يقول المرشح الجمهوري لرئاسيات أميركا 2024 دونالد ترمب مخاطبًا أنصاره إن "هذه الانتخابات هي خيار بين أن نعيش أربع سنوات إضافية من انعدام الكفاءة والغباء والفشل والكارثة.. أو أن نبدأ أعظم أربع سنوات في تاريخ بلادنا".
ترمب الذي سيخوض غمار السباق الرئاسي الثلاثاء القادم ضد كامالا هاريس، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، يوصف بأنه رجل الفضائح الكبرى وناطحات السحاب، والذي حملته الشاشة إلى البيت الأبيض ليصبح أحد أكثر رؤساء أميركا إثارة للجدل.
ويسعى ترمب إلى العودة إلى البيت الأبيض بعد غياب أربع سنوات، على الرغم من أنه أول رئيس أميركي صوّت الكونغرس لعزله مرتين، وكذلك أول رئيس في تاريخ أميركا يتهم ويدان في قضية جنائية، بحسب "سي إن إن".
سيرة دونالد ترمب
وُلد دونالد ترمب عام 1946 لعائلة ثرية في نيويورك، حيث كان والده فريدريك رجل أعمال ومقاولات ناجحًا بدأ جمع ثروته في ثلاثينيات القرن العشرين.
خلال مقابلة تلفزيونية لترمب عام 1980، قال: "أعتقد أنني ربيت بطريقة عادية جدًا.. كان لنا منزل وإخوة وأخوات ووالدان رائعان".
وتلقى ترمب تعليمه في الأكاديمية العسكرية في نيويورك وجامعة فرودهام 1959 - 1966، وحصل على إجازة في الاقتصاد من كلية وارتون للتمويل والتجارة بجامعة بنسلفانيا، ثم تسلم عام 1971 إدارة شركة مقاولات أبيه وسماها "منظمة ترمب" باسم العائلة، وطورها حتى أصبحت من أشهر الشركات الأميركية باستثمارات في شتى أنواع العقارات.
عام 1983، افتتح ترمب "برج ترمب" الشهير في قلب منهاتن بنيويورك، وهي المدينة التي يدين لها الرئيس الأميركي السابق بنجاحه وصعوده وشهرته.
في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم، ركز ترمب على توسيع نشاطه التجاري إذ استثمر في الفنادق والمنتجعات والكازينوهات وأصناف الترفيه والمباني السكنية وملاعب الغولف.
ورغم عدم انخراطه في السياسة حينها، إلا أن أثرها سيظهر لاحقًا خلال فترة حكمه.
في عام 1987 نشر ترمب كتابه الأول والأشهر "فن الصفقة"، الذي شارك في تأليفه الصحافي توني شوارتز حيث لاقى هذا الكتاب الذي لخص فيه نظرته للمال والأعمال نجاحًا واسعًا.
ويقول ترمب عن الكتاب:"لو قرأته بعد ألف سنة لن يتغير سيكون فن الصفقة الأمر ذاته لن يتغير".
لقد بلغت شهرة ترمب أوجها في عام 2004 بإطلاقه برنامج تلفزيون الواقع "ذا أبرينتس"، حيث قدّم بنفسه مواسمه الأربعة عشر الأولى، كما ظهر في برامج ترفيهية وإعلانات تلفزيونية.
في عام 2005، تزوج ميلانيا كناوس ذات الأصول السلوفينية ولها ابن باسم بارون وله أيضًا ولدان هما دونالد جونيور وإيريك وابنتان هما إيفانكا وتيفاني من زيجات سابقة.
ترمب وطموح الرئاسة
كان أول ظهور سياسي لترمب وبشكل علني عام 2011 عندما ألقى خطابًا مفاجئًا خلال انعقاد مؤتمر العمل السياسي المحافظ في واشنطن، قال فيه: "إن أميركا باتت أضحوكة للعالم ومفتقرة إلى القيادة"، كما لمح آنذاك إلى احتمال ترشحه للرئاسة عام 2012.
وشارك ترمب في مؤتمرات يمينية عدة، لكنه انسحب من الترشح للرئاسة وواصل تقديم برنامج "ذا أبرينتس".
ومع ذلك، قال ترمب في منتصف مايو/ أيار 2011 وقتها: إن الترشح إلى منصب عام لا يمكن أن يحدث بصورة غير جادة، وأضاف: "في النهاية مجال الأعمال هو شغفي الأكبر ولست مستعدًا بعد لمغادرة القطاع الخاص".
وخلال فترة حكم أوباما الثانية بدأ ترمب السياسي يطغى على ترمب رجل الأعمال، وبدت مواقفه السياسية أكثر وضوحًا وحدة.
كما اشتهر ترمب بخطاب عنصري ومعاد للمهاجرين وخاصة القادمين من المكسيك، الذين وصفهم بالمجرمين في إعلان ترشحه لرئاسيات 2016، ودعا إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وخلال الانتخابات التمهيدية، فاز ترمب بترشيح الحزب الجمهوري عام 2016 معتمدًا على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر للترويج لشعاراته. وقد كانت أشهر وعوده الانتخابية بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.
ورغم خسارة ترمب التصويت العام أمام هيلاري كلينتون بنحو ثلاثة ملايين صوت، إلا أنه فاز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي.
سياسات محافظة
عندما دخل ترمب البيت الأبيض بدأ بتنفيذ سياساته المحافظة. وقد كان أشهر توقيع له هو توقيعه على مشروع إصلاح ضريبي عد الأكبر منذ ثلاثة عقود.
كما غيّر توازن المحكمة العليا الأميركية عبر تعيين قضاة محافظين، وزاد كذلك من الإنفاق العسكري وشدد سياسات الهجرة وعبور الحدود.
وبعد أربعة أسابيع من انتخابه فرض حظرًا على دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة.
في السياسة الخارجية، سحب ترمب الولايات المتحدة من اتفاق باريس التاريخي للمناخ عام 2017.
وكذلك سحب ترمب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، وأعلن اعتراف أميركا رسميًا بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017.
كذلك كسر ترمب بعض الجليد في العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، والتقى بزعيمها كيم جونغ أون.
الحدث الأبرز في فترة حكم ترمب
الحدث الأبرز في فترة حكم ترمب هو إعلان إدارته ما عدته أحد أهم إنجازاتها بتوقيع إسرائيل ودول عربية اتفاقيات أبراهام التطبيعية في منتصف سبتمبر/ أيلول 2020.
وانتهت ولاية ترمب بخسارته انتخابات 2020 ضد جو بايدن، وهي الخسارة التي لم يقبلها وطعن فيها قبل أن يتطور طعنه إلى هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول.
وبعد خروج ترمب من البيت الأبيض لاحقته أربع قضايا قانونية، حيث حوكم في إحداها وينتظر المحاكمة في أخرى، بينما أسقطت واحدة وجمّدت أخرى.
ففي قضية دفعه أموالًا لشراء صمت الممثلة ستورمي دانيلز وتزويره سجلات تجارية، حوكم ترمب وأدين في أربع وثلاثين تهمة ليصبح أول رئيس في تاريخ أميركا يدان في قضية جنائية.
ولكن أيًا من تلك القضايا لم تمنعه من ترشحه لولاية ثانية لخوض غمار السباق الثلاثاء القادم ضد كامالا هاريس.