أمضى الفلسطيني عبد الفتاح سكافي طفولته بين جدران منزله في حارة كرم الجاعوني بحي الشيخ الجراح، وفيه أيضًا تزوج في سبعينيات القرن الماضي، فيما تعتزم سلطات الاحتلال طرده منه مطلع مايو/ أيار المقبل.
كالمحكوم عليه بالإعدام، شعور تتشارك فيه 8 عائلات في هذا الحي مع اقتراب موعد الإخلاء، فعلى جدران منازلهم، يتجلى خوفهم من مستقبل مجهول.
وما يقارب الـ 80 فلسطينيًا معرّضون للتشرد في الشارع في حال نُفّذ قرار الإخلاء.
فجميع هذه العائلات هُجّرت بسبب النكبة عام 1948، واستولت إسرائيل على بيوتهم وأراضيهم.
وبعد 70 عامَا ونيّف، تلاحقهم سلطات الاحتلال بعد ادّعاء مستوطنين ملكيتهم للأرض قبل النكبة والتي بُنيت عليها المباني. ملاحقة يفسرها المتابعون بكونها استهدافًا متواصلاً منذ سنوات، لحي الشيخ جراح بسبب قربه من المسجد الأقصى.
وقال أحد المهدّدين بالطرد من بيته إنّ أول تهجير للسكان كان بين عامي 2008 و2009 حيث تمّ تهجير 12 أسرة. ومنذ ذلك الحين، يحاول الإسرائيليون تهجير المزيد من العائلات.
وسكنت 28 عائلة في حي الشيخ جراح منذ خمسينيات القرن الماضي، بعد اتفاق مع الأردن ووكالة الأونروا بتملكهم البيوت مقابل تسليمهم بطاقات اللجوء.
وتطالب هذه العائلات الأردن بالتدخل والضغط على الاحتلال وتسليمهم الأوراق الرسمية ليستخدموها في المحاكم، عّلها تحمي حقوقهم وتجنّبهم نكبة ثانية.
