السبت 6 يوليو / يوليو 2024

يشبه "المرآة".. علماء يرصدون كوكبًا خارجيًا يُعد الأكثر لمعانًا على الإطلاق

يشبه "المرآة".. علماء يرصدون كوكبًا خارجيًا يُعد الأكثر لمعانًا على الإطلاق

Changed

صورة توضيحية عن الكوكب الأكثر لمعانًا – وكالة الفضاء الأوروبية
صورة توضيحية عن الكوكب الأكثر لمعانًا – وكالة الفضاء الأوروبية
يتميّز كوكب LTT9779b، بحرارته الحارقة حيث تمطر السحب المعدنية قطرات من التيتانيوم، وهو أكثر الكواكب لمعانًا على الإطلاق خارج نظامنا الشمسي.

نشر العلماء نتائج غريبة جدًا عن أكثر الكواكب المكتشفة لمعانًا على الإطلاق خارج المجموعة الشمسية، ويقع على مسافة أكثر من 260 سنة ضوئية من الأرض.

وبحسب دراسة جديدة مبنية على ملاحظات جديدة من تلسكوب "كيوبس" الفضائي الأوروبي، ونُشرت اليوم الإثنين في مجلة "أسترونومي أند أستروفيزيكس"، يكشف هذا الكوكب الخارجي عن عالم حارق تمطر فيه سحب معدنية قطرات من التيتانيوم.

ووفق النتائج التي كشفت عنها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، يعكس الكوكب 80% من ضوء نجمه المضيف، وهو أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يضاهي بسطوعه كوكب الزهرة، وهو ألمع جسم في سماء كوكبنا الليلية، باستثناء القمر.

سحب معدنية

أما هذا الكوكب الخارجي، فاكتشف لأول مرة عام 2020 من قبل وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وهو بحجم نبتون. لكن الاكتشافات الأخيرة تمت في دراسة متابعة أجراها التلسكوب التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، لحلّ لغز لمعانه العالي.

فالكوكب الذي يحمل اسم LTT9779b، يدور حول نجمه في 19 ساعة فقط، وبسبب هذا القرب، تصل حرارة وجهه المضيء إلى 2000 درجة، وهي درجة حرارة تُعتبر مرتفعة جدًا بما لا يتيح تشكّل الغيوم. ومع ذلك، فإن انعكاس LTT9779b يشير إلى وجود سحب.

وتمتلك معظم الكواكب والأقمار إشعاعًا منخفضًا لأنها تمتص الضوء بدلاً من عكسه، إلا أن بعض الاستثناءات تشمل المشتري والزهرة.

وفي هذا الصدد، يوضح فيفيين بارمينتييه الباحث المشارك في الدراسة أن "الباحثين نظروا في تكوين هذه السحب بالطريقة عينها التي يحدث بها التكثيف في الحمّام بعد الاستحمام بالماء الساخن"، واصفًا الأمر بـ"اللغز الحقيقي".

فكما في حالة تأثير الماء الساخن جدًا في الحمّام، أدى التيار المحترق من المعدن والسيليكات (المادة التي يُصنع منها الزجاج) إلى تشبع زائد في الغلاف الجوي لكوكب LTT9779b، حتى تشكلت سحب معدنية.

صورة توضيحية عن عمل السحب المعدنية كمرآة – وكالة الفضاء الأوروبية
صورة توضيحية عن عمل السحب المعدنية كمرآة – وكالة الفضاء الأوروبية

"صحراء نبتون الساخنة"

وفضلًا عن سحبه المعدنية، يخبّئ الكوكب الذي يبلغ حجمه حوالي خمسة أضعاف حجم الأرض، مفاجئات وغرائب أخرى.

فالكواكب الخارجية الوحيدة المكتشفة حتى يومنا والتي تدور حول نجمها بسرعة كبيرة وبأقل من 24 ساعة، عادةً ما كانت إما عمالقة غازية أكبر بعشر مرات من الأرض، أو كواكب صخرية بحجم يوازي نصف حجم الأرض.

كما أن كوكب LTT9779b الكبير، يقع في منطقة يسميها علماء الفلك بـ"صحراء نبتون الساخنة"، حيث استبعد العلماء وجود كواكب بهذا الحجم. ويعلّق بارمينتييه على ذلك قائلًا: "إنه كوكب من المفترض أن يكون غير موجود".

درع الغلاف الجوّي

ولم تنته مفاجآت الكوكب الغريب بعد، إذ في الحالات الأخرى من الطبيعي أن يتطاير الغلاف الجوي للكوكب بفعل نجمه القريب جدًا منه، "تاركًا وراءه صخورًا مجرّدة"، وفق الدراسة.

إلا أن هذا لم يحدث مع LTT9779b، ويفسّر كبير العلماء في مشروع "كيوبس" ماكسيميليان غوينتر، سبب ذلك، بأن "السحب المعدنية تعمل كمرآة"، إذ تعكس الضوء وتمنع الغلاف الجوي من التطاير.

ويردف غوينتر في حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية أن السحب تعمل "بمثابة درع.. كالدروع التي تحمي مركبات الفضاء في الحلقات القديمة من سلسلة ستار تريك".

كما أكّد الباحث على أن ذلك يمثل "خطوة مهمة"، فهو يساعد العلماء على فهم كيف يمكن لكوكب بحجم نبتون أن يعيش في بيئة مماثلة.

متابعة الدراسات

وأرسل تلسكوب "كيوبس" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية عام 2019 لتوصيف الكواكب المكتشفة خارج نظامنا الشمسي. 

وقد قاس التلسكوب القدرة العاكسة لـ LTT9779b، من خلال مقارنة الضوء قبل اختفاء الكوكب خارج المجموعة الشمسية خلف نجمه وبعده.

ويأمل العلماء اليوم، في تحليل بيانات من برامج فضائية أخرى، مثل تلسكوبات "هابل" الفضائي و"جيمس ويب"، لتوفير صورة أكمل وأدق عن الكوكب الغريب.

المصادر:
ترجمات - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close