الإثنين 30 Sep / September 2024

يعود بعضها لملوك.. جواهر وأحجار كريمة "ضاعت" ولم يُعثَر عليها بعد

يعود بعضها لملوك.. جواهر وأحجار كريمة "ضاعت" ولم يُعثَر عليها بعد

شارك القصة

هناك الكثير من الجواهر والأحجار الكريمة التي ضاعت بالفعل مع مرور الوقت، وعلى مرّ التاريخ
هناك الكثير من الجواهر والأحجار الكريمة التي ضاعت بالفعل مع مرور الوقت، وعلى مرّ التاريخ - غيتي
على مرّ العصور تعرّضت أغلى الجواهر والأحجار الكريمة للسرقة والنهب، من بينها ألماس وأحجار كريمة، إذ ضاعت وأصبحت مصنّفة "مفقودة"، من دون أن يعثر عليها.

قد تكون جوهرة "قلب المحيط" (Heart of the Ocean)، التي ضاعت في الفيلم الشهير "تيتانيك" (Titanic)، أول ما يخطر على البال عند الحديث عن الجواهر والأحجار الكريمة المفقودة حول العالم.

لكن، إذا كان صحيحًا أنّ جوهرة "قلب المحيط" خياليّة، وقد لا تكون مفقودة بالفعل، فإن هناك الكثير من الجواهر التي ضاعت بالفعل مع مرور الوقت، وعلى مرّ التاريخ.

وفي هذا السياق، رصد موقع "ليست فيرس" (listverse.com) عشرة أحجار كريمة ومجوهرات مفقودة لم يتم العثور عليها بعد. 

أحجار كريمة ومجوهرات مفقودة

من الماسة الزرقاء إلى ماسة المغول العظيم، مرورًا بجواهر التاج الإيرلندي، وماسة مارلبورو، تتعدّد أنواع المجوهرات التي فُقِدت في العالم، في فترات متفاوتة من التاريخ.

ولا تقف لائحة الأحجار الكريمة المفقودة عند هذا الحدّ، إذ تشمل جواهر أخرى، من بينها ماسة "أتوشا ستار"، وماسة "أكبر شاه"، وماسة فلورنسا، وجواهر تاج هاواي، وغيرها.

فما الذي نعرفه عن هذه المجوهرات المفقودة؟ وهل من أمل بالعثور عليها يومًا ما؟

الماسة الزرقاء (The Blue Diamond)

الماسة الزرقاء، هي ألماسة تزن 69 قيراطًا، عُثر عليها في الهند. وتعتبر إلى حد كبير أول ماسة زرقاء في العالم.

اشتراها ملك فرنسا لويس الرابع عشر عام 1668، وقطّعها إلى حوالي 69 قيراطًا. واستخدمها في تصميم وسام جميل يسمّى "وسام الصوف الذهبي".

عام 1791، أُلقي القبض على الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت أثناء محاولتهما الفرار من البلاد بسبب الثورة. وقرّر الثوار نهب القصر الملكي، وادعوا ملكيتهم لجواهر التاج الفرنسي، بما في ذلك الماسة الزرقاء الشهيرة. وكانت تلك المرة الأخيرة التي شُوهدت فيها.

وعلى عكس بعض الأحجار الكريمة الأخرى التي فقدت مع مرور الوقت، يبدو أن الماسة الزرقاء الفرنسية قد أعيد تشكيلها ببساطة.

وأجرى العلماء اختبارات على "ماسة الأمل" (Hope Diamond)، الموجودة حاليًا في معهد سميثسونيان، ويعتقدون أنها الماسة الزرقاء المفقودة منذ فترة طويلة، على الرغم من أنّ حجمها تقلّص إلى حوالي ثلثي حجمها الأصلي.

ماسة المغول العظيم (The Great Mogul Diamond)

سُمّيت بهذا الاسم كونها أكبر ماسة تم تعدينها على الإطلاق في الهند. بلغ وزنها 787 قيراطًا عندما تم التنقيب عنها عام 1650.

أرسلها الإمبراطور أورنجزيب إلى البندقية حيث وصلت إلى رجل يُدعى هورتينتيو بورجيس، الذي قطّعها بمقدار 500 قيراط تقريبًا. لكن الأمر لم يُعجب الإمبراطور، وفرض غرامة على الصائغ مقابل كل قرش يملكه.

وكانت تلك آخر مرة يُسمع فيها شيء عن الماسة، إذ يُعتقَد أنّها فُقِدت في دلهي عام 1739.

