الخميس 12 Sep / September 2024

وسط دعوات للثأر وتصعيد المقاومة.. الضفة تشيع الشهيدين مخالفة والبايض

وسط دعوات للثأر وتصعيد المقاومة.. الضفة تشيع الشهيدين مخالفة والبايض

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على حادثة إعدام الفتى فوزي مخالفة في بلدة سبسطية (الصورة: غيتي)
استشهد فوزي هاني فوزي مخالفة برصاص الاحتلال في بلدة سبسطية، فيما قضى البايض من مخيم الجلزون متأثرًا بإصابته بالرصاص الحي في رأسه.

وسط دعوات للثأر وتصعيد المقاومة، شيع مئات الفلسطينيين اليوم السبت الشهيدين فوزي هاني مخالفة (18 عامًا) بنابلس ومحمد البايض (17 عامًا) برام الله في الضفة الغربية.

وبمراسم عسكرية ومشاركة الفعاليات الرسمية والشعبية، انطلق موكب تشييع مخالفة من أمام مستشفى رفيديا الحكومي وصولًا إلى بلدة سبسطية، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمانه.

وحمل المشاركون جثمان الشهيد على الأكتاف، وقد لف بالعلم الفلسطيني، وجابوا به شوارع البلدة، وسط حالة من الغضب والحزن، مرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد استهدفت مركبة الشهيد في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة بمئات الرصاصات في سبسطية، ما أدى إلى استشهاد مخالفة، وإصابة شاب آخر قبل أن يقوم الجنود باعتقاله، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

تشييع الشهيد محمد البايض

وانطلق موكب تشييع البايض من أمام المستشفى الاستشاري التخصصي بمدينة رام الله، وصولًا إلى منزل عائلة الشهيد في مخيم الجلزون شمال رام الله، حيث ألقت عائلته وأصدقاؤه نظرة الوداع على جثمانه، قبل أن ينقل إلى مسجد حراء وسط المخيم، حيث أدى المواطنون صلاة الجنازة على جثمانه.

وسار المشيعون في موكب جنائزي مهيب، وهم يحملون جثمان الشهيد البايض على الأكتاف، وطافوا به بين أزقة المخيم، وصوًلا إلى المقبرة، حيث تم مواراته الثرى.

وصدحت حناجر المشيعين بالهتافات الغاضبة والمنددة بجريمة إعدام الشهيد الفتى البايض، وجرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، حاملين العلم والرايات الفلسطينية.

واستشهد الطفل البايض من مخيم الجلزون متأثرًا بإصابته بالرصاص الحي في رأسه، وأصيب آخر بجروح خطيرة، خلال مواجهات اندلعت أمس الجمعة، مع قوات الاحتلال في قرية أم صفا شمال رام الله.

‏وتشهد أم صفا منذ أسابيع هجومًا متواصلًا من قبل المستوطنين، الذين أحرقوا منازل المواطنين ومركباتهم، وأطلقوا الرصاص الحي صوب منازلهم ومنشآتهم.

وأدت المواجهات قبل نحو أسبوعين إلى استشهاد الشاب عبد الجواد حمدان صالح (24 عامًا) من قرية عارورة المجاورة، متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الحي، في قرية أم صفا.

فلسطين تطالب بتحقيق دولي بـ"إعدام" مخالفة

سياسيًا، طالبت فلسطين السبت بتحقيق دولي بـ"إعدام" فوزي مخالفة، برصاص الجيش الإسرائيلي، قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.

وأدانت الخارجية "بأشد العبارات جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في بلدة سبسطية، وأدت إلى استشهاد الفتى مخالفة (18 عامًا)، وإصابة واعتقال زميله محمد مخيمر"، مساء الجمعة.

وطالبت الوزارة "لجنة التحقيق الدولية الدائمة (بمجلس حقوق الإنسان) بالتحقيق في جريمة الاحتلال وتقديم المجرمين ومن يقف خلفهم للعدالة"، وفق البيان.

واعتبرت أن الجريمة جاءت "نتيجة للتسهيلات التي تمنحها الحكومة الإسرائيلية لجنود الاحتلال لإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين".

دعوات لتصعيد المقاومة

وفي سياق ردود الفعل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن جرائم الإعدام الإسرائيلية الإرهابية لن تخيف الشعب الفلسطيني الحر الأبي، ولن تحقق للاحتلال أمنًا، وإن الشعب الفلسطيني المرابط سيواصل مقاومته للعدو، ودفاعه عن القدس والمسجد الأقصى مهما بلغت التضحيات".

ودعت في بيان الفلسطينيين لـ"قطع طرق المستوطنين، وتصعيد المقاومة، والتصدي للاحتلال بكل السبل والأدوات المتاحة".

بدورها، نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد "مخالفة"، مؤكدة أن "تمادي الاحتلال في جرائمه البشعة لن تطفئ جذوة المقاومة المشتعلة، بل ستزداد غضبًا لهيبا، وليعلم العدو أن مقاومتنا حاضرة لردعه والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا".

أما لجان المقاومة في فلسطين، فأكدت أن "جرائم العدو الإسرائيلي لن تكسر إرادة شعبنا ولن تثنيه عن مواصلة المقاومة"، داعية إلى "تصعيد المقاومة، وضرب العدو وقطعان مستوطنيه في مكان من الأرض المحتلة".

ومنذ بداية العام الجاري، قضى 209 شهداء، من بينهم 23 استشهدوا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر يوليو/ تموز 2023، حسب "المركز الفلسطيني للإعلام".

وتشهد الضفة الغربية منذ بداية العام توترًا شديدًا، إثر تكرار اقتحامات الجيش الإسرائيلي المستمرة للمدن الفلسطينية، لاعتقال وتصفية من يصفهم بالمطلوبين، علاوة على هجمات متكررة نفذها مستوطنون إسرائيليون على قرى وبلدات فلسطينية.

تابع القراءة
تغطية خاصة
Close