أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الخميس على التزامها وتمسكها بموقفها بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق في منشور عبر تلغرام: "وفدنا غادر القاهرة قبل قليل متجهًا للدوحة ونؤكد التزامنا وتمسكنا بموقفنا بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء".
وأضاف: "إقدام (إسرائيل) على اجتياح رفح واحتلال المعبر، يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة".
وكانت حركة حماس قد أعلنت مساء الإثنين أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ قطر ومصر موافقة الحركة على مقترح البلدين الوسيطين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ادعى أن موقف "حماس" يهدف إلى "نسف دخول قواتنا إلى رفح"، و"بعيد كل البعد عن متطلبات إسرائيل الضرورية"، وفق قوله.
اشتباكات على محور نتساريم
وتواصل إسرائيل حربها على غزة، حيث أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يشنّ عملية عسكرية للمرة الثالثة في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة منذ بدء الحرب.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن تصديها للقوات الإسرائيلية المتوغلة في حي الزيتون، إضافة إلى التصدي إلى الهجوم على مناطق شرق مدينة رفح جنوبي القطاع.
فقد أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم الخميس عن قصف تجمعات لقوات الاحتلال المتوغلة جنوب حي الزيتون بقذائف الهاون.
كما أفادت الكتائب في بيان بأنّ عناصرها "تمكنوا من تفجير عين نفق مفخخة في قوة هندسية صهيونية مكونة من 3 آليات وحفار وعدد من الجنود وإيقاعهم بين قتيل وجريح شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة"، بحسب البيان.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن الثلاثاء "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر، وهو المنفذ البري الوحيد الذي يخرج منه جرحى ومرضى فلسطينيون لتلقي العلاج خارج القطاع.
المقاومة تواجه الاحتلال في كل مكان
وفي هذا السياق، يعتبر نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية السابق الفريق قاصد محمود أن ما يحصل في شمال قطاع غزة يرتبط تمامًا بترتيب وتأمين محور نتساريم الذي أرادت إسرائيل أن يكون حاجزًا جغرافيًا وأمنيًا وعسكريًا بين شمال القطاع وجنوبه.
ويؤكد محمود في حديث إلى "العربي" من عمّان أن المقاومة بدأت منذ اليوم الأول باستهداف القوات الإسرائيلية في محور نتساريم ونجحت في مواجهة كافة التوغلات على هذا المحور، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو صورة حقيقية للمواجهة التي ستدوم في غزة إذا ما أصرّت إسرائيل على البقاء في هذا المحور.
كما يرى أن المقاومة تصرّ على أن تُبقي إسرائيل في نزف دائم وبالتالي دفعها للتفكير مجددًا في البقاء في هذا المحور.
ويضيف محمود: "المقاومة بقيت في حالة من القوة العسكرية المناسبة والتي تمكنها من مقارعة الاحتلال ومهاجمته وإيقاع الخسائر في صفوف جنوده ودفعه لإعادة حساباته".
ويرى أن المقاومة أثبتت أن سردية إسرائيل التي تقول بأنه تم القضاء على المقاومة غير صحيحة، مشيرًا إلى أن المقاومة تواجه الاحتلال أينما وُجد.
كذلك يوضح محمود أن إسرائيل كانت تتحضر لاجتياح رفح منذ أشهر وحركت فرقتين من الجيش لهذه العملية، لكنه يرجح أن إيقافها يعود لعدم التوافق بين إسرائيل وواشنطن والذي يطفو للسطح لأول مرة بهذه القوة.