تألق النجم المصري محمد صلاح السبت، وقاد فريقه ليفربول لفوز مستحق على أستون فيلا بنتيجة 2-0، بفضل هدف له وتمريرة حاسمة لداروين نوينز، ليوسع رجال المدرب أرنه سلوت الفارق مع مانشتسر سيتي إلى خمس نقاط في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وحفزت هزيمة سيتي في وقت سابق من يوم أمس، ليفربول على اللعب بقوة منذ البداية ليهز نونيز الشباك في الدقيقة 20، بعد هجمة مرتدة خاطفة في ملعب أنفيلد.
وتصدى الحارس كيفن كيليهير لبعض الفرص الخطيرة ليحافظ على تقدم ليفربول قبل أن يقتل صلاح المباراة في الدقيقة 84 ويحافظ على بداية فريقه المثيرة للموسم تحت قيادة المدرب سلوت، حيث فاز الفريق في 15 من 17 مباراة في جميع المسابقات، منذ أن حل المدرب الهولندي محل يورغن كلوب.
ويدخل ليفربول فترة التوقف الدولي متصدرًا، بعدما رفع رصيده إلى 28 نقطة من 11 مباراة بينما يملك سيتي حامل اللقب 23 نقطة، فيما تركت الهزيمة الثالثة لأستون فيلا في الدوري هذا الموسم الفريق في المركز الثامن برصيد 18 نقطة.
"الفرعون المصري"
وحيا سلوت جماهير ملعب أنفيلد المبتهجة بعد صفارة النهاية، وهتفوا له مع استمرار تحقيق حقبة ما بعد كلوب لنتائج تتحدى أكثر التوقعات تفاؤلًا، أما صلاح نجم المباراة فقد وصل إلى هدفه العاشر وتمريرته الحاسمة العاشرة في 11 مباراة، مواصلًا كتابة التاريخ في "الآنفيلد".
وبات لـ"الفرعون المصري" 200 هدف في بطولات أوروبا الكبرى، كما تجاوز رقم الفرنسي الأسطوري تيري هنري في الدوري الممتاز بمجموع 75 تمريرة حاسمة، مقابل 74 للفرنسي، وبات على بعد عشرة أهداف ليعادل صلاح رقم هنري بالأهداف، حيث بات رصيد النجم المصري 165 هدفًا في البطولة.
واحتفل صلاح بطريقة استعراضية أمام الجماهير بأرقامه، فيما أبدى سلوت سعادته بهذا الفوز، وقال: "نمتلك لاعبين سريعين للغاية في الهجمات المرتدة، لذا كان من الجيد أن نسجل هدفين منها، ونحن سعداء حقًا لأنه بعد هذه الفترة الصعبة ظل معظم لاعبينا في حالة جيدة. خضنا بعض الاختبارات الصعبة بالتأكيد، لكن بعد (نهاية) الاستراحة أصبحت (المباراة) صعبة مرة أخرى".
وبذل ليفربول جهدًا شاقًا أمام أستون فيلا الصبور، واتبع أسلوبًا يجمع بين نهج دفاعي مدروس، والهجمات المرتدة المذهلة التي كان من الممكن أن تؤدي إلى أكثر من هدفين.
خيبات غوارديولا المستمرة
وفي المقلب الآخر، كان مانشستر سيتي يتعرض لهزيمته الرابعة على التوالي، في أطول سلسلة هزائم يتعرض لها المدرب بيب غوارديولا مع الفريق، منذ بداية توليه مهمته، كما أن الفريق لم يسجل هذا الرقم السلبي منذ أغسطس/ أب 2006، عندما كان ستيوارت بيرس مديرًا فنيًا للنادي، وهي المرة الأولى كذلك التي يخسر فيها سيتي مباراة في الدوري الإنكليزي كان متقدمًا فيها في الشوط الأول للمرة الأولى منذ مايو/ أيار 2021.
واستمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 2-1 أمام برايتون، بفضل هدفين متأخرين سجلهما البديلان جواو بيدرو ومات أورايلي، فيما بات سيتي في المركز الثاني برصيد 23 نقطة من 11 مباراة، وصعد برايتون إلى المركز الرابع برصيد 19 نقطة.
وقال كايل ووكر قائد سيتي لشبكة سكاي سبورتس: "نمر بفترة صعبة حاليًا، وربما جاءت فترة التوقف الدولي في الوقت المناسب".
وبعد هزائم أمام توتنهام وبورنموث، وسبورتنغ لشبونة، بدا سيتي مستعدًا لإنهاء مسيرته السيئة، بعدما سجل إرلينغ هالاند هدفًا في الدقيقة 23 حين أرسل ماتيو كوفاتشيتش تمريرة طويلة بين قلبي دفاع برايتون ليهز النرويجي الشباك.
