وصفت ترمب بالمحتال.. هاريس تحصل على الدعم للفوز بترشيح الديمقراطيين
بعد حصولها على الدعم الواسع اللازم لتُصبح مرشّحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، شنّت كامالا هاريس هجومًا قويًا على منافسها الجمهوري دونالد ترمب، واصفة إياه بـ"المجرم المتطرّف الذي يسعى لإعادة أميركا إلى الوراء".
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأنّ غالبية المندوبين الديموقراطيين البالغ عددهم نحو 4000 شخص والمُكلّفين باختيار مرشّح الحزب رسميًا، قد أعلنوا بالفعل نيتهم دعم هاريس لخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إثر الانسحاب المفاجئ للرئيس جو بايدن.
وأكدت هاريس أنّها حصلت على الدعم الواسع اللازم للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية المقبلة، معربة عن تطلّعها لقبول الترشّح رسميًا من حزبها.
وذكر إحصاء لوكالة "أسوشيتد برس"، أنّ هاريس حصلت على أصوات 2214 مندوبًا ديمقراطيًا من أصل 4 آلاف، وهو ما يتجاوز الأغلبية البسيطة اللازمة للفوز بالترشيح في الاقتراع الأول.
هجوم على ترمب
وفي أول خطاب لها في إطار حملتها الانتخابية، وصفت هاريس منافسها الجمهوري دونالد ترمب بأنّه "شخص محتال"، مشددة على فوزها في الانتخابات.
وقالت هاريس إنّ "ترمب ومشروعه المتطرف سوف يضعف الطبقة الوسطى ويعيد الولايات المتحدة إلى الوراء".
وقالت هاريس لأعضاء حملتها في ديلاوير: "على مدى الأيام الـ106 المقبلة، سنعرض برنامجنا على الشعب الأميركي، وسنفوز"، مضيفة أنّ حملتها الانتخابية "لا تتعلّق بدونالد ترمب فقط، بل أيضًا برؤيتنا لمستقبل الولايات المتحدة".
وتعهّدت هاريس بطرح سجلها "في مواجهة سجل ترمب المتهم من قبل هيئة محلفين بالعنف الجنسي"، قائلة: "خلال مسيرتي في الإدعاء العام، حاكمت المجرمين من أمثال دونالد ترمب".
وأعلنت أّنها تؤمن بالحرية والفرص والعدالة للجميع وليس فقط للبعض، متعهّدة ببذل قصارى جهدها في المرحلة المقبلة من أجل توحيد الحزب الديمقراطي ومواصلة العمل الذي بدأه بايدن والفوز في انتخابات الرئاسة.
لقاء مع نتنياهو
وأمس الإثنين، حضّ جو بايدن أنصاره على دعم ترشيح هاريس لخوض السباق الرئاسي، معتبرًا أن انسحابه من المنافسة كان "القرار الصائب".
وقال بايدن في اتصال مع فريق حملته الانتخابية: "أريد أن أقول للفريق، ادعموها. إنها الأفضل".
وتعهّد بايدن مواصلة العمل خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، على إنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال: "سأعمل بشكل وثيق جدًا مع الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة التوصل إلى طريقة لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وإعادة كل الرهائن إلى وطنهم".
ومن المقرّر أن يُعقد الخميس في واشنطن الاجتماع المنتظر بين بايدن ونتنياهو، على أن يلتقي الأخير هاريس في وقت لاحق من الأسبوع، بعد إلقائه خطابًا أمام الكونغرس الأربعاء.
وقال مكتب هاريس إنّ لقاءها مع نتنياهو سيكون "منفصلًا" عن لقائه ببايدن.
تأييد واسع
ومنذ الأحد، حظيت هاريس (59 عامًا)، بعدد متزايد من التأييدات من كبار الديموقراطيين، بينهم حكّام ولايات كاليفورنيا غافين نيوسوم وبنسلفانيا جوش شابيرو وميشيغان غريتشن ويتمير الذين كانوا جميعهم منافسين محتملين لها.
وأعلنت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، الشخصية البارزة في الحزب الديموقراطي، دعمها ترشيح هاريس.
كما أيّد الرئيس السابق بيل كلينتون ومجموعة من المشرعين ترشيح هاريس، لكن الرئيس الأسبق باراك أوباما أحجم عن ذلك حتى الآن.
وعلى صعيد التمويل، ضخّ صغار المتبرّعين مبلغًا قياسيًا بأكثر من 81 مليون دولار في حملة هاريس خلال 24 ساعة بعد تنحي بايدن.
ويُعد هذا أكبر جمع للتبرّعات من جانب مرشّح خلال فترة مماثلة في التاريخ الأميركي، ويُضاف إلى مبلغ 240 مليون دولار الذي جمعه حتى الآن فريقا حملة بايدن وهاريس.
كما أعلن عدد من كبار المتبرّعين الديمقراطيين دعمهم لنائبة الرئيس، بما في ذلك ريد هوفمان، المؤسس المشارك لموقع "لينكد إن"، الذي قال على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "يدعم كامالا هاريس بكل إخلاص".
من جهته، دعا رئيس مؤسسة المجتمع المفتوح "أوبن سوسايتي" أليكس سوروس، نجل الملياردير جورج سوروس، الناخبين إلى "الاتحاد خلف كامالا هاريس وهزيمة دونالد ترمب".
وأكد مؤسس بنك الاستثمار "إيفركور" روجر ألتمان عبر قناة "سي إن بي سي"، أنه سيدعم أيضًا هاريس، مضيفًا أنّه يتوقّع أن تكون حملتها "ممولة بشكل جيد جدًا".
ولا يزال يتعيّن على هاريس الفوز بدعم بعض الشخصيات الرئيسية، إذا أرادت حسم الترشيح في الوقت المناسب للمؤتمر الوطني الديموقراطي الذي يبدأ في 19 أغسطس/ آب المقبل، رغم أنّ الحسم قد يأتي في وقت أبكر مع بدء الاقتراع عن بعد في الأول من أغسطس المقبل.
ولا تزال التحديات التي تُواجه هاريس شاقة، مع أقل من أربعة أشهر حتى يوم الانتخابات.
وعانت نائبة الرئيس منذ فترة طويلة معدلات تأييد ضعيفة، وهي متقاربة إلى حد كبير مع ترمب في استطلاعات الرأي التي وضعتهما في مواجهة مباشرة.