على الرغم من أن الماسة مفقودة رسميًا، إلا أن هناك من يعتقد أن ألماسة أورلوف (Orlov diamond)، هي نفسها ماسة المغول الأعظم. والسبب في ذلك، هو أن كلا الماستين "على شكل نصف بيضة". ولكن مع وجود القليل من الأدلة الأخرى، فقد لا نعرف الحقيقة أبدًا.

جواهر التاج الأيرلندي (The Irish Crown Jewels)

كانت جواهر التاج الأيرلندي ملكًا لوسام القديس باتريك، وهو نظام أرستقراطي في أيرلندا. وكانت جزءًا مهمًا من مراسم أداء اليمين للملوك، وكان يرتديها نائب الملك في أيرلندا.

اختفت جواهر التاج الأيرلندي قبل نهاية النظام بوقت طويل. في 6 يوليو/ تموز 1901، تم اكتشاف فقدان جواهر التاج، قبل أيام فقط من تحديد زيارة الملك إدوارد السابع إلى دبلن، حيث كان من المفترض استخدام جواهر التاج لأداء فارس جديد من وسام القديس باتريك القسم.

وعلى الرغم من عملية بحث واسعة النطاق في جميع أنحاء المدينة، لم يتم العثور على الجواهر مطلقًا.

ماسة مارلبورو (The Marlborough Diamond)

كانت ماسة مارلبورو من عيار 45 قيراطًا، ملكًا لمتجر مجوهرات راقٍ في لندن. تمّ عرض الماسة في النافذة الأمامية للمتجر. فكانت هدفًا للصوص.

في 11 سبتمبر/ أيلول 1980، ارتدى آرت راشيل وجيري سكاليس زيًا عربيًا، وقاما بعملية سطو على المتجر في وضح النهار. واستطاعا الفرار خارج البلاد، إلا أنّه عند عودتهما إلى بلادهما، تم اعتقالهما في مطار أوهير في شيكاغو، وقضيا أكثر من أربعين عامًا في السجن.

ورغم ذلك، لم يتم استرداد ماسة مارلبورو أبدًا. وتعتقد الشرطة أن أحدهما يعرف مكان وجودها.

ماسة "أتوشا ستار" (The Atocha Star)

ماسة "أتوشا ستار" هي عبارة عن زمرد كولومبي شهير، تمّ استخراجه خلال القرن السابع عشر. ويبلغ وزنها حوالي 25 قيراطًا، وأُرسلت من كولومبيا إلى إسبانيا على متن سفينة تُدعى "Nuestra Señora de Atocha" عام 1622.

لكن لم تصل السفينة مُطلقًا إلى وجهتها، حيث أغرقها إعصار قبالة سواحل فلوريدا، واختفى معها الزمرد والعديد من الصناديق المصنوعة من الذهب والفضة.

وعلى الرغم من هذه المأساة، لم يضع كل شيء إلى الأبد. فقد قاد رجل يُدعى ميل فيشر مجموعة غوص إلى موقع الحطام عام 1985، ووجد ستة أرطال من حمولة السفن يعود تاريخها إلى حوالي 400 عام. وكانت الزمردة أحد الكنوز الموجودة في الشحنة.

لكن فيشر قام بتقطيعها إلى حوالي 12 قيراطًا، وتثبيتها على تمثال ذهبي لنسر.

عام 2016، سُرق النسر الذهبي من مالكها في فانكوفر، أثناء عرضه في معرض "آرت فانكوفر ايكزبت" (Art Vancouver Exhibit). ولا يزال مكانه مجهولًا.

ماسة "أكبر شاه" (Akbar Shah)

"أكبر شاه" هو ألماسة على شكل كمثرى، تزن في الأصل حوالي 119 قيراطًا، وتمّ وضعها في عرش الطاووس للإمبراطور المغولي أكبر.

وبوصفها جزءًا من العرش، فإن الجوهرة لم تدم طويلًا في بلاط الإمبراطور المغولي، حيث تم نهب العرش ونقله إلى إيران، وظلّت مفقودة لحوالي مئة عام.

بعد ذلك وتحديدًا عام 1866، ظهرت ماسة "أكبر شاه" عند تاجر اسمه جورج بلوغ. وأطلق بلوغ على الحجر اسم "حجر الراعي" (The Shepherd Stone)، وأخذها إلى لندن حيث أعاد تشكيلها.

