شيع مئات الفلسطينيين في قرية زعترة جنوبي مدينة نابلس بالضفة الغربية مساء الأحد جثمان الشهيد الشيخ سامح الأقطش (37 عامًا)، الذي قضى بعد إصابته بالرصاص خلال تصديه لاعتداء المستوطنين.
وفجر اليوم الإثنين، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها لمحيط محافظة نابلس.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية، أن قوات الاحتلال ما زالت تغلق حواجز حوارة وعورتا وطريق المربعة وزعترة، وكذلك مدخل بيتا بالمكعبات جنوب نابلس، كما تعمل على إعاقة الحركة على مدخل بلدة صرة جنوب غرب المدينة، وتنتشر على مداخل نابلس.
يأتي ذلك في وقت دعت فيه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى النفير العام والاشتباك مع الاحتلال، فيما اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن ما تقوم به إسرائيل يهدف لتدمير الجهود الدولية، بينما طالب الاتحاد الأوروبي الأحد، الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعمل على وقف العنف في الضفة الغربية.
شهيد واعتداءات
واستشهد الأقطش أمس الأحد متأثرًا بجروح بالغة، أصيب بها بالرصاص الحي في البطن، جرّاء اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على بلدة زعترة"، بالقرب من نابلس، حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.
ونقل جثمان الشهيد من بلدة بيتا إلى قرية زعترة لإلقاء نظرة الوداع عليه ومواراته الثرى في مقبرة البلدة.
تغطية صحفية: "تشييع الشيخ سامح الأقطش في قرية زعترة جنوب نابلس. pic.twitter.com/d1Lsy0IHHv
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 26, 2023
وكان المستوطنون قد صعدوا اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما في منطقة نابلس، حيث شملت إحراق منازل، وإطلاق الرصاص الحي، وطعن فلسطيني، عقب عملية حوارة التي أدت لمقتل مستوطنين اثنين.
وفي سياق ردود الفعل الشعبية، اندلعت مواجهات الأحد وفجر اليوم الإثنين، في مناطق مختلفة من الضفة، تخللها رشق قوات الاحتلال ومركبات المستوطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة.
كما تظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين، مساء الأحد، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، تنديدًا باعتداءات المستوطنين، على بلدة حوارة.
حماس تدعو إلى النفير العاجل
وعلى صعيد ردود الفعل السياسية، دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، جماهير الشعب الفلسطيني، إلى النفير العاجل والاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه دعمًا وإسنادًا لبلدة حوارة ومحيطها.
وأضاف الشيخ العاروري في تصريحه: "اليوم.. يوم شرف السلاح، وإن المقاومة هي سبيلنا نحو رد العدوان والعربدة الصهيونية، والدفاع عن حقوقنا المسلوبة وصون مقدساتنا وفي مقدمها مسرى رسول الله المسجد الأقصى المبارك".
أما الرئاسة الفلسطينية فاعتبرت أن "اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية تهدف إلى تدمير الجهود الدولية لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة".
وقالت الرئاسة في بيان إنها تدين "اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم جنوبي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة"، مضيفة أن هذه "الاعتداءات أعمال إرهابية تجري بحماية من الجيش الإسرائيلي".
ونبّهت إلى أنّ "هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة".
وحمّلت الرئاسة الفلسطينية "المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات للحكومة الإسرائيلية".
اجتماع العقبة.. تعهد فلسطيني إسرائيلي بخفض التصعيد #للخبر_بقية #فلسطين pic.twitter.com/eNUNpiBpFq
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 26, 2023
واعتبرت أن الاعتداءات الإسرائيلية "تؤكد انعدام الثقة بالوعود المقطوعة المتعلقة بوقف إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين".
وقالت: إن "ما قام به المستوطنون هو ترجمة لمواقف بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة".
وأضافت الرئاسة الفلسطينية: "نقف على مفترق طرق، فإما أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف اعتداءاتها ووقف جرائم المستوطنين على الفور، وإلا فإن الوضع ينذر بالدخول في دوامة من الفعل ورد الفعل".
وقف العنف في الضفة الغربية
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي، الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العمل على وقف العنف في الضفة الغربية.
وقال الاتحاد في بيان: "منزعجون من أعمال العنف التي وقعت قرب بلدة حوارة بالضفة، حيث قتل إسرائيليان، وهاجم المستوطنون منازل ومركبات فلسطينية ومتاجر مما أدى لقتل فلسطيني وإصابة آخرين".
وأضاف: "على السلطات في جميع الأطراف التدخل الآن لوقف هذه الدائرة اللانهائية من العنف، وحماية المدنيين من أجل منع سقوط المزيد من الضحايا".
إسرائيل تقر مشروع قانون إعدام منفذي العمليات
وعلى المقلب الآخر، أقرت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الحكومة الإسرائيلية، الأحد، مشروع قانون تنفيذ عقوبة الإعدام بحق منفذي العمليات من الفلسطينيين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّه سيواصل العمل بكلّ الطرق لردع من وصفهم بـ"الإرهابيين"، وذلك في سبيل "الحفاظ على أمن إسرائيل"، على حدّ تعبيره.
ومن المقرر أن يتم طرح مشروع القانون أمام الكنيست للتصويت عليه بثلاث قراءات. ويحظى الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو بأغلبية 64 مقعدًا من أصل 120 بالكنيست.
وجاءت هذه التطورات، فيما أعلن المشاركون في اللقاء "الأمني السياسي" الذي عُقد، الأحد، في مدينة العقبة الأردنية، عن تأكيد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي "التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما".
كما أكد الطرفان على ضرورة "الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف"، بحسب ما جاء في بيان مشترك أوردته وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، وذلك بعد وقت وجيز من عملية إطلاق نار نفذت في حوارة، بالضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن مقتل مستوطنيْن.
ومنذ بداية العام الجاري، استشهد ما يزيد عن 60 فلسطينيًا برصاص إسرائيلي، بينهم 11 خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية الأربعاء الماضي.