الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

يؤدي إلى أمراض مزمنة.. الخمول يهدد حياة الأطفال والمراهقين

يؤدي إلى أمراض مزمنة.. الخمول يهدد حياة الأطفال والمراهقين

شارك القصة

فقرة من برنامج "صباح جديد" تسلط الضوء على خمول الأطفال وارتباطه بالأمراض المزمنة (الصورة: وسائل التواصل)
أظهرت دراسة أن نسبة كبيرة من الأطفال والمراهقين الذين لا يمارسون النشاط البدني معرضون للإصابة في سن مبكرة بالأمراض المزمنة ذات الصلة بقلة الحركة.

توصلت دراسة أعدها "التحالف العالمي للأطفال الأصحاء والنشيطين" ومقره كندا، إلى أن الأطفال والمراهقين في العالم يعانون من أزمة خمول بدني.

وتعد الدراسة الأولى التي تقدم تقييمًا شاملًا للنشاط البدني عند الأطفال والمراهقين، حيث تظهر أنّ نسبة كبيرة من الأطفال والمراهقين الذين لا يمارسون النشاط البدني بالمستوى المطلوب الموصى به معرضون في تزايد للإصابة في سن مبكرة بالأمراض المزمنة ذات الصلة بقلة الحركة.

واللافت هو أن الخمول البدني رابع سبب رئيس للوفاة في جميع أنحاء العالم، كما أنه مرتبط بالمرض المزمن والإعاقة.

وتشير تقديرات بعض الأبحاث الحديثة إلى أن العالم قد يشهد ما يقرب من نصف مليار حالة جديدة من الأمراض المزمنة الرئيسية بحلول عام 2030 إذا استمرت معدلات الخمول البدني في العالم على ما هي عليه الآن.

يعد الخمول البدني رابع سبب رئيس للوفاة في جميع أنحاء العالم
يعد الخمول البدني رابع سبب رئيس للوفاة في جميع أنحاء العالم - وسائل التواصل

وأوضحت الدراسة أن الحركة وممارسة التمارين الرياضية تعزز قوة الدماغ، وتزيد من تدفق الدم إليه، وذلك يسهم في تحسين نتائج الأطفال في المدارس وفي تعزيز التركيز واليقظة وتقوية المهارات والاستعداد لحل المشكلات.

أما قلة الحركة فتزيد مخاطر الإصابة بالأمراض، إذ إن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري، ومخاطر هشاشة العظام وضمور العضلات عندما يكبرون.

"أكبر المشاكل الصحية في العالم"

وفي هذا الإطار، يوضح الخبير التربوي واستشاري طب المراهقين رشاد لاشين، أن منظمة الصحة العالمية اعتبرت أزمة الخمول من أكبر المشاكل الصحية في العالم حاليًا، مشيرًا إلى أنها أزمة كبيرة جدًا يترتب عليها أمراض خطيرة مثل أمراض القلب وداء السكري، وهشاشة العظام والذبحة الصدرية، والإصابة بالشيخوخة المبكرة.

ويضيف في حديث لـ"العربي" أن الخمول يؤدي إلى شيخوخة مبكرة، مشيرًا إلى أن نسبة الخمول البدني لدى الشباب والمراهقين ما قبل جائحة كوفيد-19 كانت 81%، بحيث زادت هذه النسبة مع كورونا نتيجة الإغلاقات وقلة الحركة والنشاط.

ويتابع لاشين أن الأزمات الصحية الأخرى كالعدوى يمكن السيطرة عليها بالتطعيم والمضادات الحيوية، لكن الخمول كأزمة صحية يتعلق بسلوك الشخص نفسه.

ويشرح أن الرياضة هي عمود أساسي من أعمدة الصحة، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية لديها خطة عالمية للتشجيع على النشاط البدني، مشددًا على وجوب أن تضع كل دولة خطة لزيادة الأندية الرياضية، ومراكز الشباب والملاعب، والمساحات الخضراء.

وكما يشدد على وجوب أن تشرح المناهج التعليمية في المدارس أن الرياضة عمود أساسي من أعمدة الصحة، كما يجب على الأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم على صعيد الرياضة.

ويرجع لاشين سبب الخمول البدني إلى الشاشات الإلكترونية، موضحًا أن تغول الأجهزة هو الذي أدى إلى أزمة الخمول البدني العالمية، معتبرًا ذلك خطرًا وتحديًا كبيرًا.

"الرياضة غذاء روحي"

من جهته، يشرح المتخصص في التثقيف الصحي أحمد الإدلبي، أن الرياضة هي عبارة عن غذاء ضروري جدًا كالطعام، وهي غذاء روحي وحيوي بالنسبة لحياة الإنسان.

وفي حديث لـ"العربي" يضيف الإدلبي أن النشاط البدني عبارة عن تربية إيجابية تضيف إلى النفس صحة وقوة ومناعة، وتقوي كل شيء في الجسم، مشددًا على وجوب أن يكون لدى الأطفال نظام رياضي يومي، بشرط أن يكون مدروسًا ومراقبًا من قبل الأهل والمدارس.

ويردف أنه يجب إعادة النظر بالمعتقدات الخاطئة تجاه الرياضة، وإعادة ترتيب أولويات الصحة بشكل عام، لأن الأطفال في مرحلة النمو يحتاجون إلى طاقة وإلى إيجابيات من خلال النشاط البدني.

ويوضح الإدلبي أن النشاط البدني عبارة عن انتعاش للشخص، يوقظ فيه كل شيء من مشاعر وأحاسيس، وقوة دماغية وعقلية، ومن تحمل وصحة نفسية وعقلية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close