ثم باع الحجر إلى مالهار راو في الهند. واليوم، قدّم ورثة عائلة راو إقرارات ضريبية توضح أن الأحجار الكريمة ربما لا تزال موجودة لدى العائلة. ومع ذلك، لم يتمّ التحقّق من ذلك، ولا يزال هناك بعض الشك في أن الحجر قد تم بيعه. باختصار، لا يزال مكان وجود الحجر غير معروف.

ماسة فلورنسا (The Florentine Diamond)

كانت ماسة فلورنسا من الألماس الأصفر، الذي يزن حوالي 137 قيراطًا. ويُعتقد أنه يعود إلى تشارلز، دوق بورغوندي.

عندما سقط دوق بورغندي في معركة عام 1476، أخذ جندي الجوهرة وباعها نقدًا. وفي وقت لاحق، عادت الماسة مرة أخرى إلى توسكانا تحت رعاية عائلة دي ميديتشي، على الرغم من بيعها مجددًا عام 1657.

وبيعت الماسة عدة مرات قبل أن يشتريها ملك النمسا تشارلز الأول. خلال نفيه في الحرب العالمية الأولى، سُرقت الماسة. ويعتقد كثيرون أنّ الماسة أُرسلت إلى الولايات المتحدة، حيث جرى تقطيعها وبيعها لإخفاء هويتها.

وعلى الرغم من هذه الشائعات، لم يؤكد المؤرخون القصة بعد.

جواهر تاج هاواي (Hawaiian Crown Jewels)

على الرغم من أن هاواي هي حاليًا ولاية تابعة للولايات المتحدة، إلا أنها كانت ذات يوم دولة ذات سيادة مع عائلة ملكية تملك مجموعتها الخاصة من جواهر التاج. ويكتنف الغموض مصير هذه الجواهر.

ففي 3 أبريل/ نيسان 1893، أطيح بالملكة ليليوكالاني تاركة الدولة في حالة صدمة. وكانت المفاجأة عندما اكتشفت الحكومة الجديدة أن الصندوق الذي يحتوي على تاج الملك كالاكوا قد كُسر، وأنّ جواهر التاج قد نُزعت منه. واكتشف المسؤولون أنّ أكثر من 600 جوهرة قد سُرقت من خزانة هاواي.

تم اكتشاف بعض الجواهر في جيوب الحرس الملكي، بينما جرى توزيع الكثير منها في السوق السوداء، ولم يتم استردادها أبدًا.

جواهر تاج رومانوف (The Romanov Crown Jewels)

تشتهر الثورة البلشفية بالغموض المحيط بالأميرة أناستازيا والأمير أليكسي. واختفت جواهر تاج رومانوف خلال عملية قتل الملك.

وكان يُعتقد أن جواهر تاج رومانوف كانت معروفة جميعها، إلى أن ظهر كتاب عام 1922، وأشار إلى قطع غير معروفة سابقًا من المجموعة. وتم اكتشاف إحدى الجواهر في النهاية، لكن الثلاثة الأخرى ما زالت مفقودة.

وبينما لا يزال مكان وجود جواهر التاج المتبقية، يعتقد بعض الخبراء أن عملاء سوفيات سرقوا بعض الجواهر، بينما يعتقد آخرون أنها خُبّئت أثناء نفي العائلة المالكة في سيبيريا.

ألماسة النسر (The Eagle Diamond)

على عكس العديد من الأحجار الكريمة والمجوهرات التي تأتي من أوروبا أو أميركا الجنوبية أو الشرق الأقصى، تم اكتشاف الماس النسر بالفعل في مدينة إيغل بولاية ويسكونسن.

عُثر على الماسة التي تزن ما بين 15 و16 قيراطًا عام 1876، أثناء قيام العمال في المنطقة ببناء بئر. وأخذت امرأة تدعى كلاريسا وودز ألماسة إلى صائغ محلي.

اعتقد الصائغ أن الحجر يمكن أن يكون ذا قيمة، فأرسله إلى شيكاغو لتحليله، ليتبيّن أنّها أكبر ماسة يُعثر عليها في الولايات المتحدة في ذلك الوقت.

بيع الحجر إلى دار تيفاني في مدينة نيويورك. ومن هناك، شقّ طريقه في النهاية إلى المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي. بعد سنوات، وتحديدًا في عام 1964، سرق لص مشهور يُدعى ميرف ذا سيرف ماسة النسر. وعلى الرغم من استعادة العديد من الجواهر التي سرقها اللص، إلا أنّ ماسة النسر لا تزال مفقودة حتى يومنا هذا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close