فتحت، صباح اليوم الثلاثاء، مراكز الاقتراع أبوابها في الانتخابات الإسرائيلية المبكرة والرابعة خلال أقل من عامين.
ويحق لنحو 6,5 ملايين إسرائيلي التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في محاولة لإنهاء حالة التشرذم السياسي ووضع حد لأطول فترة جمود تشهدها إسرائيل، وتحديد مصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يطمح إلى ولاية جديدة.
وأفاد مراسل "العربي" في القدس بأنّ التوقعات تشير إلى أنّ هذه الانتخابات لن تشهد نسبة اقتراع مرتفعة، كما حصل في الانتخابات الأخيرة، نظرًا لحالة الملل التي تشهدها الساحة الإسرائيلية السياسية، إضافة إلى انتشار فيروس كورونا.
وأشار إلى أنّ هذه الانتخابات تجري ضمن عملية استقطاب حادة في اليمين الإسرائيلي تحديدًا، بين معسكر مؤيد لنتنياهو، وآخر مناوئ له، علمًا أنّ استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ نتنياهو وحزب الليكود الذي يتزعمه سيحصلان على أكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان، لكنه سيبقى بحاجة إلى التحالف مع أحزاب أخرى لضمان الغالبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا.
"لحظة الحقيقة" بالنسبة لإسرائيل
وعند وصوله إلى أحد مراكز الاقتراع في مدينة تل أبيب الساحلية، حذر زعيم المعارضة ورئيس الحزب الوسطي العلماني يائير لابيد من أن الانتخابات الإسرائيلية قد تفرز "حكومة ظلام".
وقال لابيد للصحافيين: "هذه لحظة الحقيقة بالنسبة لإسرائيل، نحن أمام خيارين إما (هناك مستقبل) قوي أو حكومة ظلام"، داعيًا للتصويت لحزبه وعدم التصويت لحزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو المنتهية ولايته.
من جهته، شدد زعيم حزب "أمل جديد" جدعون ساعر اليميني المحافظ على أن "اليوم لدينا فرصة للخروج من طريق مسدود استمر عامين وأربع انتخابات كانت الدولة خلالها معطلة، ولإحداث تغيير".
أما زعيم حزب "يمينا" المتشدد نفتالي بينيت الذي وصل إلى مركز الاقتراع في مدينة رعنانا (وسط) وسط تصفيق مؤيديه، فقال: "أطلب من جميع الإسرائيليين الخروج والتصويت من أجل التغيير في إسرائيل".
مواجهة مختلفة يخوضها نتنياهو
وتجري هذه الانتخابات المبكرة للمرة الرابعة خلال نحو عامين بعدما تسبّب نتنياهو في انهيار حكومة الوحدة الوطنية التي شكّلها مع منافسه بيني غانتس في أعقاب الانتخابات السابقة التي لم تكن نتائجها حاسمة.
وصباح الثلاثاء، منح طالب الدكتوراه عاميت فيشر (35 عاما) صوته لمنافس رئيس الوزراء الرئيسي، المذيع التلفزيوني السابق يائير لابيد وحزبه "هناك مستقبل".
وقال لوكالة فرانس برس: "ليس لدي كثير من الأمل، أظن أنه سيكون هناك انتخابات خامسة. ثمة الكثير من الأحزاب الصغيرة والكثير من الغرور، لن يتفقوا على أي شيء".
وفي ضاحية حولون قرب تل أبيب نصب موظفو لجنة الانتخابات خِيمًا بيضاء في إحدى الساحات حيث يمكن للناخبين الإدلاء بأصواتهم، إما مشيًا على الأقدام أو وهم جالسون في سياراتهم.
ويقول أحد المتطوعين ويدعى إفرايم إشترازيد (65 عامًا)، وهو يرتدي معطفًا بلاستيكيًا أزرق ويغطي رأسه بقناع للوجه: "هذا عار، كارثة، نحن نحرق المال ولا شيء يتغير".