وكان برايتون الفريق الأفضل بعد الاستراحة، وتعادل بيدرو لأصحاب الأرض في الدقيقة 78، مما أسعد الجماهير في ملعب أميكس حين أخفق سيتي في إبعاد الكرة لينقض عليها البرازيلي ويسدد في مرمى الحارس إيدرسون.
"فترة حالكة السواد"
وجعل أورايلي أول ظهور له في الدوري الإنكليزي الممتاز ذكرى لا تنسى، بعدما حسم فوز برايتون، بعد خمس دقائق أخرى حين استحوذ على كرة بيدرو البينية التي اخترقت خط ظهر سيتي، وسجل من مسافة قريبة بينما فرك غوارديولا وجهه بيده غير مصدق ما يحدث في الملعب.
وتضرر سيتي كثيرًا من الإصابات مع غياب نيثن آكي، وجون ستونز، وجاك غريليش، وروبن دياز يوم أمس، إلى جانب رودري وأوسكار بوب الغائبين على المدى الطويل.
وقال غوارديولا، الذي لم يحقق مثل هذا السجل السيء في كل المسابقات للصحفيين: "سنقيم ما جرى خلال هذه الأيام العشرة. سنعمل على تصفية أذهاننا وعودة اللاعبين إلى لياقتهم البدنية. هذا هو الهدف".
وأضاف "نحاول تحليل أدائنا، أربع مباريات متتالية. السؤال هو كيف نلعب. المستوى الذي نلعب به جيد حقًا في لحظات معينة ولكننا غير قادرين على الاستمرار"، فيما وصف لاعب الوسط برناردو سيلفا الوضع بالقول: "نعيش فترة حالكة السواد".
يوفنتوس يحسم "الديربي"
وفي الدوري الإيطالي، حافظ يوفنتوس على مسيرته الرائعة في القمة المحلية بفوزه 2-صفر على جاره وضيفه تورينو، بهدفين سجلهما تيموثي ويا وكينان يلديز، ليتقدم للمركز الثالث في ترتيب البطولة.
ويحتل يوفنتوس المركز الثالث برصيد 24 نقطة متساويًا مع إنتر، ومتأخرًا بفارق نقطة واحدة عن نابولي المتصدر الذي يحل ضيفًا على إنتر اليوم الأحد، ويحتل تورينو المركز 11 برصيد 14 نقطة.
ووصل تورينو إلى ملعب يوفنتوس بسجل ضعيف أمام منافسه في المدينة، إذ فشل في الفوز في آخر 18 مباراة جمعت بينهما، ولم يشر مستواه الحالي أن الأمور قد تتغير، بعدما تعرض لخمس هزائم في آخر ست مباريات.
وتابع ويا كرة مرتدة من فانيا ميلينكوفيتش-سافيتش حارس تورينو ليسجل في الدقيقة 18، ثم حسم يلديز الفوز بضربة رأس قبل ست دقائق من النهاية ليظل يوفنتوس الفريق الوحيد الذي لم يهزم في الدوري الإيطالي.
لأجل "ديل بييرو"
وكان الشوط الأول مليئًا بالفرص من جانب يوفنتوس، لكن باستثناء الهدف وتسديدة دوسان فلاهوفيتش التي تصدى لها الحارس بسهولة، أخفق فريق المدرب تياغو موتا في تحويل سيطرته على الكرة إلى فرص حقيقية.
وافتتح يوفنتوس التسجيل عندما اندفع أندريا كامبياسو إلى منطقة الجزاء، وسدد كرة كان من المفترض أن يتصدى لها ميلينكوفيتش-سافيتش، ولم يصدق وياه حظه عندما وضع الكرة في الشباك وبدأ احتفاله.
وقام مشجعو الفريقين بالكثير من الضجيج لمواكبة المناسبة، لكن اللاعبين فشلوا في ترجمة ذلك على أرض الملعب. وتمكن تورينو على الأقل من قضاء المزيد من الوقت في نصف ملعب المنافس بعد نهاية الاستراحة، لكن دون أن يظهر وكأنه قادر على إدارك التعادل.
وكاد مهاجم يوفنتوس فرانسيسكو كونسيساو أن يشعل المباراة بتسديدة من مسافة بعيدة، لكن الكرة مرت بجوار القائم بقليل لكن تمريرته العرضية بعدها بدقائق قليلة حسمت المباراة. وانطلق كونسيساو على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء ولعب تمريرة عرضية نحو القائم البعيد قابلها يلديز بضربة رأس في الشباك.
وفي تكريم لبطله وأسطورة يوفنتوس أليساندرو ديل بييرو الذي احتفل بعيد ميلاده الخمسين أمس، احتفل يلديز مثل قدوته بإخراج لسانه وهو يركض بعيدًا عن المرمى، وكانت تلك اللحظة الأبرز في مباراة قمة باهتة.