تولى مسؤولياته السياسية كقائد بعدما ارتكب العديد من كبار المسؤولين وبينهم نائبان لرئيس الوزراء وثلاثة وزراء، انتهاكات ومخالفات، أدت إلى عواقب وخيمة جدًا".
تصفية حسابات سياسية
في هذا الخصوص، يرى لي هونغ هيب من معهد يوسف إسحق للدراسات الاجتماعية والسياسية في سنغافورة، أن استقالة فوك قد تكون مرتبطة أيضًا بالصراع السياسي الداخلي.
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية: "الأمر يتعلق بشكل أساسي بتحقيقات الفساد، لكن لا يمكننا استبعاد احتمال أن يكون خصومه السياسيون يريدون عزله من منصبه لأسباب سياسية".
ومن المقرر أن تنتهي ولاية زعيم الحزب الشيوعي، نجوين فو ترونج، مهندس أكبر حملة لمكافحة الفساد في فيتنام عام 2026.
وفي هذا الإطار يعتقد هيب أن بعض السياسيين سيحاولون الحصول على "الجائزة الكبرى" وفوك واحد من المرشحين لخلافة ترونج، "وبسبب حدة المنافسة قد يرغب البعض في إزالته لتمهيد الطريق أمام مرشح آخر للحصول على الوظيفة العليا".
إقالات واعتقالات
وتتزامن هذه الخطوة، في أعقاب إقالة نائبي رئيس الوزراء مطلع يناير/ كانون الثاني، في إطار حملة لمكافحة الفساد أدت أيضًا إلى اعتقال العشرات من كبار المسؤولين الآخرين.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، تعد الاستقالات المفاجئة أمرا غير معتاد في فيتنام، حيث عادة ما ينظم النظام الشيوعي الحريص على مظاهر الاستقرار التغييرات السياسية بعناية.
يذكر أن نغوين شوان فوك شغل منصب رئيس فيتنام منذ عام 2021، بعد أن استلم مهام رئاسة مجلس الوزراء منذ 2016.
وتم القبض على ما لا يقل عن 100 من المسؤولين ورجال الأعمال، في إطار تحقيق يتعلق بفضيحة ترتبط بتوزيع اختبارات الكشف عن كورونا.
كما تم إلقاء القبض على 37 شخصًا، معظمهم من كبار الدبلوماسيين والمسؤولين الأمنيين، في تحقيق بشأن آلية إعادة الشعب الفيتنامي إلى الوطن خلال الإغلاقات بسبب الجائحة، بحسب "الغارديان".
فقد واجه المسافرون العائدون، إجراءات معقدة منها دفع أسعار تذاكر طيران باهظة، ورسوم الحجر الصحي، للعودة إلى فيتنام.
