كشفت دراسة قام بها علماء من معهد هاري بيركنز للأبحاث الطبية في غرب أستراليا، عام 2020، أن أحد المركبات في سم النحل يمكن أن يدمر خلايا سرطان الثدي، وهو ما يمكن أن يشكّل ثورة علاجية محتملة في هذا المجال.
واختبر العلماء سم النحل لأكثر من 300 نحلة، حيث وجدوا أنه يحفز موت الخلايا السرطانية في علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي وخلايا سرطان الثدي، التي بها نسبة عالية من بروتين (HER2).
والمركّب الذي يسمى "ميليتين"، يمكن أن يدمر خلايا سرطان الثدي في غضون ساعة، دون التسبب في ضرر للخلايا الأخرى. وأشار العلماء إلى أنه عند استخدامه مع أدوية العلاج الكيميائي، ساعد في تكوين مسام في جدار الخلايا السرطانية، مما سمح لهذه المركبات الكيميائية باختراق الخلايا بشكل أفضل وتعزيز موتها.
مفتاح لتطوير العلاجات
واعتبر الأستاذ والباحث في علوم الأحياء، نادر حسين، أن هذه الدراسة قدمت مثالًا رائعًا عن إمكانية استخدام مركبات طبيعية متوافرة في علاج العديد من الأمراض، وهي تشكل مفتاحًا لتطوير علاجات جديدة وفعالة لمرض السرطان.
وقال حسين في حديث إلى "العربي" من ليون، إن سم النحل استُخدم منذ سنوات طويلة في علاج أمراض كثيرة مثل الروماتيزم والمفاصل والأعصاب. ولفت إلى أن هذه الدراسة ساهمت في فهم أوضح لكيفية عمل سم النحل في القضاء على الخلايا السرطانية.
وأوضح أن الميليتين هو المكون الأساسي لسم النحل ويشكل أكثر من 50% من الجزء الجاف له، كما أنه بروتين يستطيع الالتحام بغشاء الخلية السرطانية.
كما بينت هذه الدراسة أن الميليتين يمكنه تحييد المسارات الأساسية التي تستعملها الخلية السرطانية لكي تنمو وتتكاثر.
وأكد حسين أن الميليتين قد أثبت فعاليته مخبريًا على أمراض سرطانية أخرى مثل سرطان الجلد والبنكرياس وعنق الرحم.