مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا ودخوله الشهر الثاني، التقى الرئيس الأميركي جو بايدن السبت في وارسو وزيرين أوكرانيين ولاجئين فروا من الهجوم الروسي على بلادهم، غداة إعلان الجيش الروسي تركيز هجومه على منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
وفي تصريح يعكس تصعيدًا جديدًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وصف بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالـ"جزّار" خلال لقائه لاجئين أوكرانيين في وارسو السبت.
وردًا على سؤال حول رأيه "بفلاديمير بوتين نظرًا لما يفعله بهؤلاء الناس"، قال بايدن "إنه جزّار".
وأشار بايدن إلى أنّه "غير متأكد" من أن روسيا غيرت إستراتيجيتها من هجومها على روسيا، وذلك بعد أن قالت موسكو إنها تركز على "التحرير" الكامل لإقليم دونباس الانفصالي بشرق أوكرانيا.
وردًا على سؤال أحد الصحافيين عما إذا كانت روسيا غيرت إستراتيجيتها، قال بايدن: "لست متأكّدًا أنهم فعلوا ذلك".
Biden calls Putin a “butcher.” This could be what Moscow uses to break off all diplomatic relations. (They previously threatened it when Biden called Putin a “thug” and “murderous dictator.”) pic.twitter.com/6uW3agbclU
— Kevin Rothrock (@KevinRothrock) March 26, 2022
وليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الرئيس الأميركي كلمات قاسية بحق بوتين الذي يعتبر المسؤول الرئيس عن الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي خلف آلاف القتلى. ووصف بايدن مؤخرًا بوتين مرتين بأنه "مجرم حرب".
وعانق بايدن فتاتين لاجئتين وقد بدا متأثرًا عند لقائه باللاجئين - وبينهم شخصان قالا إنهما من ماريوبول، الميناء الذي دمره القصف الروسي في جنوب شرق أوكرانيا.
وبعد زيارة مركز استقبال أقيم في الملعب، وصف الأطفال الصغار الذين التقاهم بأنهم "رائعون" وقال إنهم طلبوا منه الدعاء "لوالدهم وجدهم وشقيقهم".
وأشار إلى أنه "يعرف جيدًا ما يعنيه وجود شخص عزيز في منطقة حرب"، في إشارة إلى نجله بو بايدن الذي قاتل في العراق وتوفي عام 2015 بمرض السرطان.
I visited Ukrainian refugees who have fled to Poland this afternoon. You don’t need to speak the same language to feel the roller-coaster of emotions in their eyes. I want to thank my friend Chef José Andrés, his team, and the people of Warsaw for opening your hearts to help. pic.twitter.com/VU3Oe0EXAL
— President Biden (@POTUS) March 26, 2022
"دعم مستمرّ"
في غضون ذلك، أجرى بايدن محادثات مع وزيري الخارجية والدفاع الأوكرانيين دميترو كوليبا وأوليسكي ريزنيكوف، في فندق ماريوت وسط العاصمة البولندية وارسو، التي كانت قبلة الأوكرانيين الفارين من لظى الحرب.
وحضر اللقاء إلى جانب الرئيس بايدن، الذي يعد الأول من نوعه مع مسؤولين أوكرانيين كبار منذ بدء الهجوم الروسي فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن الوزراء الأربعة "تحدثوا بشأن نتائج القمة الاستثنائية لحلف شمال الأطلسي في 24 مارس/ آذار في بروكسل والتزام الولايات المتحدة الراسخ تجاه سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
وبحسب البيان، فإن بلينكن وأوستن "وعدا بتقديم دعم مستمرّ للاستجابة للحاجات الانسانية والأمنية والاقتصادية لأوكرانيا فيما دخل الغزو الواسع النطاق للرئيس بوتين شهره الثاني".
وسبق أن التقى وزير الخارجية الأوكراني في واشنطن في 22 فبراير/ شباط الماضي، أي قبل يومين من بداية الهجوم، والتقى بعدها كوليبا في بولندا عند الحدود الأوكرانية في 5 مارس/ آذار الجاري.
ووصل بايدن إلى بولندا أمس الجمعة، بعد سلسلة من الاجتماعات الدولية في بروكسل.
"الواجب المقدس"
وخلال لقاء بايدن مع نظيره البولندي أندري دودا، اليوم السبت، قال إن الولايات المتحدة تعتبر البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي الخاصة بالدفاع المشترك "واجبًا مقدسًا".
والبند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي، يشير إلى أن الهجوم على أي عضو في الحلف هو هجوم على كل الأعضاء في الحلف، ويضم حاليا "الناتو" 29 دولة.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".
وشدّد بايدن لدودا بالقول: "يمكنكم الاعتماد على ذلك.. من أجل حريّتكم وحريّتنا"، فيما قال الرئيس البولندي إن مواطنيه يشعرون "بتهديد كبير" من جراء ما يجري لدى الجارة أوكرانيا.
واستعاد بايدن في تصريحه عن الحرية مقولة كانت سائدة إبان الانتفاضة البولندية على الاحتلال الروسي، تستخدم في سياق إظهار أن التمرد على الإمبراطورية الروسية يرمي إلى تحرير الشعبين البولندي والروسي من طغيان القياصرة.
ولفت بايدن إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان "يعوّل على انقسام حلف شمال الأطلسي"، مشدّدًا على أن هذا الانقسام لم يقع.
من جهته، أكد الرئيس البولندي أن العلاقات البولندية-الأميركية "مزدهرة" و"تعزّزت بشكل كبير" بزيارة الرئيس الأميركي، وأكد أن بلاده حليفة "حقيقية" للولايات المتحدة.
وتطرّق دودا إلى تعاون مستقبلي مع شركات أميركية في مشاريع لبناء محطات نووية في بولندا، معربًا عن أمله بمشاركة شركات طيران بولندية في بناء مروحيات أميركية من طراز "بلاك هوك".
Today, I met with Polish President Andrzej Duda in Warsaw. I thanked him and the people of Poland for opening their homes and hearts to their neighbors in need. And we discussed our shared commitment to support the people and government of Ukraine. pic.twitter.com/bxKnkAGi6J
— President Biden (@POTUS) March 26, 2022
رسائل بايدن
وفي السياق قال مراسل "العربي" من الحدود البولندية الأوكرانية، إن الرئيس بايدن زار القاعدة الأميركية في بولندا للتأكيد أن وجود جنود بلاده البالغ عددهم بنحو عشرة آلاف هو بهدف حماية الحلفاء.
وأشار المراسل، إلى أن زيارة بايدن كانت بهدف بعث رسائل لروسيا بأن الدعم مستمر للحلفاء وإلى بولندا بشكل خاص.
ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإن 3 ملايين و725 ألفًا و806 أوكرانيين لجأوا إلى بلدان مجاورة، منهم مليونين و206 آلاف و119 أوكرانيًا إلى بولندا وحدها، و572 ألفًا و754 إلى رومانيا، و376 ألفا و748 إلى مولدوفا، فيما عبر 113 ألفًا إلى روسيا في الفترة بين 21 و23 فبراير/ شباط الماضي، من خلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.
وقتل 1081 مدنيًا على الأقل وإصابة 1707 آخرين في أوكرانيا، جراء الهجمات الروسية عليها، وفق الأمم المتحدة.
دبلوماسيًا، اعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن المفاوضات مع روسيا "بالغة الصعوبة"، نافيًا التوصل إلى "تفاهم" مع موسكو في هذه المرحلة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد أمس الجمعة، أن ثمة توافقًا بين موسكو وكييف على أربع نقاط في المفاوضات من أصل ست.