الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

مخيم بحنين.. مأساة تهجير جديدة للاجئين السوريين في لبنان

مخيم بحنين.. مأساة تهجير جديدة للاجئين السوريين في لبنان

شارك القصة

صورة تظهر ما تبقى من مخيم بحنين للاجئين السوريين
صورة تظهر ما تبقى من مخيم بحنين للاجئين السوريين (غيتي)
العائلات السورية لا تزال مشتتة في عدة مخيمات، حيث يشكون من ضيق الأماكن التي يعيشون فيها، وسط مطالبات بمعاقبة المتورطين في حرق المخيم.

تتجدد المأساة وتقسو الظروف على اللاجئين السوريين، فالكارثة التي وقعت في مخيم بحنين في المنية شمالي لبنان، لم تكن بفعل الطبيعة أو بسبب خطأ، بل كانت بسبب إقدام شبان على إحراق المخيم مشردين بذلك أكثر من 100 عائلة.

فبعد نحو عشرة أيام على إحراق المخيم، ما زالت العائلات السورية مشتتة في عدة مخيمات أخرى منتشرة في منطقة الشمال، والبعض الآخر وجدوا لهم مأوى عند عائلات لبنانية بشكل مؤقت.

ويشكو اللاجئون من ضيق الأماكن التي وجدوها بعد ليلة باتوا خلالها في العراء حيث يعيش حاليًّا كل 3 أو 4 عائلات في خيمة واحدة لا تتعدى 4 أمتار.

وأصبحت عائلات مخيم "المنية" تعيش ظروفا أصعب مما كانت عليه قبل حادثة إحراق المخيم، فبعد أن تشردوا من سوريا، وجدوا أنفسهم مرة أخرى يكابدون هجرة قسرية رمت بهم في العراء والجوع والعيش على المساعدات.

مشاهد مروعة

عن هذه المأساة، سلطت وكالة "الأناضول" الضوء في تقريرٍ لها، حيث يروى اللاجئ شجاع عبد السلام المحمد (50 عاما) ما حدث في الساعات الأولى، إذ كان هو وعائلته داخل الخيمة وفجأة سمعوا أصوات صراخ والناس تركض وتترك خيامها فسأل عن السبب، وأجابوه أن هناك من يريد إحراق المخيم، ويضيف أنه خرج مع أطفاله من الخيمة لإبعادهم عن الحريق وبات تلك الليلة في العراء والبرد القارس.

ويشير المحمد إلى أنه عند إشراقة شمس اليوم التالي أصاب أولاده المرض من البرد، وانتابهم الخوف لعدم وجود مأوى لهم وفقدانهم كافة أغراضهم وحاجياتهم. وأردف أن أحد سكان المنطقة طلب منهم البقاء عنده في الليلة الثانية بعد قضاء الأولى في الشارع، بينما توزع بقية اللاجئين على باقي المخيمات، وبعضهم الآخر تم استضافته من قبل أهل المنطقة.

من جهته، يقول بشير محمد درويش (47 عاما) "نجانا الله والحمدالله، معظم سكان المخيم سالمون ولم يصابوا بأذى، لكن أغراضنا كلها ذهبت ولم يبق لنا أي شيء".

ويلفت إلى أن بعض سكان المخيم وجدوا لهم مأوى عند بعض أهالي المنطقة من معارفهم أو في مخيمات أخرى في المنية عند أقارب لهم.

هربنا من الموت لنجده أمامنا

ويصف محمد صادق اليوسف (45 عاما) اللحظات الأولى للحريق قائلا إنه تشرد على مرأى من أعين الناس هو وأولاده الثلاثة وزوجته، حيث كانوا نائمين فخرجوا حفاة مستخدمين سلّمًا للهروب من الحريق كان معلَّقًا على سور المخيم.

ويشير إلى أنه اليوم يعيش في مخيم أبو عسكر القريب هو و3 عائلات في خيمة واحدة لم يقدموا لهم سواها، ولفت اليوسف، إلى هناك مشكلة في المنامة والحمامات لأن المكان لا يتسع للجميع.

من جهتها، تقول المطلقة عويد العمري (50 عامًا) أن لديها 3 أولاد وتعيش في المخيم منذ عام 2011. وتضيف أنها تعيش عند أناس في مخيم أبو عسكر، هي و4 عائلات في خيمة واحدة، موضحة أنها امرأة مطلقة ولا يجوز أن تنام في مكان ضيق به رجال غرباء.

وتشير العمري إلى أنها قضت يومها الأول بعد احتراق خيمتها من دون مأوى، وباتت هي وأطفالها في الشارع من دون ملابس غير التي خرجوا بها.

تنديد لبناني

واستنكر اللبنانيون على المستويين الرسمي والشعبي الجريمة، فيما فتحت عائلات في الشمال منازلها لاستقبال النازحين، وسارعت إلى مساندتهم وتأمين احتياجاتهم.

كما ندد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بالحادثة وطالبوا بمعاقبة المتورطين، فيما أعلن الجيش اللبناني اعتقال ثمانية أشخاص من بينهم لبنانيون وسوريون للتحقيق معهم في تفاصيل الحادثة.

ومخيم بحنين، هو واحد من عشرات المخيمات المنتشرة في لبنان، مساحته لا تتجاوز 1500 متر مربع، كان يضم 95 خيمة تسكنها نحو 100 عائلة، أي ما يعادل 379 لاجئاً سورياً.

وأشعل شرارة جريمة إحراق المخيم خلاف فردي بين أحد أفراد عائلة "آل المير" اللبنانية وبعض اللاجئين من المخيم.

تابع القراءة
المصادر:
الأناضول
Close