رغم القصف اليومي المتواصل على مدينتهم من قبل القوات الروسية من الجو والمدافع، إلا أن بعض سكان العاصمة الأوكرانية كييف رفضوا المغادرة وقرروا متابعة حياتهم في منازلهم متحدين الخطر المحدق بهم.
وفي هذا السياق، تتحدث إحدى سكان كييف لـ"العربي" عن "روتينها اليومي" منذ انطلاق الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط الفائت، مؤكّدة أنها تسمع صافرات الإنذار 10 مرات على الأقل كل يوم.
وتقول: "في كل مرة أقول في نفسي اليوم سيقصف منزلنا.. وبعد ثلاثة أسابيع بدأ الأمر يصبح طبيعيًا بعض الشيء ثم تأتي أصوات الانفجارات لتوقف هذا الاعتياد".
ولا تنكر الشابة خوفها المستمر بسبب صعوبة الوضع الذي يزداد تأزمًا، لكنها تشدّد على أنها تحاول الصمود كون الوضع في العاصمة لا يزال أفضل من بعض المدن الأخرى التي سواها القصف بالأرض ودمّرت كليًا.
في الوقت عينه قررت الشابة استخدام الأعمال الفنية من أجل دعم المحتاجين والجمعيات التي تنشط في منطقتها وذلك من خلال عرض لوحاتها التي ترسمها للبيع بينما تذهب كل العائدات المالية لمن هم بحاجة إليها.
وأسست مع عدد من الفنانين المحليين تجمعًا لمصممي الغرافيكس حيث يقومون معًا بتنفيذ المهام التي يمكن أن تساعد من يحتاج المساعدة وتقديم كل ما من شأنه أن يدعم المقاومة.
خطوة غريبة وفريدة
من جهته، قرر شريكها ابن العاصمة الأوكرانية الذي رفض المغادرة أيضًا، القيام بخطوة غريبة وفريدة في آن معًا رغم القلق والتوتر، وذلك عبر عرض شقّته للإيجار عبر موقع "إر بي أن بي".
فرغم الحرب بدأت تتدفق عليه طلبات الحجز من قبل عدد كبير من الناس بهدف المساعدة وتقديم الدعم المادي والتبرع للجمعيات الخيرية.
ويقول المواطن الأوكراني لـ"العربي": "لدينا اليوم 71 طلبًا للحجز أي ما يغطي 250 ليلة على الأقل"، فيما تعبّر الشابة عن حماستها بالقول: "لا يمكننا الانتظار أكثر لاستقبال كل هؤلاء الضيوف".
فبفضل شبكة الإنترنت، تمكن الثنائي الأوكراني من بناء حلقة دعم وصداقات بمختلف القارات رغم الحصار العسكري المفروض على كييف.
وقد بنيا علاقات شخصية مع الزبائن المفترضين، وأصبحوا يرسلان لهم صورًا عن حياتهما في الحرب بينما يرسلون هم صورًا لعائلاتهم وحيواناتهم الأليفة.