يورو 2020.. بانديف أيقونة مقدونيا الشمالية واليونان غاضبة من قمصان المنتخب
أبرق وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، أمس الأحد، برسالة إلى نظيره المقدوني الشمالي بوجار عثماني، يذكره فيها بالتنفيذ الكامل والسليم لاتفاقية "بريسبيا" الموقعة بين البلدين عام 2018، بعد ظهور المنتخب المقدوني الشمالي في كرة القدم، خلال مسابقة اليورو، بقمصان لم تحمل كلمة "الشمالية" في إشارة إلى اسم البلاد.
وبعد انفصال مقدونيا عن جمهورية يوغسلافيا عام 1991، وقفت اليونان مطولًا في وجه انضمام الجمهورية الجديدة إلى حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، إذ تعتبر أن اسم "مقدونيا" استفزاز تاريخي، كونها ترمز إلى المملكة التاريخية التي كانت تضم اليونان وبلغاريا وألبانيا وصربيا، ونسبت إليها شخصيات تاريخية مثل الإسكندر الأكبر.
وأتت المعاهدة عام 2018 ليتم تغيير اسم جمهورية مقدونيا إلى مقدونيا الشمالية.
وأوضح ديندياس أن الاسم الرمزي لمقدونيا الشمالية في المنظمة الدولية للتوحيد القياسي لا يزال يختصر بـ"MKD"، ولا يمكن لليونان قبول استخدام هذا الاختصار في بطولة اليورو الحالية.
وشدد الوزير اليوناني على أن تغيير اسم اتحاد كرة القدم في مقدونيا الشمالية معلّق، ويجب تغييره من أجل تلبية أحكام الاتفاقية، داعيًا نظيره المقدوني للتدخل لتحسين قواعد حسن الجوار.
قائد الأمة بانديف
ودخل أمس لاعب مقدونيا الشمالية غوران بانديف التاريخ من أوسع أبوابه، وبات أيقونة المنتخب، ملهمًا حقيقيًا لشعب تمزقه الصراعات الإثنية، بين القوميين المقدونيين في البلاد والمقدونيين الألبان.
وسجل بانديف في مباراة أمس الهدف الأول في تاريخ منتخب بلاده ضمن المسابقات الرسمية. ويلقب "بانديف" في بلاده بالرئيس، لما يحظى به من شعبية واسعة بين الجماهير.
ولعب غوران بقميص منتخب بلاده لأول مرة عام 2001. وكانت مقدونيا حينها تشهد حربا أهلية طاحنة، لكن اللاعب الشاب حينها استطاع لفت أنظار الشعب ونادي إنتر ميلان الإيطالي الذي سارع للتعاقد معه.
وأصبح بانديف مصدر فخر للعبة في بلاده. ولم يتأخر اللاعب المحترف في الدوري الإيطالي عن مساعدة أبناء شعبه؛ فعام 2010 أحرز بانديف مع فريقه الإيطالي لقب دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونخ الألماني.
بعدها قام اللاعب بإنشاء أكاديمية خاصة للعبة في مدينة ستروميتسا الصغيرة داخل البلاد، وأطلق عليها اسم "أكاديمية بانديف"، مساهمًا في إحياء اللعبة للأطفال والناشئة.
وبعد 4 أعوام قرر النادي تكوين فريق أول، والمنافسة في مسابقات الكرة المقدونية الرسمية. وفي عام 2017 وصل الفريق إلى الدرجة الأولى من الدوري، وتمكن عام 2019 من تحقيق بطولة الكأس في البلاد بقيادة شقيق بانديف الأصغر.
ورغم تقدمه في السن وبلوغه سن الـ37، تمكن بانديف من اقتناص الهدف أمام منتخب النمسا أمس، مستفيدًا من الخطأ الذي ارتكبه الحارس. وكان الهدف كفيلًا بأن يكرس تلك النجومية التي يجمع عليها شعب ذلك البلد الصغير، رغم الخسارة في نهاية المباراة بنتيجة 3-1.
وبات بانديف ثاني أكبر لاعب يسجل عبر التاريخ هدفًا في كأس الأمم الأوروبية، بعد النمساوي إيفيكا فاستيك (38 عامًا) ضد بولندا عام 2008.
وبعد 20 عامًا، لعب القائد الملهم مباراته رقم 120 مع المنتخب، في أول مسابقة رسمية للبلاد في تاريخ لعبة كرة القدم.
وقال يوغسلاف ترينشوفسكي، رئيس أكاديمية بانديف، لصحيفة غارديان البريطانية: "يتمتع غوران بطاقة خاصة تقرب الناس منه، إنه ليس قائدًا في المنتخب الوطني فحسب، ولكنه أيضًا قائد الأمة".