Skip to main content

وسط غياب حلول للأزمة.. ما مستقبل علاقات دول الخليج مع النظام السوري؟

الإثنين 13 مارس 2023

شهدت العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والنظام السوري تجاذبات عدة منذ اندلاع الثورة السورية، ورفض دول المجلس ما أسمته بآلة القتل السورية التي فتكت بالشعب السوري.

وكان آخر هذه التجاذبات محاولة دمشق استغلال كارثة الزلزال لتطبيع العلاقات مع بقية دول العالم، ومن ضمنها دول مجلس التعاون.

وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية، أن موقف الدوحة من النظام السوري لن يتغير، قائلًا إن الحل السياسي الحقيقي هو الكفيل فقط بتغيير موقفنا.

كما عبّر نواب كويتيون عن رفضهم لزيارة وفد البرلمانيين العرب لبشار الأسد، متمسكين بالموقف الرافض لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، قبل أن يكون هناك حل سياسي يعالج جذور المشكلة ويوفر الأمن للشعب السوري، خصوصًا المتواجدين منهم في دول اللجوء.

رفض قطري وكويتي

فتحت زيارات وفود عربية وخليجية إلى دمشق بعد زلزال سوريا باب الحديث عن مرحلة جديدة قد تدخلها العلاقات الخليجية مع النظام السوري.

مواقف دول الخليج كانت أكثر قوة وحزمًا ضد النظام السوري إبان اندلاع الثورة حيث قدمت هذه البلدان الدعم السياسي والمعنوي للشعب السوري المطالب بحريته.

وقادت دول الخليج عملية إخراج سوريا من جامعة الدول العربية، ولا تزال قطر إلى جانب الكويت ترفض أي تقارب مع النظام السوري حتى اليوم.

دولة قطر جددت موقفها الثابت من النظام السوري، فموقف الدوحة لم يتغير وفق المتحدث باسم الخارجية القطرية، الذي قال إن الأسباب التي دعت إلى تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لا تزال قائمة.

أما الكويت فقد أكدت عدم وجود أي خطط للتطبيع مع النظام السوري، خلافًا لدول خليجية أخرى تدفع بقوة لإعادة التواصل معه.

مواقف متباينة

وفي الوقت الذي رسمت فيه الإمارات سياستها الجديدة مع دمشق من خلال تبادل الزيارات على أعلى مستوى، شكلت زيارة الأسد إلى سلطنة عُمان أولى معالم رؤية خليجية غير متوافق عليه.

أما السعودية، فتتجنب إلى الآن الاتصال المباشر بالنظام السوري، لكن عقب زلزال سوريا، سُجل تطور وصف باللافت في الموقف السعودي، عبّر عنه وزير خارجيتها الذي تحدث عما سماه "إجماعًا بدأ يتشكل بعدم جدوى عزل سوريا".

لكن متابعين للشأن السوري يشيرون إلى أن المساعدات السعودية إلى دمشق بعد الزلزال لا تُعدّ مؤشرًا على التقارب بين الطرفين، فالرياض أرسلت في نفس الوقت مساعدات مضاعفة إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

ويبدو اختلاف مواقف دول الخليج في التعامل مع النظام السوري مؤشرًا على استعصاء تطبيع العلاقات معه، في ظل استمرار الأزمة وعدم وجود أية آفاق لحل سياسي متوافق عليه حتى الآن.

مراحل تطبيع بعض الدول

في هذا السياق، يرى مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان أن "ما حصل بعد الزلزال هو مرحلة أخيرة من عملية تطبيع بدأت منذ سنوات بين بعض الدول العربية والنظام السوري".

ويعتبر قبلان، في حديث إلى "العربي"، أن هذه العملية بدأت في صيف عام 2018، شارحًا أنها انطلقت "بعد الاتفاق بين القوات الروسية والمعارضة في الجنوب السوري، والذي لم يكن ليحصل لولا موافقة بعض الدول الخليجية وانخراطها فيه".

ويقول: "بعد ذلك، قام الأردن بفتح معبر مع سوريا، واستؤنفت العلاقات الاقتصادية، قبل أن تُعلن الإمارات والبحرين إعادة فتح سفارتيهما في دمشق".

ويضيف: "في عام 2020، قامت سلطنة عمان بإعادة سفيرها إلى دمشق، بعد أن كانت قد سحبته دون إغلاق السفارة، تماهيًا مع الموقف الخليجي بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع النظام".

ويشير قبلان إلى أن "وباء كورونا كان مناسبة تم استغلالها أيضًا لتطبيع العلاقات، لتليها زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق وتبعتها زيارة لبشار الأسد إلى أبو ظبي".

ويتابع قائلًا: "عملية التطبيع هذه مستمرة منذ 5 سنوات وتسارعت بشكل كبير عام 2022 قريب القمة العربية وسط دعوات عربية لدعوة النظام، وسط رفض عدد من الدول، وتحديدًا قطر والسعودية ومصر".

ويوضح أنه "في هذا الأيام، عاد الحديث عن التطبيع وسط زيارات دبلوماسية إلى دمشق بعد الزلزال".

موقف الكويت

من جهته، يرى أستاذ القانون والسياسي الكويتي محمد الدوسري أن "الكويت شعبًا وقيادة كانت دائمًا من الداعمين للشعوب العربية محاولة تقديم المساعدات لكل المحتاجين لها".

ويشير الدوسري، في حديث إلى "العربي" من الكويت، إلى أنه "منذ اندلاع الثورة السورية، تناغم الشعب الكويتي مع القيادة السياسية لدعمها، خصوصًا بعد أن بدأ النظام البائس بتنفيذ أبشع الجرائم والمجازر".

ويلفت إلى أن "القيادة الكويتية ترى أن ما حصل مع الشعب السوري يستوجب أن يكون النظام في مكان آخر، لا أن يكون حاكمًا الآن".

ويتساءل: "ما الذي قدمه هذا النظام منذ حافظ الأسد وصولًا إلى ابنه بشار؟ لا شيء، لأنه مرتبط دائمًا بالدم والجرائم الفظيعة والمذابح والإضرار بمصالح الدول العربية".

ويقول: "أصبح هذا النظام مصدرًا أساسيًا للمخدرات في المنطقة، مدمرًا لحاضر الشباب ومستقبلهم".

ويضيف: "هذا النظام لم يقدم أي شيء ليستحق الهبّة التطبيعية معه، ولا يمكن القبول بوجوده بيننا".

المصادر:
العربي
شارك القصة