Skip to main content

تيغراي.. إريتريا "ستسحب قواتها" والأمم المتحدة تسجل حالات "اغتصاب"

الجمعة 26 مارس 2021
أودى القتال في تيغراي بحياة الألوف وتسبب في تشريد مئات الألوف

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، اليوم الجمعة، أن إريتريا وافقت على سحب قواتها من المنطقة الحدودية، بعد أيام من الإقرار لأول مرة بأن جنودًا إريتريين دخلوا إقليم تيغراي في شمال البلاد خلال حرب استمرت خمسة أشهر.

وقال أبيي أحمد في بيان: "خلال محادثاتي مع الرئيس الإريتري اسياس أفورقي بمناسبة زيارتي إلى أسمرة، وافقت الحكومة الإريترية على سحب قواتها إلى خارج حدود إثيوبيا".

وأرسل أحمد قوات إلى منطقة تيغراي في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني بعدما اتهم جبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت الحزب الحاكم المهيمن في المنطقة، باستهداف معسكرات للجيش. 

وأعلن في نهاية نوفمبر تحقيقه "الانتصار"، لكنّ ورود تقارير عن وقوع حوادث قتل واغتصاب ونهب على نطاق واسع على أيدي القوات الإثيوبية والأريترية أدى لدعوات لإجراء تحقيقات.

وأشار في بيانه الجمعة إلى أن جبهة تحرير شعب تيغراي أطلقت صواريخ عدة على العاصمة الإريترية "ما دفع الحكومة الإريترية إلى دخول إثيوبيا لمنع المزيد من الهجمات وحماية أمنها القومي".

وأضاف أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام في العام 2019، أن الجيش الإثيوبي سينتشر في المناطق التي كانت تتمركز فيها القوات الإريترية، خصوصًا على الحدود.

وبعد استفسار من وكالة فرانس برس، لم يعلق وزير الإعلام الإريتري ييماني غبريميسكل على هذا الإعلان صباح الجمعة.

ويعتقد أن قوات أسمرة أدت دورًا عسكريًا رئيسيًا إلى جانب الجيش الإثيوبي في حملة أديس أبابا العسكرية ضد قوات تيغراي.

500 حالة اغتصاب

في غضون ذلك، كشفت الأمم المتحدة أن خمس عيادات طبية في منطقة تيغراي بإثيوبيا سجلت أكثر من 500 حالة اغتصاب، منبهة إلى أنه نظرًا للوصمة المرتبطة بالأمر ونقص الخدمات الصحية، فإن من المرجح أن يكون العدد الفعلي للحالات أعلى من ذلك بكثير.

وفي إفادة للدول الأعضاء في المنظمة الدولية بنيويورك، قالت وفاء سعيد، نائبة منسق مساعدات الأمم المتحدة في إثيوبيا: "قالت نساء إنهن تعرضن للاغتصاب من عناصر مسلحة، كما روين قصصًا عن اغتصاب جماعي واغتصاب أمام العائلات وإجبار رجال على اغتصاب نساء من عائلاتهم تحت التهديد بالعنف".

وأوضحت أنه تم تسجيل 516 حالة اغتصاب على الأقل في خمس منشآت طبية في مقلي وأديغرات وووكرو وشاير وأكسوم.

وأضافت وفاء سعيد: "معظم النازحين فرّوا بلا أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها. بشكل عام هم في حالة صدمة ويروون قصصًا عن الرحلة الصعبة التي قطعوها بحثًا عن الأمان. بعضهم تحدث عن المشي لأسبوعين وبعضهم الآخر لمسافة 500 كيلومتر".

وأردفت:  "من بين من سافروا معهم، ذُكر أن بعضهم قُتلوا لا سيما الصغار، وورد أن أناسًا ضُربوا وتعرضت نساء للاغتصاب".

تطهير عرقي

من جهتها، عبّرت الأمم المتحدة عن قلق بخصوص الفظائع، بينما وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأعمال التي نُفذت بأنها تطهير عرقي. ورفضت إثيوبيا ادعاء بلينكن.

وأقر أبي هذا الأسبوع لأول مرة بحدوث فظائع مثل الاغتصاب، وقال إن أي جنود ارتكبوا جرائم سيُعاقبون.

كما دعا 12 مسؤولًا كبيرًا في المنظمة الدولية يوم الاثنين إلى وقف الهجمات العشوائية والتي تستهدف مدنيين في تيغراي، متحدثين عن تقارير اغتصاب و "أشكال مروعة أخرى للعنف الجنسي".

وفي السياق، قال سفير إثيوبيا بالأمم المتحدة تاي أتسكي سيلاسي لرويترز إن حكومة بلاده تأخذ مزاعم العنف الجنسي "بجدية بالغة" وإنها نشرت مهمة لتقصي الحقائق.

وأضاف: "إثيوبيا لا تنتهج مطلقًا سياسة التسامح إزاء الجرائم الجنسية وأي شخص تثبت مسؤوليته عن هذه الأعمال الحقيرة سيحاسب إلى أقصى حد يسمح به القانون".

وتفجر القتال في تيغراي في نوفمبر/ تشرين الثاني بين القوات الحكومية والحزب الحاكم سابقا للمنطقة، الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أيضا إن قوات من إريتريا دخلت المنطقة.

وأودى القتال في تيغراي بحياة الألوف وتسبب في تشريد مئات الألوف في المنطقة الجبلية التي يقطنها زهاء خمسة ملايين نسمة.

المصادر:
وكالات
شارك القصة