واجهت الاستخبارات الأميركية موجة قاسية من النقد إزاء فشلها في درأ الخطر وحماية الأمن القومي الأميركي بعد وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001.
ودفعت تلك الهجمات بوكالة الاستخبارات المركزية إلى وضع نظام حماية جديد يعتمد على علوم الكمبيوتر والبرمجة، مستقطبة لأجل هذا الهدف العلماء الشباب، ومن بينهم إدوارد سنودن، لشغل أكثر الوظائف والخدمات سرية في الولايات المتحدة.
ويروي إدوارد سنودن في مذكراته قصة التحاقه في صفوف الجيش الأميركي عام 2003، وخوضه برنامجًا للالتحاق بالقوات الخاصة من أجل المشاركة في الحرب الأميركية على العراق.
"متحمسون لقتل العرب"
يسرد سنودن في مذكراته أنه شعر بمسؤوليته الإنسانية التي حتمت عليه مساعدة تحرير الناس من العيش تحت الاضطهاد، لكنه يؤكد أن معظم الناس المدربين في البرنامج كانوا متحمسين دائمًا لـ"قتل العرب" وليس لتحرير أي منهم.
ويقول إنه عندما بدأ العمل مع وكالة الاستخبارات المركزية للمرة الأولى كانت معنويات أفراد طاقمها منخفضة جدًا، وتكاد تكون معدومة إثر فشل أجهزة الاستخبارات في مواقف عدة، مثل هجمات سبتمبر/ أيلول عام 2001.
ويشير إلى هذا الأمر دفع السلطات التنفيذية والكونغرس إلى إعادة تنظيم شاملة لوكالة الاستخبارات المركزية.
اقرأ أيضًا من ملف: 11 سبتمبر وما بعده
-
موت ونار ودمار.. هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في صور
-
مركز التجارة العالمي.. ما كان قبل 11 سبتمبر وما قام على أنقاضه
-
11 سبتمبر على طريق غزو العراق.. "وصمة العار" التي تلاحق بوش وصقوره
-
أفغانستان بين موعدين.. حرب بوش على "الإرهاب" مرّت من هنا
أقسام وكالة الاستخبارات المركزية
يوضح سنودن في مذكراته أن التحديثات الطارئة التي أدخلتها الولايات المتحدة على منهج وإدارة وكالة الاستخبارات المركزية أدت إلى تقسيمها لخمسة أقسام، حيث كان القسم الأول عبارة عن إدارة عمليات التجسس.
أما القسم الثاني، حسب سنودن، فهو مديرية الاستخبارات المتخصصة في جمع المعلومات وتحليلها، بينما القسم الثالث هو مديرية العلوم والتكنولوجيا المختص بشراء أجهزة الكمبيوتر وأدوات الاتصال والأسلحة وتدريسها للجواسيس المعتمدين.
ويقول الضابط الأميركي الأسبق إن القسم الرابع في الوكالة هو الشؤون الإدارية، حيث مهمته إدارة العلاقات بين المحامين والموارد البشرية ومتابعة صلاتها مع السلطات التنفيذية في الحكومة. أما القسم الخامس، الذي كان سنودن ضمن فريقه، فهو إدارة الدعم اللوجستي.
رقمنة شبكة الاستخبارات
ويكشف سنودن في مذكراته أن مهمته ضمن فريق قسم "الدعم اللوجستي" كانت تتلخص في إدارة البنية التحتية للاتصالات في جميع أنحاء العالم.
ويقول: إنه تحت غطاء دبلوماسي كان ضمن أحد المتخصصين القلائل المسؤولين عن قيادة وكالة الاستخبارات المركزية "نحو عالم الغد"، من خلال ربط جميع وكالاتها الأوروبية بالإنترنت، ورقمنة الشبكة التي تتجسس من خلالها الحكومة الأميركية.