Skip to main content

وسط مخاوف من حرب أهلية.. من المسؤول عن تأزم الوضع في ليبيا؟

الأحد 28 أغسطس 2022

استفاقت العاصمة الليبية طرابلس على أزيز الرصاص، وكأن نصيبها ألا تنعم بالأمن والسلام الذي عاشته على مدار شهور عدة، حيث دارت معارك طاحنة في العاصمة الليبية، طرفاها قوات موالية لفتحي باشاعا المعين من قبل البرلمان كرئيس للحكومة، وقوات موالية لعبد الحميد الدبيبة الذي تعهد بعدم تسليم السلطة إلا لجهة منتخبة.

فباشاغا يتهم الدبيبة بـ"اغتصاب الشرعية" ورفض كل المبادرات لانتقال سلسل للسلطة، فيما يتهم الدبيبة خصمه بـ"الغدر والخيانة واستهداف المدنيين".

وإثر ذلك، يشتبك الطرفان في الميدان فيسقط القتلى والجرحى، ما يثير ردود فعل منددة، حيث ارتفعت حصيلة القتلى في طرابلس إلى 23 قتيلًا و140 مصابًا، حسبما أفادت وزارة الصحة الليبية.

وأفاد مراسل "العربي" باتساع رقعة الاشتباكات بين قوات تابعة لحكومة باشاغا وأخرى موالية لحكومة الدبيبة، عند المدخل الغربي للعاصمة طرابلس.

بدورها، أعربت السفارة الأميركية عن قلقها بشأن التطورات الميدانية ودعت إلى محادثات تحت رعايتها وفق بيان للسفير الأميركي ومبعوث واشنطن الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، في حين أدانت السفارة البريطانية محاولة الاستيلاء على السلطة أو الحفاظ عليها بالقوة، أما الأمم المتحدة فطالبت بوقف إطلاق النار وبشكل فوري.

وقد يدخل صراع السلطة في ليبيا في أتون حرب أهلية جديدة ويغلق الباب ولو لحين أمام أي مبادرة تنتهي بانتخابات وسلطة منبثقة عن الشعب.

السيطرة على العاصمة طرابلس

وتعليقًا على تلك التطورات، قال عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة: إنّ "فتحي باشاغا بدا وكأنه استنفد صبره ويبدو أنّ المجموعات الموالية له هي التي بادرت إلى محاولة السيطرة على الوضع في طرابلس بعد تواصل باشاغا مع كل الأطراف سواء الداخلية أو الخارجية للتمكن من استلام مهامه كحكومة استقرار لكل الليبيين، بدلًا من حكومة الدبيبة المنتهية والتي لم تعمل وفق خارطة الطريق التي أتت بها، وعقدت المشهد الليبي أكثر".

ورأى في حديث إلى "العربي" من مدينة بنغازي أنّ "زمام الوضع في ليبيا يبدو وكأنه في يد قوات خارجية، مثل تركيا وبريطانيا وأميركا، التي لن تسمح لأي استقرار في البلاد إلا وفقًا لمصالحها"، معتبرًا أنّ هذه البلدان "تريد حكومة ضعيفة بهدف التحكم بالمشهد الليبي".

من المسؤول عن تأزم الوضع في ليبيا؟

من جانبه، أوضح عضو تجمع النخب السياسية الليبي محمد محفوظ أن مجلس النواب يحاول التنصل من مسؤولياته والتزاماته السياسية والقانونية والأخلاقية حيال اندلاع الاشتباكات في العاصمة طرابلس.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الليبية، أن "الاشتباكات ما كانت لتحدث لولا الخطوات الانفرادية والخطوات التي يراد منها التشبث بالسلطة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، مشددًا على أن جميع الأطراف السياسية الليبية مسؤولة عما يحدث في البلاد، وليس هناك أي مبررات يمكن أن يطرحها أي طرف في إطار التنصل من مسؤولياته".

وأردف محفوظ أن تقاذف البيانات بين الحكومتين في محاولة إبراء الذمة وإلقاء التهم على الآخر، لن تمر على الليبيين مرور الكرام.

وحول تشبث الدبيبة بالسلطة، تساءل محفوظ: لم لا يتم الحديث عن تشبث مجلس النواب بالسلطة بعد مرور أكثر من 8 سنوات؟، وعن مجلس الدولة وله في السلطة 10 سنوات، لافتًا إلى أن العملية السياسة الليبية لا يمكن لها أن تمضي قدمًا نحو الاستقرار في إطار بقاء مجلس النواب والدولة اللذين يعدان حسب اعتقاده السبب الرئيس في كل ما يحدث في البلاد.

كما شدد على أنه لا يمكن التعويل على مجلسي النواب والدولة في قضية إخراج البلد من أزماته والذهاب نحو الانتخابات.

وحول تشبيه ما يحدث اليوم في ليبيا بهجوم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس عام 2019، أشار محفوظ إلى أن من يتصارع في طرابلس اليوم كانوا صفًا واحدًا في مواجهة ما سماه عدوان حفتر على العاصمة الليبية، مشيرًا إلى أن هناك أطرافًا تسعى للوصول إلى السلطة عبر طرق ملتوية وليس عبر صناديق الاقتراع.

واستبعد محفوظ فرض أمر واقع جديد بقوة السلاح في المنطقة الغربية تحديدًا، لأن جميع الأطراف حسب قوله تملك السلاح والدعم وأدوات النفوذ سواء الداخلي أو الخارجي.

وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.

وأثارت هذه الخلافات مخاوف من تحولها إلى حرب في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس من قبل قوات مؤيدة للحكومتين، ففي 16 مايو/ أيار الماضي، وقعت اشتباكات مسلحة بينها عقب دخول باشاغا، للعاصمة آنذاك قبل الانسحاب منها.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة