أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الإثنين، قصف مدينة أسدود جنوب إسرائيل برشقة صاروخية، وذلك ردًا على استهداف المدنيين في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان منذ 171 يومًا خلّف أكثر من 32 ألف شهيد.
وقالت الكتائب في بيان مقتضب عبر تلغرام: "كتائب القسام تقصف أسدود المحتلة برشقة صاروخية ردًا على استهداف المدنيين".
11 مجزرة إسرائيلية جديدة
في غضون ذلك، أعلنت مصادر طبية، اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 32,333، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بينما بلغت الإصابات 74,694، وذلك منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن الاحتلال ارتكب 11 مجزرة في القطاع، أدت إلى استشهاد 107 مواطنين، و176 مصابًا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وتعد هذه الرشقة الصاروخية الأولى تجاه أسدود منذ أكثر من شهرين، حين أعلنت القسام في 14 يناير/ كانون الثاني "قصف مدينة أسدود المحتلة برشقة صاروخية من طراز مقادمة M75، ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
وعلى الجانب الآخر، أعلن الجيش الإسرائيلي عبر منصة "إكس" انطلاق صفارات الإنذار في أسدود، إيذانًا بانطلاق صواريخ من غزة باتجاه المدينة.
بدورها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إلى أنها المرة الأولى منذ شهرين التي تدوي فيها صفارات الإنذار في أسدود.
وقالت: "تم إطلاق 8 صواريخ على أسدود من وسط قطاع غزة، تم اعتراض بعضها وسقوط بعضها في مناطق مفتوحة"، مبينة أن الواقعة لم تسفر عن سقوط أي إصابات أو خسائر بشرية.
ويأتي قصف أسدود بينما يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم الثامن على التوالي اقتحام مستشفى الشفاء بمدينة غزة، الذي كان يضم آلاف المرضى والنازحين؛ وينفذ اعتقالات وقتلا بصفوف النازحين ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى؛ ما خلَّف مئات الشهداء والجرحى.
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على مناطق شمال ووسط القطاع عبر عملية عسكرية مستمرة منذ نحو 6 أشهر، مجبرًا عشرات الآلاف من سكان هذه المناطق على النزوح جنوبًا.
"رسائل سياسية"
وحول تجدّد القصف على أسدود، قال مراسل "العربي" أحمد جرادات من القدس، إن "الصواريخ الثمانية سقطت بعضها في مناطق مفتوحة بينما اعترضت القبة الحديدية اثنين منها".
وأضاف المراسل أن "السؤال المهم هو: من أين جرى إطلاق هذه الصواريخ؟ هل من المناطق التي أعلنت إسرائيل السيطرة عليها في غزة؟".
ولفت إلى "أنه بعد انتهاء إسرائيل من عملياتها في قطاع غزة، تنجح الفصائل الفلسطينية في تنظيم نفسها مجددًا وتقوم بإطلاق الصواريخ، وخاصة نحو أسدود التي تبعد عن غزة نحو 30 كيلومترًا".
وقال جرادات في مداخلته: "إن مثل هذه الصواريخ لا تحتاج لتقنيات عالية لتصنيعها، على الرغم من إعلان إسرائيل بأنها استهدفت مواقع تخزين وإطلاق مثل هذه الصواريخ".
وألمح إلى أن "هذا القصف يُنفي حالة الأمان لدى الإسرائيليين في المناطق الواقعة في غلاف غزة، خاصةً أن دوي صافرات الإنذار يُعيد الشعور بالعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل السابع من أكتوبر".
وأضاف أن "الإسرائيليين لا يرغبون في العودة إلى الوضع الذي كان قبل السابع من أكتوبر، مما يعني أن قصف مثل هذه الصواريخ من المقاومة يحمل رسائل سياسية، وللداخل الإسرائيلي حول قدرة حركة حماس على إطلاق الصواريخ وإعادة التنظيم بعد انتهاء الحرب، وهذه هي المعضلة الحقيقية التي تواجه إسرائيل".